• الساعة الآن 12:23 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

حاويات القمامة ورمضان صنعاء

news-details

خاص – النقار

الناس في صنعاء وشقيقاتها يبكون أمام الحاجة وقلة الحيلة. ما الذي سيفعلونه إذن في جغرافيا "الصمود"؟ أكثر المواطنين حظاً هم أولئك الذين بالكاد يوفرون دخلاً من هنا وهناك عبر أي عمل أو أكثر، أو عبر استلاف المال الذي يدخل الناس وعلاقاتهم في دوائر خانقة تزيد الضيق ضيقاً، بينما طائفة ليست قلة من الناس تقصد حاويات القمامة للبحث عما تأكله!

أمامك في صنعاء نساء ورجال وأطفال يبحثون في القمامة عن شيء يؤكل، فهل ثمة مقياس أكبر وأوضح من هذا لنقيس به فداحة ما وصلنا إليه؟ هذه هي حالنا وهذه حيلتنا. وسيتكرر أمامك هذا المشهد في رمضان، لتعلم أي قبح نعيشه وأي مأساة تفجعنا وتفجع البلاد. إنه رمضان الكريم في واقع لئيم، واقع يهين الجميع باستثناء أصحاب السلطة.

يقال إن حاويات القمامة تحمل حكايات الناس، وفيها تلتقي مخلفات الأغنياء وميسوري الحال والفقراء دون تمييز، فما الذي ستحكيه حاويات صنعاء؟

بلا شك ستقول الحقيقة الكاملة التي لم تقلها وسائل الإعلام، وستعرّي الجميع حاكمين ومحكومين كما لو أنها باتت صناديق سوداء، وستكون حكاياتها خارج النص الأنصاري المسرحي المشوه الذين يريدوننا أن نصفق له دائماً، بينما نحن لسنا إلا جمهوراً بائساً أمام أوقح قصة سياسية هزلية على مسرح الحياة.

علامَ نصفق للجماعة؟ حاويات القمامة تقول كل شيء، وبلغة واقعية أصدق وأبلغ من كل خطب الجماعة ومحاضراتها التدجينية. حاويات القمامة يقصدها الناس من أجل الحصول على لقمة، فما الذي يفعله أولياء الله؟ يأكلون أموالنا وخيراتنا الدسمة، وينهبون بلادنا ويسرقون حياتنا ومستقبلنا ويملؤون كروشهم ويخزنون أرصدتهم ويريدون أن نصدقهم ونكذّب حاويات القمامة!

هذا إلى جانب الأماكن التي تخلو من الحاويات، فشوارع صنعاء مكتظة بالقمامة أينما ذهبت، في الطرق والشوارع الرئيسية وفي الأحياء والحواري والأزقة، في كل مكان هناك سبب يستدعي إقامة محاكمة علنية للسلطة ولأمانة العاصمة وصندوق النظافة وكل المعنيين بهذا الواقع المزري والمسؤولين عن توفير حاويات. هذه الشوارع والأنحاء على امتداد بصرك ستحكي لك أيضاً حكاياتها.

وبما أن الناس في صنعاء يبحثون عن طعام من القمامة يا أنصار الله، فأين تذهب أموال الزكاة؟ وما دور هيئة الزكاة؟ وكم هي مخصصات شمسان أبو نشطان وشلة الهيئة؟ أين تذهب المليارات؟ لماذا لا تكشف الهيئة الحقائق للناس وبالأرقام؟ كل ما تفعله الهيئة هو الإعلان عن تدشين مشروع بمليارات ومشروع آخر بمليارات أخرى، آخرها مشروع في رمضان بقيمة 13 مليار ريال لصالح 700 ألف مستهدف، أين هم؟ وكيف تصلهم الأموال؟ وماذا يثبت لنا أنهم 700 ألف إنسان؟ وماذا عن المساكين والمعدمين الذين لم تصل إليهم الجماعة أو لا تريد الوصول إليهم؟ ثم إن 13 مليار ريال لـ700 ألف مستهدف يعني أن كل شخص سيتسلم في حدود 18.5 ألف ريال فقط، هل هذا كل شيء؟ قطاع الاتصالات الذي تنهبه جماعة "أنصار الله" وحده بإمكانه أن يسد حاجة اليمنيين جميعاً من رواتب وحوافز ومستحقات ومشاريع تنمية حقيقية، أين تريليونات ومليارات اليمنيين؟ ألم نقل لكم إن حاويات القمامة أصدق منكم؟

شارك الخبر: