• الساعة الآن 12:09 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

هل مبادرات فتح الطرق للاستهلاك الإعلامي؟

news-details

خاص | النقار
لم يعد التفاؤل واردا في قاموس المواطنين اليمنيين وهم يرونه يتحول على الدوام إلى ما يشبه الانتكاسة مع كل مبادرة وحديث عن فتح الطرقات من قبل أطراف تعرف كيف تلعب بمشاعرهم كتعساء مغلوبين على أمرهم.
لذا تخلّوا عن تفاؤلهم ذاك أو وضعوه جانبا هذه المرة. فالحديث عن مبادرات من جانب واحد لفتح هذا الطريق أو ذاك معناه في النهاية ألا طريق سيفتح، وإنما هي مبادرات للاستهلاك الإعلامي لا أكثر ولتلقيم الخصم حجة وتسديد هدف في مرماه، في مباراة لا تنتهي.
يغفل الحالمون أمرا مهما أو يتغافلون عنه، وهو أن كل تلك السنوات التي مضت من قطع الطرقات وفرض كل سلطة أو طرف أمره الواقع في المنطقة التي يسيطر عليها قد ترتب عليها نشوء عصابات ومليشيات مستفيدة من بقاء الوضع كما هو عليه، تماما كتلك التي عادة ما تنشأ في الحدود مع الدول، وليست مستعدة للتخلي عن مصالحها التي تكونت بفعل السنين وأصبح أصحابها طرفا ثالثا مكونا من كلا الطرفين وفي نفس الوقت لا علاقة له بهما، حيث أصبح له نفوذه وسلطته الظلية المتحكمة. وعليه فإن الحديث بين سلطتي عدن وصنعاء سيظل يدور على الدوام حول مبادرة من طرف واحد. وحتى إذا سمعنا يوما تلك السلطتين تتحدثان عن اتفاق يقضي بفتح طريق من طرفين اثنين، عليهما أولا مواجهة ذلك الطرف الشبحي الثالث الذي ينتمي إليهما ولكنه في النهاية أصبح لا يمثل سوى نفسه ومصالحه.
قبل أيام قدم عضو رئاسي العليمي ومحافظ مأرب مبادرة قال إنها من جانب واحد لفتح طريق مأرب نهم صنعاء. قوبلت المبادرة من قبل سلطة صنعاء برد فوري ومستعجل بل ومتشنج عبر تغريدات لهذا القيادي أو ذاك لا ترقى إلى موقف رسمي يمكن البناء عليه. حتى موقف طعيمان، محافظ مأرب في سلطة صنعاء، كان عائما هو الآخر وهو يتحدث عن مبادرة سبقت مبادرة العرادة بتسعة أشهر لكن في طريق مأرب صرواح صنعاء، وليس في طريق مأرب نهم صنعاء. فراح الخائضون في مواقع التواصل الاجتماعي يدلون بآرائهم وتحليلاتهم حول أي من الطريقين المقترح فتحهما هو الأجدى والأكثر نفعا للمواطنين وتسجيل النقاط لكل من العرادة وطعيمان.
اليوم، يبدو أن الأمر نفسه حدث في تعز مع مبادرة سلطة صنعاء بفتح طريق الخمسين - الستين، وكذا طريق حيفان - طور الباحة الإسفلتي الذي يربط تعز بالمحافظات الجنوبية. أرادت سلطة صنعاء أن تكون هي السباقة بالمبادرة هذه المرة، من خلال المكلف بأعمال محافظ تعز من قبلها أحمد المساوى والذي سينتظر الجواب من محافظ تعز عن سلطة العليمي نبيل شمسان. ولا بأس من تسويق إعلامي للمبادرة من خلال حضور نصر الدين عامر رئيس وكالة سبأ، فالحدث يراد له أن يشكل إحراجا للطرف الآخر، مثلما حدث لسلطة مأرب العرادة أن أحرجت سلطرة مأرب طعيمان. وبالتالي على سلطة شمسان تعز أن ترد على سلطة مساوى تعز حول المبادرة من جانب واحد. وبالفعل ذاك ما حدث، حيث بادر شمسان من فوره إلى الإعلان "عن مبادرة فتح طريق عقبة منيف المؤدي إلى جولة القصر الجمهوري والحوبان من جانب واحد"، دون أن ينسى، بحسب مكتبه الإعلامي، توجيه "دعوة لجماعة الحوثي بفتح طريق فرزة صنعاء الحوبان المغلقة منذ 9 سنوات وبقية الطرق الرئيسية وفك الحصار عن المدينة لما فيه تخفيف المعاناة الإنسانية عن المواطنين". 
لا شيء سيتحقق في نهاية الأمر. فالمسرحيات أصبح كل طرف يتقنها بالشكل الذي يرضيه ويرضي ذلك الطرف الثالث بينهما.

شارك الخبر: