• الساعة الآن 09:13 AM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

عن أي شراكة وحوار يتحدث القحوم؟

news-details

‏خاص | النقار

يبدو علي القحوم، القيادي في جماعة أنصار الله وعضو المكتب السياسي للجماعة، خارجا للتو من مؤتمر الحوار الموفنبيكي في صنعاء قبل عشر سنوات وأكثر، في يده "‏بيان مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة" وفي الأخرى مقال للدكتور الإخواني منصور عزيز الزنداني، وحريصا على حضور "الندوة الذي قام بها الإخوة في المؤتمر".

عشرة أعوام مضت حتى الآن وجماعة أنصارالله على رأس السلطة قد خلقت لليمنيين فضاء واسعا من الحرية والتعددية وتعبيرهم المكفول عن الرأي، وليست السجون ملأى بالمعتقلين والإقصاءات جارية على قدم وساق، ومدونة سلوك وظيفي تجعل الموظف بمثابة أجير لدى تلك السلطة وبلا راتب حتى.

من يدخل صفحة القحوم على منصة إكس يجده يتحدث بجدية رهيبة عن "شراكة" بين جماعته ومختلف "المكونات" على الساحة السياسية اليمنية، هي من الفاعلية والتواجد الحقيقي على أرض الواقع لدرجة أنه يشارك بيان "الحراك الجنوبي" المندد بالعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن والذي يشد على يد "السيد القائد" بتلقين الأمريكيين والبريطانيين درسا لا ينسونه، ويحضر ‏"جانبا من لقاء.. مع الدكتور العزيز قاسم لبوزة نائب رئيس المؤتمر والشيخ العزيز غازي الأحول الأمين العام للمؤتمر والشيخ العزيز عبدالله مجيديع الأمين العام المساعد للشؤون السياسية للمؤتمر ومشاركة الشيخ العزيز رامي عبدالوهاب محمود مسؤول العلاقات في حزب البعث العربي الاشتراكي... في الندوة التي قام بها الإخوة في المؤتمر عن فلسطين "ونصرة غزة والتأكيد على الموقف الوطني اليمني الواحد للدولة والقائد والشعب والإجماع الوطني في نصرة فلسطين وغزة العزة ومواجهة العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن ومباركة العمليات العسكرية اليمنية في ضرب إسرائيل ومنع سفنها في البحر الأحمر والسفن الأمريكية والبريطانية والبوارج الحربية وفشل الأمريكي والبريطاني في حماية إسرائيل وصناعة الانتصار في فلسطين وغزة وزوال إسرائيل".

والأمر الجيد بالنسبة للقحوم هو أن هذه الأحزاب والمكونات بنسختها الأنصارية لا يحدث لها أن تصدر بيانا أو تعقد مؤتمرا تطرح فيه على السلطة الحاكمة جملة مطالب شعبية كالمرتبات مثلا أو التعجيل بتشكيل ما قيل عنها حكومة كفاءات أو التنديد بـ"الوضع المزري" الذي وصل إليه الحال في مؤسسات الدولة أو التعجيل بحسم ملف المفاوضات... الخ، بل لقد أصبحت من التدجُّن بحيث تنفذ ما يملى عليها فقط أو تبحث عما تريده السلطة والجماعة فتقوم بتنفيذه، فإن قيل لها أصدري بيانا منددا سارعت إلى إصداره، وإن قيل لها اعقدي مؤتمرا أو ندوة عقدتها وهكذا. فعن أي شراكة مازال القحوم مصرا على الحديث عنها يا ترى؟ وهل أوكِل له هذا الدور ليمارسه بمعزل عن الواقع أم ماذا؟!

حتى رده على "مبادرة" مبخوت عبود الشريف رئيس فرع الإخوان في مأرب عن وثيقة سيوقع عليها أبناء جهم  تلقيت عدة اتصالات من أبناء قبيلة جهم ممن هم مع هذا الطرف أو ذاك لـ"فتح خط صرواح وبشروط ووجيه بينهما ان تسحب قوات الشرعية وقوات الحوثيين من صرواح وأن تكون هناك نقطة عسكرية للشرعية في الطلعة الحمراء ونقطة للحوثيين في اسفل حباب..."، جاء عائما هو الآخر وليس أكثر من سباحة في ما يسمى الفضاء الخارجي، لكن لا بأس بالنسبة له أن يعتبر إعلان إخوان مأرب الذي جاء على لسان الشريف "خطوة للتقدم في مسارات الحوار الوطني معهم وخطوة إلى الأمام وبادرة إيجابية للتقدم والمضي قدما في طي الماضي والقبول بمبدأ الحوار لحل كل المشاكل الداخلية وتجاوزها والتطلع للمستقبل بمسؤولية وطنية والعمل على مواجهة التحديات والمخاطر والتوحد في الموقف لنصرة فلسطين والحفاظ على الوحدة اليمنية ومواجهة مشاريع الاستعمار الأجنبية وإغلاق الأبواب أمام التدخلات الخارجية... وهي بادرة طيبة وتفتح الآفاق إلى المضي في الحوار الداخلي البعيد من الوصاية الخارجية... ونشجعهم على التقدم والانفتاح والشجاعة في المضي في الحوارات الداخلية ومهما اختلفنا فنحن في الأول والأخير يمنيين قبلما يكون هناك أحزاب والتقيد بالاعتبارات والمكاسب الحزبية الضيقة والإيمان بمبدأ الحوار والتفاهم اليمني الداخلي".

شارك الخبر: