بعد البحر الأحمر، وصلت الهجمات على سفن التجارة العالمية إلى قبالة الهند، حيث استهدفت، السبت، سفينة تابعة لإسرائيل وفق ما أعلنت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري.
وقالت الشركة إن طائرة بدون طيار ضربت سفينة تجارية تابعة لإسرائيل وهي عبارة عن ناقلة للمنتجات الكيماوية ترفع العلم الليبيري قبالة سواحل الهند في بحر العرب، مما أدى إلى إتلاف في السفينة دون وقوع إصابات.
وقع الحادث على بعد 120 ميلا (200 كيلومتر) جنوب غرب ميناء فيرافال الهندي، حيث أصابت الطائرة المسيرة مؤخرة السفينة وتسببت في نشوب حريق على متنها تم إخماده لاحقا بدون وقوع إصابات في صفوف الطاقم.
وقالت الشركة إن السفينة تعرضت لبعض الأضرار الهيكلية وتم سحب بعض المياه على متنها.
ولم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن خبراء عسكريين أكدوا لموقع "الحرة" أن الحادث يحمل بصمات أنصار الله وشنوا مؤخرا عدة هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر.
يقول مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صنع السياسات الدولية اللواء ماجد القيسي إن "المسافة التي حصل فيها الهجوم تقع ضمن مدى المسيرات التي يمتلكها الحوثيون، وخصوصا صماد 3 التي يصل مداها لأكثر من 1500 كيلومتر".
ويضيف القيسي لموقع "الحرة" أن "الطائرات المسيرة الحوثية تعرف بأنها ذات مرحلة واحدة أي أنها انتحارية، وبالتالي يتم إطلاقها عن بعد لتصدم أهدافها".
ويرى القيسي أنه "حتى لو امتلك الحوثيون مثل هكذا طائرات فهم يبقون بحاجة إلى إمكانات لا تتوفر سوى لدى الدول من أجل الوصول لأهدافهم بدقة".
يشير القيسي إلى أن "الطائرات الحوثية قادرة على استهدف الأهداف الثابتة بشكل دقيق كالموانئ أو حقول النفط والمصافي والمعسكرات والمدن، لكن الأهداف المتحركة مثل السفن في البحر وتبعد ما بين 1000 إلى 1200 كيلومتر فهذه بحاجة إلى تقنيات تتبع متطورة".
وبالتالي يعتقد القيسي أن "الحوثيين ربما حصلوا على إحداثيات السفينة المستهدفة من إيران".
ويتفق الخبير الأمني بشير الدعجة مع الطرح المتعلق بوقوف الحوثيين خلف الهجوم، الذي أشار إلى أنه "يحمل دلالات خطيرة على المنطقة والعالم".
ويقول الدعجة لموقع "الحرة" إن "الحوثيين أعلنوا في السابق استهداف خليج إيلات حيث المسافة طويلة جدا بينه وبين اليمن وتصل لنحو 1200 كيلومترا، وبالتالي من الواضح أنهم يمتلكون القدرة على استهداف السفينة قبالة السواحل الهندية".
ويأتي الحادث في أعقاب هجمات نفذها الحوثيون المدعومون من إيران على سفن تجارية في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ، مما أجبر شركات شحن على تغيير مسار سفنها والإبحار في طرق أطول حول الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا.
وشن أنصار الله الذين يسيطرون على مناطق شاسعة في اليمن بينها العاصمة صنعاء، أكثر من 100 هجوم بمسيرات وبصواريخ بالستية استهدفت 10 سفن تجارية على ارتباط بأكثر من 35 دولة مختلفة، بحسب البنتاغون.
وفي الشهر الماضي، تعرضت سفينة تجارية إسرائيلية لأضرار إثر هجوم بمسيرة يشتبه في أن الحرس الثوري الإيراني نفذه في المحيط الهندي، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أميركي.
والجمعة نشر البيت الأبيض معلومات استخبارية أميركية تفيد بأن إيران زودت الحوثيين طائرات مسيرة وصواريخ بالإضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية، وهو ما نفته طهران قائلة إن الجماعة تتصرف من تلقاء نفسها.
ومع تعطل حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات تضم أكثر من 20 دولة لحماية السفن.
ويشير الدعجة إلى أن "استهداف السفينة اليوم فيه رسالتان الأولى تحذير لكثير من الدول التي تتعامل مع إسرائيل من أجل عدم إرسال سفنها باتجاه إسرائيل أو أن هذه السفن ستكون هدفا مباشرا من قبل الحوثيين وغيرهم من أذرع طهران".
والرسالة الثانية، بحسب الدعجة، تتمثل في أن طهران وحلفاءها يريدون إبلاغ الولايات المتحدة والدول المنضوية تحت التحالف الجديد في البحر الأحمر بأن "عمليات الاستهداف ستتوسع ولن تقتصر على هجمات في البحر الأحمر وبحرب العرب، بل ستشمل المحيط الهندي وربما مستقبلا مناطق أخرى وقد تصل للبحر الأبيض المتوسط".
بدوره يرى ماجد القيسي أن "الهدف من العملية هو التأثير على التجارة باتجاه الرجاء الصالح وخصوصا للسفن الإسرائيلية".
ويقول أنصار الله إن الهجمات على السفن تأتي لدعم الفلسطينيين الذين تحاصرهم إسرائيل في قطاع غزة.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس ردا على الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة على أراضيها في السابع من أكتوبر، وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى الحصيلة الإسرائيلية.
كما احتجز مسلحو حماس وفصائل أخرى نحو 250 رهينة، ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، بحسب إسرائيل.
وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن 20057 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ألف جريح، وفق أحدث حصيلة لحكومة حماس.