كان اسم"جنوب أفريقيا" من أكثر العبارات تداولاً على منصة "أكس" (تويتر سابقاً)،في مصر، ولبنان، والسعودية، والأردن، وغيرها من الدول العربية.
تزامن ذلك مع الحدث القضائي الذي شهدته محكمة العدل الدولية في لاهاي، مع افتتاح جلسات الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، حول شبهات مخالفة إسرائيل اتفاقية "منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها"، الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1948.
وعلى مدى يومين، شهد العالم حدثاً تاريخياً، مع تقديم الفريق الممثل لجنوب أفريقيا مرافعة الادعاء يوم الخميس 11 يناير/ كانون الثاني، وردّ الدفاع الإسرائيلي يوم الجمعة 12 يناير/ كانون الثاني.
ونقل موقع الأمم المتحدة الرسمي المرافعات بشكل مباشر، وبثتها بعض وسائل الإعلام حول العالم، لتكون بذلك أول قضية من نوعها تنقل مباشرة، ويعلّق عليها الجمهور عبر مواقع التواصل دعماً لأحد الطرفين.
ويعكس ذلك الاستقطاب الحاد الذي تشهده مواقع التواصل، بين مناصري القضية الفلسطينية، وداعمي إسرائيل، منذ بداية الحرب، بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ورد إسرائيل بقصف متواصل لغزة أسفر حسب وزارة الصحة في القطاع حتى الآن عن أكثر من 23 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين.
وخلال هذين اليومين من نقل المرافعات العلنية، تكثفت حملات الدعم للفلسطينيين ولغزة، مع إشادة كثيرين بـ"شجاعة" فريق جنوب أفريقيا، وملفه القانوني "المحكم"، المرفق بالأدلة خصوصاً حول تصريحات لمسؤولين إسرائيليين يعتبرها الادعاء "إعلاناً عن نية ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية".
واستعاد مستخدمون عرب لمواقع التواصل تاريخ جنوب أفريقيا مع الفصل العنصري، وقارنوه بوضع الفلسطينيين القانوني الذي تصنفه منظمات حقوقية دولية على أنه مشابه لنظام الأبارتايد.
وعبر الكثير من المغردين عبر منصة أكس عن مشاعر التضامن التي تعززها تواريخ المظلومية المشتركة، ونقل عدد منهم تصريحات قديمة للزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا الداعمة لفلسطين، ومقولته الشهيرة: "نعلم جيداً أن حريتنا منقوصة من دون الحرية للفلسطينيين".
وتداول كثيرون صور فريق الادعاء الجنوب أفريقي، مع تعريف بالمحامين والمحاميات المشاركين في المرافعة، معتبرين أن مناظرتهم القانونية أمام المحكمة هو ما كان يرغبون بالتعبير عنه على مسمع من العالم.
وتداول المستخدمون لوحات للفنان عوني إشتيوي، يظهر فيها طفل فلسطيني بالكوفية، ومحام جنوب أفريقي بثوبه، وعلم بلاده، يعبران جدار الفصل.
وقارن كثيرون بين موقف جنوب أفريقيا، وموقف الحكومات العربية، إذ رأوا أن خطوة جنوب أفريقيا وإن كانت رمزية، إذ قد لا تفضي إلى قرار قضائي بحق إسرائيل، ولكنها منحت دعماً للفلسطينيين في وقت قصرت دول عربية كثيرة عن القيام بتلك المهمة.
كذلك انتشر تسجيل لسيدة أردنية خلال وقفة أمام سفارة جنوب أفريقيا في عمان، انضمت إليها السفيرة تشيلاني موكوينا. وحضنت المتظاهرة السفيرة، وبدأت السيدات بالبكاء أمام عدسة الكاميرات.
ورأى بعض المغردين على منصة "أكس" أن موقف جنوب أفريقيا ليس رد اعتبار للصوت الفلسطيني فحسب، بل هو تعبير عن تضامن كل شعوب الجنوب العالمي. وتداولوا على نطاق واسع لوحة تظهر شاباً جنوب أفريقي يمد يده لشاب فلسطيني لكي يرفعه عن الأرض.
ولم يغب الجانب الرياضي عن تفاعل المستخدمين مع مجريات المحكمة في لاهاي، إذ أعلن عدد منهم عن نيته تشجيع منتخب جنوب أفريقيا في دورة كأس الأمم الأفريقية التي تنطلق السبت وتستمر حتى 11 شباط/ فبراير في ساحل العاج.