• الساعة الآن 08:44 AM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ماذا بعد ضربة الاثنين "المروعة" لإسرائيل؟

news-details

أثار مقتل 24 جنديا إسرائيليا بغزة في يوم واحد ردود فعل واسعة داخل إسرائيل، وطرح تساؤلات عن موقف الحكومة بعد هذا الحادث إزاء الدعوات المتتالية التي خرجت في الآونة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق مع حماس لوقف القتال.

وتعهد كبار المسؤولين الإسرائيليين، في أعقاب وقوع أكبر حصيلة قتلى يومية منذ بدء العمليات العسكرية البرية بالقطاع، بالمضي قدما في الحرب على حماس، وأعلن متحدث باسم الحكومة رفض وقف إطلاق النار مع استمرار احتجاز الرهائن وحماس في السلطة.

وفي مقطع فيديو مشترك لرئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، والوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، قال نتانياهو: "نحن في خضم أكثر الحروب شرعية. في هذه الحرب هناك إنجازات كبيرة، بما فيها اليوم مع استكمال تطويق خان يونس، لكن هناك أيضا أثمان باهظة جدا".

وأضاف رئيس الحكومة: "لا نتوقف لحظة في السعي لتحقيق هدف لا يمكن تعويضه، وهو تحقيق النصر المطلق. معا سنقاتل، ومعا سننتصر".

وقال وزير الدفاع السابق، بيني غانتس: "في هذا الصباح الصعب، يجب أن نكون متحدين، ونتذكر الثمن الباهظ الذي اضطررنا إلى دفعه مقابل هذه الحرب العادلة والهدف الذي سقط من أجله أبطالنا: تأمين مستقبلنا، واستعادة حقوقنا".

واعتبر رئيس الأركان هرتسي هاليفي أن إسرائيل استيقظت هذا الصباح على "خبر مروع ومؤلم"، مشيرا بعد عودته من النقطة التي شهدت سقوط القتلى إلى أن "القتال سيكون طويلاً ونحن مقبلون على مزيد من التحديات العديدة. (..) نحن ننعش القوات ونغيّر أشكال القتال، علمًا بأننا سنحتاج مجددًا إلى جنود الاحتياط بعد أن يستريحوا".

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، الثلاثاء، إن إسرائيل لن توافق على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس "يترك رهائنها في غزة أو حماس في السلطة في القطاع".

وأضاف أن الجهود مستمرة لإطلاق سراح الرهائن، لكنه رفض الخوض في التفاصيل، قائلا إن الأرواح في خطر، وفق ما نقلت عنه جيروزاليم بوست.

وردا على سؤال عن التقارير الواردة بشأن إمكانية إبرام اتفاق مع حماس، قال ليفي إن أهداف الحرب لم تتغير، وهي "تدمير قدرات حماس الإدارية والعسكرية في قطاع غزة، وإعادة جميع الرهائن. لن نتوصل إلى اتفاق لإطلاق النار يبقي الرهائن في غزة وحماس في السلطة"، وفق ما نقلت عنه رويترز.

وفي هذه الأثناء، يواصل الجيش عملياته العسكرية في القطاع، وقد أعلن، الثلاثاء، أن قواته "طوقت" مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، التي كانت مسرحا لقتال عنيف، خلال الأيام الماضية.

ومع توغل القوات الإسرائيلية جنوب غزة، تقترب الغارات الجوية والاشتباكات من المناطق المزدحمة بأكثر من مليون شخص يبحثون عن ملجأ فرارا من الدمار في بقية أنحاء القطاع.

وتأتي هذه التطورات بينما يواجه نتانياهو ضغوطا محلية ودولية للتوصل لاتفاق مع حماس، رغم تشديده على استمرار الحرب حتى تحقق أهدافها، ورفضه شروط حماس لإطلاق سراح الرهائن، واصفا إياها بـ"شروط الاستسلام". 

ويرى المحلل الإسرائيلي، إيلي نيسان، أن الحادث الأخير "لن يكف إسرائيل عن مواصلة الحرب على حركة حماس، لأنه من دون ذلك، ستطلق الحركة جولات جديدة من الحرب على إسرائيل. قتل الجنود لن يثني إسرائيل عن مواصلة الحرب على منظمة إرهابية تحاول القضاء على إسرائيل، لذلك لن يمر هذا الأمر مرور الكرام، والهدف سيستمر وهو القضاء القوة العسكرية لحماس وإطلاق سراح المختطفين".

وقال نيسان في تصريحات لموقع الحرة إنه إذا أرادت حماس التوصل إلى صفقة تبادل، فإن إسرائيل ستكون على استعداد لتنفيذ هدنة طويلة الأمد، تشمل إطلاق سراح المختطفين مع إطلاق بعض السجناء الفلسطينيين الأمنيين. 

ويؤكد محلل الشؤون الإسرائيلية أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، ولكن هدنة.

لكن رغم أن الحرب في غزة لاتزال تحظى بتأييد شعبي ساحق في إسرائيل، إلا أن هناك استياء إزاء استراتيجية نتانياهو المتمثلة في القضاء على حماس من دون توضيح كيفية تحقيق ذلك، كما زاد الاستياء من عدم حديثه عن اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن منذ آخر اتفاق في نوفمبر الماضي.

ويعتقد محلل الشؤون الإسرائيلية، كاتب الرأي في صحيفة "إسرائيل هيوم"، جلال بنا، أن "هناك مطالب متزايدة في الشارع الإسرائيلي بوقف إطلاق نار وتحرير الرهائن، وهذا الأمر ملموس بالفعل في كتابات الإعلاميين والصحفيين".

ويؤكد بنا في تصريحات لموقع الحرة أن القيادة السياسية والعسكرية سوف تستمر في الحرب في محاولة لتحقيق الهدف الرئيسي لها وهو القضاء على حماس، لكنه يشك في إمكان تحقيق هذا الهدف "لأنه بالإمكان القضاء عليها تنظيميا وليس أيدولوجيا".

ويتوقع أنه "بعد انتهاء تشييع الجنود القتلى، بداية الأسبوع المقبل، سوف تتزايد المطالب أكثر لوقف إطلاق النار.

وكانت صحيفة وول سترت جورنال كشفت خطة مصرية قطرية من عدة مراحل "تبدأ بالإفراج عن الرهائن، وتؤدي في النهاية إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع الفلسطيني وإنهاء الحرب".

وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع أكسيوس الأميركي إن إسرائيل قدمت لحماس اقتراحا من خلال وسطاء قطريين ومصريين، يتضمن وقفا للقتال لمدة تصل إلى شهرين، كجزء من اتفاق متعدد المراحل يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة.

لكن حركة حماس، المدرجة إرهابية على قوائم دول عدة، أعلنت، الثلاثاء، رفضها هذا المقترح.

وتأتي التقارير الجديدة وسط تصاعد الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة بسب طريقة إدارة الحرب، وعدم دخول كميات كافية من المساعدات إلى القطاع، وعدم وجود خطة واضحة لما بعد الحرب.

وأعرب مسؤولون أميركيون عن رغبتهم أن تلعب السلطة الفلسطينية، في رام الله، دورا في إدارة القطاع بعد الحرب، وتحدثوا عن فرصة لتحقيق السلام من خلال التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

ويقول نيسان لموقع الحرة إن "هناك قواسم مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ما يتعلق بالقضاء على حماس"، مشيرا إلى أن واشنطن تدعو فقط إلى "الحذر أكثر من إيذاء السكان الأبرياء في القطاع وهو ما تفعله إسرائيل"، على حد قوله.

لكن نيسان يرفض مطلب الدول التي تريد وقف إطلاق النار و"لا تأخذ بعين الاعتبار أن حماس منظمة إرهابية تطلق النار على سكان إسرائيل الأبرياء". ويؤكد أن "إسرائيل تتخذ كل الإجراءات للدفاع عن نفسها".

ويشير بنا في تصريحاته لموقع الحرة إلى أن نتانياهو يواجه "مثلثا من الضغوط"، الأول هو مثلث ائتلافه الحكومي الذي يهدد بالانسحاب من الحكومة في حال تم وقف إطلاق النار، ومثلث الضغط الدولي خاصة من الإدارة الأميركية، ومثلث الشارع الذي يطالب الحكومة بإعادة المختطفين وجثامين من قتل منهم.

ويرى أن هذا المثلث "يورط نتانياهو ويأخذه باتجاه فض الائتلاف وإجراء انتخابات مبكرة".

ويقول بنا إن "هناك إشارة واضحة صدرت بالأمس من زعيم المعارضة، يائير لابيد، الذي دعا نتانياهو إلى التفاوض بشأن تحديد موعد لانتخابات".

شارك الخبر: