قال مصدر مسؤول في الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في أفريقيا "إيقاد" لموقع سكاي نيوز عربية إن تاجيل اللقاء المجدول لقمة طرفي القتال المستمر السودان منذ 9 أشهر جاء من أجل تمكين قادة دول الإيقاد وممثلي المجتمع الدولي من حضور الاجتماع، مؤكدا أن هنالك جهود قوية تجري لعقد الاجتماع خلال الأسبوع الأول من يناير.
وشهدت الساحة السودانية ارتباكا كبيرا خلال الساعات الماضية بسبب تأجيل الاجتماع الذي كان مقرر له الخميس، بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وتزايد الارتباك أكثر بعد بيان لوزارة الخارجية السودانية حمل فيه قائد الدعم السريع مسؤولية تأجيل الاجتماع، لكن بيان مسرب صادر عن وزارة خارجية دولة جيبوتي التي ترأس الدورة الحالية لإيقاد حسم الجدل، وأكد أن تأجيل الاجتماع جاء لأسباب "فنية".
وأوضح بيان الخارجية الجيبوتية "بعد القرارات المتخذة في البيان الختامي لقمة الإيقاد الاستثنائية في الـ9 من ديسمبر في جيبوتي لتنظيم لقاء بين البرهان وحميدتي فقد تم تأجيل اللقاء إلى أوائل يناير 2024 لأسباب فنية".
وفيما أكد مراقبون أن الخارجية السودانية التي سارعت قبل نحو أسبوعين لرفض مخرجات قمة "الإيقاد" تمارس ضغوطا كبيرة على البرهان لافشال الاجتماع الذي سيناقش سبل إنهاء الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل؛ أشارت منصات إعلامية تابعة لقوات الدعم السريع إلى أن حميدتي طالب بحضور رؤساء الإيقاد وممثلي المجتمع الدولي للاجتماع المزمع.
ووفقا للصحفي أبوعبيدة برغوث المتخصص في الشأن الأفريقي، فإن تأجيل الاجتماع جاء من أجل توسيع المشاركة فيه، وقال لموقع سكاي نيوز عربية "يبدو أن هنالك اتجاه لمشاركة أوسع حتى يكون هنالك التزام أكبر بما يمكن أن يخرج عنه الاجتماع".
وبعيدا عن الأسباب التي أدت لتاجيل اللقاء، يرى الأكاديمي والباحث بشير إدريس أن اللقاء المحتمل بين قائدي الجيش والدعم السريع ربما يكون من أخريات الفرص المتاحة لوقف الدمار والهلاك الذي تسببت فيه الحرب، ويشير إلى أن عدم استغلال قائدي الجيش والدعم السريع فرصة اللقاء، أو تحججهما بعدم المسؤولية سيلحق مزيدا من الضرر بالبلاد.
وأضاف "كل ما يحدثُ في بلادنا من تهجير وتقتيل وانتهاكات إنما هو من آثار الحرب، ولن تتوقف كلها أو بعضُها إلا بتوقفِ الحرب، وإلى أن يتم ذلك فعلى قادة الدعم السريع والجيش أن يوقفوا كل أشكال الإضرار بالحياة المدنية من قتل للأبرياء وترويعهم".