• الساعة الآن 11:13 AM
  • 18℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

من غزة إلى اليمن.. كيف تبدو استراتيجية بايدن مرتبكة في الشرق الأوسط؟

news-details

 

 

 

من غزة إلى اليمن وما بينهما، تبدو استراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن مرتبكة وتقتصر على ردود الأفعال التكتيكية، وهو ما يصب في صالح استمرار ضعف نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط وزيادة كراهية شعوب المنطقة للولايات المتحدة.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشره "المركز العربي واشنطن دي سي" للزميل بالمركز نبيل خوري.

 ويرى خوري أن أولى مظاهر الارتباك الأمريكي إزاء ما يحدث في المنطقة بسبب حرب غزة، هو إقدام بايدن على إعادة تصنيف "الحوثيين" في اليمن كجماعة إرهابية، لكن هذا التصنيف كان غير ذي فعالية.

وكان التصنيف أقل من ذلك التصنيف الحاسم الذي أقره الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث اكتفى بايدن بتصنيف خاص (SDGT)، وهي فئة تمنع الحوثيين من الوصول إلى النظام المالي الأمريكي ولكنها تحمل أثراً أقل من تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية (FTO) الذي استخدمه ترامب.

ويقلل تصنيف SDGT من التأثير على المنظمات الإنسانية الدولية غير الحكومية التي تقدم المساعدة الحاسمة لليمن، مما يسمح لها بمواصلة عملها بشكل قانوني، علاوة على ذلك فقد منح بايدن مهلة للحوثيين 30 يوما قبل سريان التصنيف.

ويقول الكاتب إن هذه التعديلات تجعل الإدارة تبدو مترددة وضعيفة، خاصة وأن العقوبات المتعلقة بالإرهاب تبدو غير ذات أهمية عندما يتم فرضها على مجموعة ليس من المعروف أن لديها أي أصول مالية أجنبية.

والأسوأ من ذلك أنه من وجهة نظر الحوثيين، فإن هذا التصنيف يزيد الطين بلة ويوفر حافزًا لمواصلة هجماتهم على السفن التجارية وربما استهداف السفن البحرية الأمريكية وغيرها من الأصول.

 

اعتراف بعدم الفعالية

وفي حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بعد خمسة أيام من حملة القصف الأمريكية البريطانية، اعترف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بأن الضربات ضد "الحوثيين" لن تردعهم بالكامل.

وكرر الرئيس بايدن هذا التقييم في 18 يناير/كانون الثاني الماضي.

بدوره، قدر مسؤول أمريكي، لم يذكر اسمه، حجم القدرات الهجومية التي تم تدميرها للحوثيين بأنها "أقل من ثلث" أصول الجماعة.

 

تزايد العداء

ويقول الكاتب إن عداء الحوثيين تجاه الولايات المتحدة في السابق كان خطابيا، حيث استخدموا شعار "الموت لأمريكا" لسنوات، لكنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد الأصول الأمريكية.

والآن، يعتبر الحوثيون الولايات المتحدة عدوًا، وقد وعد قادتها بالانتقام من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

والآن بعد أن أصبح الحوثيون أكثر اندماجا في محور المقاومة، فمن المرجح أن يكون حلفاء الجماعة أكثر تحفيزا لضرب أهداف أمريكية في المنطقة، وخاصة في سوريا والعراق، كما حدث مؤخرا في الأردن حيث تم توجيه ضربة إلى طائرة أمريكية.

ويقول خوري إن الرد العسكري على الحوثيين ينطوي على خطر الانتقام وانتشار غضب الجماهير العربية ضد الولايات المتحدة.

ويمضي متسائلا: "ثم إذا كانت إدارة بايدن نفسها تعترف بأن الضربات لم تأت بالنتائج المرجوة، فأين المنطق والاستراتيجية وراء اختيار استهداف الحوثيين؟".

 

تفاعل تكتيكي وليس استراتيجي

ويرى الكاتب أن البيت الأبيض ض يتفاعل مع الأحداث بشكل تكتيكي، وليس بذكاء استراتيجي، حيث تفتقر إدارة بايدن إلى استراتيجية توجيهية واضحة للشرق الأوسط.

ويدور جزء كبير من نهجها تجاه المنطقة حول توسيع "اتفاقيات أبراهام"، للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية، لتشمل المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى.

وتسعى إدارة بايدن أيضًا إلى ربط حل المشكلة الفلسطينية باتفاق التطبيع المقترح بين تل أبيب والرياض.

بالإضافة إلى ذلك، كان نهج إدارة بايدن تجاه السلام في الشرق الأوسط أقل ديناميكية من نهج الإدارات السابقة، ولا يوجد ذكر يذكر في استراتيجية بايدن للأمن القومي لعام 2022 لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وفي رحلته الأولى إلى المنطقة كرئيس، في يوليو/تموز من ذلك العام، لم يقدم بايدن خطة محددة للسلام الفلسطيني الإسرائيلي، وبدلاً من ذلك تحدث فقط على نطاق واسع عن "التكامل والترابط الإقليمي".

وكما هو الحال مع الفلسطينيين، كان الأمر مع اليمن، حيث لم تذكر  استراتيجية الأمن القومي الخاصة ببايدن اليمن إلا باعتبارها "ملاذاً للإرهابيين"، ولم يطور مبعوث بايدن لليمن، تيموثي ليندركينج علاقات مباشرة مع الحوثيين  مفضلًا بدلاً من ذلك التواصل معهم بشكل غير مباشر عبر وسطاء عمانيين.

من ناحية أخرى، فشل اجتماع بين مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية الصيني وانج يي في تايلاند نهاية يناير/كانون الثاني في إقناع الصين باستخدام نفوذها الاقتصادي مع إيران للضغط على الحوثيين للسماح بالشحن المجاني في البحر الأحمر.

 

الغرق في الشرق الأوسط

ويقول الكاتب إنه على الرغم من تفضيل بايدن المعلن للتركيز على آسيا بدلا من الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة لا تزال غارقة في المشاكل الأمنية في المنطقة مع عدم وجود نهاية في الأفق للتدخل الأمريكي هناك.

ويضيف: والحقيقة البسيطة هي أن تصعيد التدابير العسكرية والأمنية في المنطقة من شأنه أن يؤدي إلى تأجيج المزيد من الحرائق في العراق ولبنان وسوريا، في حين تظل مشكلة غزة مرتبطة بالتطرف الإيديولوجي للحكومة الإسرائيلية اليمينية والدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.

وربما يكون بايدن قد خسر بالفعل أصوات العرب الأمريكيين والمسلمين في انتخابات نوفمبر 2024، أو على الأقل جزءًا كبيرًا منه، بينما يبدو أنه لا يعرف السبب.

وقد ينطبق الأمر نفسه على الناخبين الليبراليين والتقدميين بسبب إحباطهم المتزايد منه.

 

شارك الخبر: