نقّارون

يستحيل تغيير الوضع الكارثي الذي نعيشه، ونحن نحشر أنفسنا بحماس في متابعة سفاسف الأمور، ومناقشة ما لا يعنينا، ولا يعني الوطن، من أحداث وقضايا ساقطة وهامشية. في الوقت الذي نغفل فيه عن عظائم الأمور التي تقصم ظهورنا، وتحفر قبورنا وقبور أبنائنا، ونصمت ونجبن عن مناقشة ما يعنينا ويعني الوطن من أحداث وقضايا جوهرية ومصيرية..
نسينا المرتبات، وذهبنا نحاكم ثلاث بنات يتمايلن طرباً على متن سيارة...
ونسينا الوطن الممزق، وانعدام العدالة الاجتماعية، وغياب الحرية، وذهبنا نحاكم الفنان حسين محب؛ لأنه عاد إلى وطنه....
بهذه العقلية ، يستاهل البرد من ضيع دفاه.

.....رسالة إلى النخبة....
عشر سنوات، من المهاترات والسخافات والانتقادات للأشياء التافهة والهامشية..
عشر سنوات، والأحقاد تمتد في أوساط المجتمع وتتعمق، وتزيد من تفتيت الهوية الوطنية..
عشر سنوات، ونحن بلا دولة ولا مرتبات ولا حرية... الجوع وحده ينهش أجسادنا، والقهر يستبد بأرواحنا، والفراغ يقتل عقولنا...
عشر سنوات، ونحن في غربة داخل الوطن وخارجه،  فلا حلم نراوده، ولا أمل نعيش في ظلاله، ولا صبح ننتظر إشراقه..
عشر سنوات، ضاع خلالها الوطن، وضاعت معه أعمارنا، وتمزق إلى دويلات، فتمزق معها حاضرنا،  ومستقبل أولادنا والأجيال القادمة...
لقد مللنا من الحماقات والخلافات حول الموتى، وتعبنا من محاربة طواحين الهواء، فمتى تعقلون؟!!!.