• الساعة الآن 02:35 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

بندق السيد وعسيب الشيخ

news-details

خاص | النقار

بين الحين والآخر، يخرج بندق زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي من مكان ما، ماثلاً لحل كل إشكالية قد تطرأ في الوسط القبلي.

بندق السيد من الوجاهة لدى سلطة صنعاء الحاكمة، بحيث تلجأ إليه كلما كان هناك حراك قبلي يطالبها بأن تكون سلطة. لا أحد يعرف من أين تأتي به، فبمجرد أن يكون هناك تظاهرة مطلبية أو وقفة احتجاجية لأبناء القبائل، تبادر سلطة صنعاء بالنزول إلى المتجمهرين ببندق السيد وعسيب أول شيخ تصادفه في التظاهرة أو الوقفة لتقول إنها ممتثلة لكل المطالب وهذا عَدالها: البندق تقول بأن زعيمها القائد قد أرسله مع أول طقم قادم من صعدة، والعسيب الذي تجبر الشيخ الوسيط بينها وبين المحتجين على تقديمه.

بطريقة العدال القبلي وتقديم بندق السيد وعسيب الشيخ، تكون سلطة صنعاء قد ارتجلت حلولها كأسلوب إرضائي للمطالبين بحقوقهم ومظلومياتهم.

أي سلطة هذه؟ وكم من بنادق العدال سيحتاج زعيمها لإرسالها بين الحين والآخر تحكيما للقبائل من سلطته الحاكمة وطلبا للوساطة والتعامل مع المطالبين بالنظر في قضاياهم الحقوقية ومظلومياتهم السلطوية؟!

قد يحدث للبندق أن يخجل وأن يسوءه الارتماء هنا وهناك، أما سلطة صنعاء فلا يعنيها من خجله شيء.

قبل أيام، تداعت قبائل خولان الطيال برجالها وعقالها ومشائخها للاعتصام في ميدان السبعين بصنعاء، للمطالبة بإيقاف حكم الإعدام الصادر بحق عدة أشخاص من أبناء القبيلة بناء على حكم قضائي مفاجئ.

تجمع المعتصمون في ميدان السبعين، وتوافد معهم الكثير من أبناء القبائل الأخرى، لتضطر سلطة صنعاء إرسال لجنة برئاسة الشيخ الشائف، الذي قدم عسيبه مع بندق السيد كعدال تحكيمي مقابل رفع الاحتشاد والنظر في القضية.

اتفق الجانبان على رفع المجاميع القبلية من صنعاء وانتظار النظر في القضية بعد أسبوع. لكن هذا الأسبوع سيمتد إلى أشهر وربما إلى سنوات، وقد يمتد إلى ما لا نهاية.

حادثة أخرى مع قبائل الحدا هذه المرة، والتي احتشد أبناؤها للاعتصام في ميدان السبعين هم أيضا، مطالبين بالإفراج عن الشيخ أبوزيد الكميم رئيس نادي المعلمين اليمنيين، والذي اعتقل بعد الاعتداء على منزله من قبل قوات أمنية لمطالبته سلطة صنعاء بتسليم مرتبات المعلمين.

بعد ساعة واحدة من اعتصام قبائل الحدا التابعة لمحافظة ذمار، وبأعداد كبيرة في ميدان السبعين بحضور مشائخ ووجهاء وعقال الحداء، أرسلت سلطة صنعاء الشيخ الذماري محمد محسن المقدشي بعسيبه وبندق السيد مرة أخرى طالبا من أبناء الحدا رفع اعتصامهم والانتظار لعدة أيام للبحث في القضية.

بطبيعة الحال يحدث هذا مع أبناء القبائل فقط، أما المواطنون العاديون فلا تكلف سلطة صنعاء نفسها بالنزول عند مطالبهم وتحكيمهم ببندق السيد وعسيب الشيخ، فهم لا يجرؤون على الاحتشاد ولا على تنفيذ اعتصام. وإن حدث ذلك فإن بندق السيد لن يتم تقديمه إليهم كعربون إرضاء، بل سيتم إشهاره في وجوههم رصاصا حارقا خارقا.

شارك الخبر: