سلطة العليمي تعلن فتح طريق مأرب - صنعاء من جانب واحد، وسلطة المشاط تعلن فتح طريق صرواح - مأرب من جانب واحد. ذاك ما يحدث في هذه الأثناء كما لو كان الطرفان يشتركان في مسرحية اسمها مبادرة من جانب واحد.
فمحافظ مأرب في سلطة العليمي سلطان العرادة يعلن عن مبادرة لفتح طريق، ومحافظ مأرب في سلطة المشاط علي محمد طعيمان يعلن بدوره عن مبادرة لفتح طريق آخر.
مبادرتان تظهران في اليوم نفسه، وكل طرف يريد أن يبدو هو الأكثر امتثالا لمطالب الناس بفتح الطرقات ليلقي الكرة في ملعب الآخر.
وكلا الطرفين ينتظر من الآخر الرد على مبادرته وإبداء حسن النية تجاه الآخر، ويصر على أنه لن يفتح إلا الطريق التي قدمها في مبادرته فيتهمه الآخر بأن إصراره ذاك على فتح طريق بعينه إنما يأتي بناء على مصلحته هو. وهكذا تحولت المبادرتان إلى اتهامات وملاسنات على مواقع التواصل الاجتماعي. فمن ينظر في ردود أفعال ناشطي الطرفين يدرك حجم المتاهة التي وقع ضحيتها المواطنون المشرذمون بين سلطتي العليمي والمشاط.
على سبيل المثال، تكتب الناشطة حياة زيد وغيرها ممن تشارك التغريدة ذاتها: "للتوضيح طريق مأرب _فرضة نهم_صنعاء هي الطريق الدولية الأسفلتية الرئيسية والأقرب إلى صنعاء بمسافة ساعتين فقط"، مشيرة إلى أن "مراوغة الحوثيين بطريق صرواح صنعاء فقط للتهرب من المسؤولية بعد إعلان العرادة فتح الطريق لأن طريق صرواح الوتدة غير أسفلتية وكذلك لا تستطيع القاطرات والنقل الثقيل المرور عبرها".
فيما كتب عيسى الشلفوت ما سماها "ملاحظة" قائلا: خط مأرب نهم صنعاء طريق رئيسي وأقرب ومؤهل لمرور الشاحنات وبعيد عن مناطق عن الاشتباك"، بينما "خط مأرب صرواح طريق فرعي غير مؤهل ولا يمكن عبور الشاحنات والمعدات معه وقريب من مناطق الاشتباك".
في المقابل فإن وجهة نظر ناشطي سلطة المشاط حول فتح طريق مأرب نهم صنعاء سيكون لصالح الطرف الآخر.
فبحسب الناشط في أنصار الله أحمد المعافا فإن "فتح طريق مارب نهم ليس لمصلحة الشعب بل لمصلحة المرتزقة، لأنه يمثل اختراقا للجبهة وكشفها للمرتزقة وهذا لا يمكن فلا يمكنكم خداعنا باسم الإنسانية والمعاناة فلو كنتم تعرفون الإنسانية لأخرجتم الأسرى الذين اعتقلتموهم بلا تهمة إلا لأنهم مروا من نقاطكم. راجعوا كتاب خلف القضبان وكتاب جحيم مأرب".
أما أغلب الناشطين في سلطة صنعاء فقد اكتفوا بتعميم "مبادرة طعيمان" التي أعلن فيها "فتح الطريق الرابطة من مأرب الى العاصمة صنعاء طريق (صرواح- خولان- مأرب) من طرف واحد وأكد بأن المبادرة أعلنت قبل تسعة أشهر".