قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خطاب متلفز إنه تم اعتقال المسلحين الأربعة المسؤولين عن الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو.
وقالت لجنة التحقيق الروسية إن عدد القتلى في الهجوم على قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية ارتفع الآن إلى 133 شخصًا.
وأضافت أن خدمات الطوارئ تواصل العثور على المزيد من الجثث، مع استمرار عمليات إزالة الأنقاض من المكان، حسبما ذكرت اللجنة في منشور على تطبيق تليغرام.
يأتي ذلك فيما أوضح الرئيس الروسي بوتين في خطابه أن المهاجمين حاولوا الفرار نحو أوكرانيا، وأنه تم تشديد الإجراءات الأمنية، مشيراً إلى أنهم حاولوا الاختباء واتجهوا نحو أوكرانيا، حيث تشير المعلومات الأولية إلى أنهم قاموا بالتنسيق مع الجانب الأوكراني لعبور الحدود.
وأعلن بوتين أن يوم الاثنين24 مارس/آذار، سيكون يوم حداد على ضحايا الحادث.
وقال بوتين إن الهجوم كان "عملاً إرهابياً همجياً" وأن المهاجمين "لن يفرقونا".
ومن جانبها، نفت كييف على وجه السرعة أن يكون لأوكرانيا أي صلة بالهجوم المسلح في موسكو.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، والمستشار الرئاسي، ووكالة الاستخبارات العسكرية، إن أوكرانيا لم تكن متورطة، وأن حربها مع روسيا سوف تتقرر في ساحة المعركة.
وقال أندريه يوسوف، ممثل المخابرات الدفاعية الأوكرانية، لبي بي سي إن المنطقة مليئة بالقوات العسكرية والأمنية الروسية.
وقال يوسوف إن أي إرهابي يهرب من مكان الهجوم إما أنه "غبي أو انتحاري" - أو يريد أن يتم القبض عليه - ليتوجه إلى هناك.
وتخشى كييف من أن روسيا سوف تستخدم الهجوم لتصعيد عدوانها ضد أوكرانيا إلى أبعد من ذلك، إذ أن إلقاء اللوم على كييف، وحلفائها الغربيين، سيكون وسيلة لحشد الدعم للرئيس فلاديمير بوتين في غزوه لأوكرانيا.
واتهم جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الأجهزة الخاصة الروسية بالتخطيط للهجوم على قاعة الحفلات بموسكو.
وقال الجهاز عبر تليغرام إن "الهجوم الإرهابي في موسكو كان استفزازاً مخططاً ومتعمداً من الأجهزة الخاصة الروسية بناء على أوامر من الرئيس فلاديمير بوتين"، معتبراً أن الهجوم "يجب أن يُفسر على أنه تهديد من بوتين لإثارة التصعيد وتوسيع الحرب".
وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن الهجوم بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وقال التنظيم في بيان نشره على تلغرام إن مقاتليه "هاجموا تجمعا كبيرا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو"، وأضاف أن المقاتلين "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام".
وقبل أسبوعين، وجهت السفارة الأمريكية في روسيا تحذيرا لمواطنيها بتجنب التجمعات الكبيرة، قائلة إنها ترصد تقارير تفيد بأن "متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف التجمعات الكبيرة في موسكو، ومنها الحفلات الموسيقية". وقامت السفارة، مساء الجمعة، بإعادة حث المواطنين الأمريكين على تجنب المنطقة المجاورة للهجوم.
تفاصيل الهجوم
أطلق أربعة أشخاص، يرتدون ملابس مموهة، النار في قاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول"، حسبما أظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تحققت بي بي سي من صحته.
وأظهر مقطع الفيديو الذي حصلت عليه وكالة رويترز للأنباء، نشوب حريق كبير وتصاعد أعمدة الدخان فوق المبنى.
وأظهرت لقطات مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، مسلحين داخل قاعة الحفلات الموسيقية، بينما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن بعض الأشخاص ما زالوا بالداخل.
وذكرت وكالة تاس للأنباء أن النيران اشتعلت في ثلث مكان الحفل وأن سقف المبنى اشتعل بالكامل تقريبا.
وبحسب وزارة الطوارئ الروسية، تمكنت عناصر الدفاع المدني من إجلاء حوالى 100 شخص كانوا في الطابق السفلي من قاعة الحفلات الموسيقية. والعمليات جارية "لإنقاذ أشخاص من سطح المبنى باستخدام معدات الرفع".
وأعلنت وزارة الثقافة الروسية، إلغاء جميع الفعاليات العامة في جميع أرجاء البلاد، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، المجتمع الدولي إلى إدانة الحادث الذي وصفته بأنه "جريمة وحشية".
وقال شاهد عيان يدعى فيتالي، تحدث لوسائل إعلام روسية، إنه كان في أحدى شرفات القاعة عندما سمع إطلاق النار.
وأضاف: "سمعنا إطلاق نار، ولم نعلم ماذا حدث في البداية، ثم رأيت بعض الإرهابيين يطلقون النار على الناس. لقد ألقوا بعض القنابل الحارقة، وبدأ كل شيء يحترق، وتم اقتيادنا نحو الخارج".
وقال شاهد عيان آخر مجهول الهوية إن "الأهالي كانوا يحضرون مسابقة للرقص مع أطفالهم عندما بدأ إطلاق النار، وتبع ذلك تدافع كبير، إذ ركض الأطفال وهم يرتدون ملابس الرقص".
وبحسب صحفي من وكالة أنباء ريا نوفوستي العامة، فقد اقتحم مسلحون قاعة الحفل قبل أن يفتحوا النار ويلقوا "قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، مما تسبب في نشوب حريق".