أكد القيادي في أنصار الله ورئيس المجلس السياسي السابق صالح هبرة أن جماعة أنصار الله لا يمكن أن تقبل بتسوية سياسية لأن فكرها قائم على مبدأ ماضوي متمثل في الحق الإلهي في الحكم، ويعيشون حروبا لا تنتهي لأن مشروعهم أساسا إنما هو الحرب ومن أجل الحرب، حسب تعبيره.
وقال هبرة في منشور على فيسبوك رصدته النقار إن "ما يقوم به البعض اليوم ليس إلا امتدادًا لتلك الصراعات القديمة، المبنية على أساس مبدأ (الحق الإلهي والاختصاص)"، في إشارة إلى سلطة الأنصار مؤكدا أنهم "لا يؤمنون بالواقع ومتطلبات العصر، بل يعتبرون الواقع من حولهم كله خطأ؛ لأنه ليس مبنيا على أساس هذا المبدأ، والتي تعني في نظرهم (القيادة العامة وحصرها في فئة)، ليس على مستوى اليمن فقط وإنما في كل الدول الإسلامية".
وأضاف أنه من هذا المنطلق فإن ما قام به أنصار الله في 2014 "من الاستيلاء على السلطة لا يعد انقلابا في نظرهم وإنما استعادة لحقهم المشروع والمغتصب من قبل الغير، وعلى هذا تدور المعارك وتسفك الدماء لإعادة هذ الحق لأصحابه".
وأشار إلى أن "من ينازعهم هذ الحق فهو في نظرهم ينازع الله في مقتضى حكمته واختياره"، مؤكدا أنه "على هذا الأساس دارت المعارك وشيدت المقابر وسيستمر التشييد لها؛ لأنها المشروع الوحيد؛ إذ لا يوجد لديهم قضية ثانية يقاتلون من أجلها".
وتابع هبرة أن أنصار الله "لا عدل أقاموه، ولا تحسين وضع المواطن تحقق، فما كان في عهد النظام السابق أفضل بكثير مما هو حاصل الآن. وبناء على ذلك فلا يمكن أن يقبلوا بتسوية سياسية ويتنازلون عن هذا الحق... ومن يعتقد أنهم سيقبلون بتسوية سياسية عبر التفاوض فهو يجهل بالواقع ويحتاج لمراجعة خلفياته الثقافية والفكرية من جديد، مضيفا أنهم "عملوا على تطويل الحرب تسع سنوات؛ ليثبتوا أنفسهم على صنعاء، ويثبتوا موظفيهم في أهم مفاصل الدولة، وها هم يفتحون حربا في البحر الأحمر لمناصرة غزة كما يدعون؛ لكنهم يحشدون لاقتحام مأرب والجنوب".
واختتم القيادي هبرة منشوره بالقول: "ويا ليت أنهم سيكتفون بذلك ويبنون دولة، وإنما سيفتحون حربا مع دول اخرى إما مع المملكة لاستعادة مكة أرض الآباء والأجداد أو غيرها، وهكذا سيعيشون حروبا لا تنتهي؛ لأن مشروعهم أساسا إنما هو الحرب ومن أجل الحرب".