خاص | النقار
ليس الأمر شبيهًا بأزمة الوقود ولا المياه ولا البطالة ولا غيرها، بل هي أزمة "حقيقة".
يعتاد الناس تلخيص أسباب انهيار الواقع اليمني في "الحرب، الفساد، الرشوة، حالة اللادولة" وغيرها من الوقائع، لكن ثمة حقائق أعمق غير ملموسة وراء كثير من الأشياء، إن لم يكن كل شيء.
ما حقيقة الأموال التي بحوزة أنصار الله؟ كم تبلغ الإيرادات؟ ما الموازنة التي يخفونها منذ سنوات؟ لمَ لا نعلم عن كل حقيقة مالية أيَّ شيء؟
ما حقيقة أننا ظللنا لسنوات تحت دولة "عبدالعزيز بن حبتور" دون أن نعرف عنه شيئًا، أو نعرف ما الذي يفعله هو وحكومته التي يتسلم أفرادها رواتب عبر المنظمات؟ بعد أن تأسس هذا الكيان على يد دولة محسن العيني عندما كان هناك جمهورية أقرب إلى حبل الوريد؟
ما حقيقة أننا كنا إلى الأمس دولة جمهورية ثم شاهدناها بأم أعيننا تتفكك على أيدي أنصار الله وينهار كل العمل السياسي الذي أسسنا له منذ عقود؟ هل حقيقة أم جاثوم كابوسي نحاول الاستفاقة منه دون جدوى؟
ما حقيقة استقلال القضاء وأبسط اختصاصاتها يتدخل فيها مدير مكتب الرئاسة أحمد حامد بـ"جرّة قلم"؟ ما حقيقة أحمد حامد؟ هل كُتب على اليمنيين مسؤولًا متنفذًا في كل شيء فوق كل رقابة وكل قانون لمجرد أنه رافق قائد الجماعة في الكهوف خلال حروب صعدة؟!
ما حقيقة المفاوضات التي تحدث بين أنصار الله والسعودية؟ أية مفاوضات هذه التي لا طرف فيها يتحدث عنها؟ من المعني بها إذن؟
ما حقيقتهم هم؟ أنصار الله، ما هو المشروع السياسي؟ وبماذا يخدم المواطن اليمني؟ ما الذي لمسناه منهم حين هدأت الحرب وخضنا الهدنة وبات الوضع "مية فُل وعشرة" كما يقول المصريون. أصبح الوضع هكذا لكننا لم نلمس تحسنًا سياسيًا ومعيشيًا، بل إن "العدوان" لم ينتهِ على ألسنة الأنصار! ما الذي يُلجم هذا العدوان؟
هل نرجو الحقيقة من المسيرة التي يتخذ نشطاؤها الذين يطاردون معارضيهم على وسائل التواصل، ألقابًا وأسماء غير حقيقية؟ هل يتحسن الوضع ونحن لا نزال تحت رحمة دولة "سليل المسيرة، فاتح اليمن، جالد الطابور الخامس، زعيم الروافض، وأبو السجّاد قاهر الحساد"؟
مواطن صنعاء يعيش كذبة كبيرة لن يفهمها لا وسطاء دوليون ولا محليون ولا المسؤولون في أي طرف.. دخلنا نفقًا لا آخر له كله عتمة وشعارات صرخة ملصقة.