خاص – النقار | إياد عبدالمغني
لا نتعامل مع "الأمريكيين" كضحايا، فليس ثمة من ضحايا كاليمنيين، ولا نقول إن أمريكا على حق، هي فقط أكبر دولة في العالم ولنقل إن هذا قضاء الله، لكن هل كل من يقول للناس إنه ضد أمريكا يعني أن لديه الحق كل الحق؟ حاشا لله الحق.
بعيداً عن أي تأييد أو معارضة للجماعة، هل يرى أحدكم نتيجة هذه الهجمات؟ هل أوقف الصهاينة إبادتهم وحصارهم على غزة؟ هل أوقفت أمريكا وأوروبا الدعم للصهاينة؟ هل دخلت الأغذية والأدوية نزولاً عند رغبة يحيى سريع وإخوانه؟ لم يحدث شيء، وكأنك يابو جبريل ما غزيت.
الوجدان اليمني معصور عصراً بالقضية الفلسطينية، ولأنه كذلك فهو الأقدر على دحض الاستعراض المثير الذي يحدث. وليكن الاستعراض ممتعاً في أنظار البعض، فمتى ستستعرض جماعة أنصار الله أمام العالم مساندة اليمنيين؟ مساعدتهم؟ حل مشاكلهم؟ صرف رواتبهم؟ عتق معتقليهم؟ فتح طرقاتهم المغلقة؟ فلتستعرض الجماعة نصرة لليمنيين كما هي مع الفلسطينيين وبنفس المستوى لا زيادة ولا نقصان!
واصلوا الهجمات في البحر وأكثروا منها دون نتيجة، هددوا أمريكا وبريطانيا دون أن تهتز لهما شعرة، كذلك قولوا للعالم إنكم أنتم من جفف قناة بنما كعقوبة إلهية للدول الكافرة، وبوسعكم أيضاً تحديد موعد باليوم والساعة والدقيقة لصلاة عبدالملك الحوثي في القدس، لكن في ذات الوقت افعلوا شيئاً واحداً من أجل اليمنيين، اتخذوا قراراً واحداً لصالح الناس، هل تدركون أن القبضة الأمنية والسطوة القمعية لابد أن يرافقها عيش كريم أو مقبول على أقل تقدير؟ هل فهمتم تجارب أنظمة عربية سابقة سقطت قبل وقت قليل؟ أم أنكم لم تطلعوا على هذه التجارب أصلاً؟ من الضروري أخذ فكرة عن السقوط الذي ستؤول إليه الجماعة لاحقاً.