• الساعة الآن 11:03 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

قطران والكميم.. ضحايا سفه سلطة صنعاء

news-details

خاص

قاض ومعلم في قبضة السلطة. ماذا بعد؟ لا شيء سوى أن تلك السلطة مازالت تريد أن تقنع نفسها بصوابية منطقها الخارج عن كل منطق أساسا.

مر شهران على اعتقال القاضي عبد الوهاب قطران من قبل جهاز الأمن والمخابرات التابع لسلطة صنعاء. اقتضت التهمة التي اقتُحم على إثرها المنزل واقتيد الرجل أمام أولاده وزوجته وإحضار قوارير خمر فاخرة يستحيل على المرء تخيل وجودها في اليمن في ظل هذا الظرف من الحصار والجوع الذي يفترس كل شيء. لكن يبدو أن "الذي عنده علم من الكتاب" تولى المسألة هنا أيضا مثلما تولاها مع سليمان وعرش ملكة سبأ، فجاء بتلك القوارير الفاخرة إلى سلطة صنعاء قبل أن يرتد إليها طرفها هي الأخرى، فأحالتها فورا إلى منزل قطران لتقول بأنها سلطة لا تقتحم ولا تعتقل إلا بقرائن وإثباتات. ذهب قطران وعادت قوارير الخمر أدراجها سالمة غانمة، وربما تكون الآن قد شُربت أنخاباً على شرف شيء من تلك البطولات التي تجترحها سلطة المشاط وأحمد حامد وجهازهما الاستخباري المبجل.

في آخر خبر لمجلس القضاء الأعلى، الذي يفترض به الدفاع عن قطران، يظهر هذا المجلس متجاهلا استمرار اعتقال الرجل لدى جهاز الأمن والمخابرات وتجاوزاته ضد المجلس، ويقر عددا من العقوبات على بعض القضاة.

في آخر خبر أيضا حديث عن قرب الإفراج عن الشاعر في جماعة أنصار الله محمد الجرموزي بعفو من المشاط، حسب تغريدة للناشط مجدي عقبة قال فيها: "الجرموزي سيخرج من السجن بعفو من المشاط وهذا جيد. غير الجيد أن يستمر حبس القاضي قطران والشيخ أبو زيد الكميم لعدم حصولهم على نفس العفو"، ليعلق النائب البرلماني أحمد حاشد بالقول "الابتخاس والتمييز في المواطنة تبدأ من القمة وتنتهي إلى التفاصيل! لكما الله أيها الأبيان قطران والكميم. الظلم حتما سيزول وإن طال".

حاشد كان قد كتب أنه منع للمرة الثانية من زيارة قطران على الرغم من تسريب خبر من داخل مبنى الأمن والمخابرات بإمكانية زيارته بعد أن أخرج من الزنزانة الانفرادية. فرحت أسرة قطران على الأقل سيحدث لها أن تراه وجها لوجه، لتتبخر فرحتها تلك عند بوابة المبنى وقد منعت من الزيارة. إنها سلطة تجيد اللعب بمشاعر الناس وتستمرئ عذاباتهم حد السفه.

في الجهة المقابلة من قضية قطران مازالت قضية مدرس اسمه أبو زيد الكميم عالقة هي الأخرى في زنازن ذلك السفه. فآخر حديث عنها كان وعدا قطعته سلطة صنعاء أمام رجال قبيلته الحدا الذين احتشدوا في ميدان السبعين بالعاصمة، فأرجعتهم ببندق السيد وعسيب الشيخ من حيث جاؤوا، وضربت بمهلة الأسبوع التي طلبتها عرض الحائط، ومازال نادي المعلمين يبحث حتى الآن عن رئيسه المعتقل أبو زيد الكميم في أدراج الرياح.

قاض ومعلم وشاعر.. تلك هي الأصناف التي تجيد سلطة صنعاء القبض عليها وإيداعها السجن تارة بتهمة "التآمر" و"التخابر"، وتارات أخرى بتهمة أحلام من مثل: أراني أعصر خمرا.

شارك الخبر: