احتشد صباح اليوم السبت المئات من أبناء ووجهاء قبيلة الحداء التابعة لمحافظة ذمار، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، للمطالبة بالإفراج الفوري عن التربوي اليمني والشيخ المعروف أبو زيد الكميم المعتقل في سجون صنعاء منذ ما يقارب ثلاثة أشهر.
وشارك في الاعتصام القبلي عدد من التربويين والمعلمين اليمنيين، إلى جانب أبناء ووجهاء قبيلة الحداء.
وفي الإحتشاد الجماهيري القى الشيخ إسماعيل الجهني أحد وجهاء قبيلة الحداء كلمة طالب فيها سلطة صنعاء بضرورة الإفراج الفوري عن الكميم خصوصًا وهو معتقل بلا وجه حق، وبدون أيّ تهم جنائية، مذكرًا في ذات الوقت بمكانة الشيخ أبو زيد الكميم وبدوره المجتمعي والتربوي والوطني.
وقالت مصادر مطلعة للنقار إن لجنة وساطة مكونة من عدد من مشائخ الحداء والمناطق الوسطى برئاسة الشيخ محمد محسن المقدشي مستشار رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، ومحافظ سابق لمحافظة ذمار وأحد مشائخ قبيلة عنس وصلت الى ميدان السبعين.
وأوضحت المصادر ان رئيس لجنة الوساطة الشيخ المقدشي قدم للمعتصمين بندق السيد وعسيب الشيخ، كعرف قبلي لمطالبتهم بقبول العدال وانتظار التشاور مع الجهات الرسمية، وطلب مهلة ثلاثة أيام لاحتواء القضية والإفراج عن الشيخ أبو زيد الكميم، مقابل رفع الإعتصام وإيقاف الإحتشادات، وهو ما قبلت به الجموع المتواجدة بمن فيهم مشائخ وعقال ووجهاء قبيلة الحداء.
وفي تصريح خاص لشبكة النقار، قال ع . ك ، وهو احد المشاركين في الإعتصام، بأن أبو زيد الكميم لم يكن يعلم بأن المطالبة برواتب المعلمين خيـانة وطنية، وبأنه لم يكن يعلم قبلها بأنه سيصير شخصًا مطلوبًا ومعتقلًا، خصوصًا بعد سنوات قضاها في تحشـيد همم اليمنيين لمواجهة الحصار والاستهداف.
وأوضح الكميم أن قوات أمنية تابعة سلطة صنعاء اعتقلته من منزله بقوة ملثمة ومسلحة، ثم أخذوه بوساطات من بين أبناءه وأسرته، فيما الشيخ أبو زيد الكميم رئيس نادي المعلمين اليمنيين بصنعاء، حين شاهد الحملة الأمـنية عليه واجهها وهو يصرخ قائلا: "والله العظيم ما أسلم نفسي، ماذا جنيت ليحاصروا منزلي بطريقة التخويف والاستعراض"؟!
وأشار إلى ان وساطة اقنعت الكميم لتسليم نفسه للحملة دون مقاومة.
وكانت سلطات صنعاء تواصلت مع مشائخ الحداء عبر وسطاء قبليين لإلغاء التجمع الجماهيري والإعتصام، مع وعود ضمنية بحل القضية، وهو ما دفع بعض الوجهاء من أبناء قبيلة الحداء بعدم الحضور والمشاركة.