أثار وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون عاصفة من ردود الفعل من قبل نواب حزب "المحافظين" الحاكم بعد اقتراح قيام بلاده بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية.
وقال رئيس الوزراء السابق إن هذه الخطوة قد تساعد في جعل حل الدولتين، المتوقف حالياً بسبب المعارضة الشديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عملية "لا رجعة فيها".
اللورد كاميرون، وقبيل زيارة إلى الشرق الأوسط، تحدث عن كيفية زيادة الضغط على إسرائيل من قبل المملكة المتحدة وحلفائها من طريق النظر في الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
واعتبر السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط كلمات كاميرون "علامة بارزة"، لكن كبار أعضاء حزب "المحافظين" حذروا وزير الخارجية من الدفع بالأمور بعيداً وعدم التسرع في الأمر.
الوزيرة السابقة في الحكومة تيريزا فيليرز قالت إن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون "مكافأة على فظائع ’حماس‘" بعد الهجوم الإرهابي الذي قامت به في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال العضو البارز في الحزب أيضاً السير مايكل إليس إن هذه الخطوة قد تخاطر بتزويد "جهات فاعلة خطرة بمظاهر وقدرات الدولة".
وقال ستيفن كراب، وهو زير سابق آخر في الحكومة، إن المبادرة قد تكون "نبيلة"، لكنه تساءل عما سيحققه "الحديث حول الاعتراف الباكر" بدولة فلسطينية.
اللورد كاميرون وخلال حفل استقبال داخل البرلمان ضم السفراء العرب في لندن، قال إن هناك حاجة إلى منح الشعب الفلسطيني "أفقاً سياسياً" لإنهاء الحرب بين إسرائيل و"حماس".
وزير الخارجية أشار إلى أن باستطاعة بريطانيا ودول أخرى الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين أثناء مفاوضات سلمية بدلاً من الانتظار للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل، وقال يوم الإثنين "يجب أن نبدأ في تحديد الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية وما ستشمله، وكيف ستعمل؟ ومع تحقيق ذلك سننظر نحن وحلفاؤنا في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة، وقد يكون هذا الاعتراف أحد الأمور التي تساعد في جعل هذه العملية أمراً لا رجعة فيه".
وزير الخارجية كان دعا نتنياهو الأسبوع الماضي إلى إعادة النظر في المحادثات الرامية إلى التوصل إلى حل الدولتين لتحقيق السلام للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وبدوره رفض نتنياهو ضغوط حلفائه الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، قائلاً إن الخطة ستعرض "دولة إسرائيل للخطر"، كما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي ما وصفه بـ "محاولة إجبارنا".