قالت دراسة حديثة إن دموع الإنسان تحتوي على مادة تخفف من الشعور بالعدوانية.
وأضافت الدراسة التي نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الباحثين يعتقدون أن الدموع تتطور مع الوقت وتعمل كدرع واقٍ للأطفال من الأذى.
ووفقاً لبعض الاختبارات المحوسبة، فإن استنشاق الذكر لدموع المرأة العاطفية يؤدي لتقليل عدوانيته بنسبة 40%.
وحسب اعتقاد الباحثين الذين قاموا بهذه الدراسة فإن جميع الدموع البشرية لها تأثير مماثل، كما وجدت بعض الأبحاث التي تم إجراؤها في مختبر سوبيل "أن استنشاق دموع النساء يخفض من هرمون التستوستيرون".
وفي كتابه "التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوانات"، أعلن تشارلز داروين أن البكاء "لا يشير إلى شيء ومثله مثل خروج إفرازات من العين".
ولكن خلال 150 عاماً منذ ذلك الحين، اقترح الباحثون جميع أنواع السلوكات التي تنم عليها الدموع، فمنهم من ذهب إلى أنها "إشارة إلى الضعف والعجز" ومنهم من قال "إنها تزيل البكتيريا من العيون"، أضافت الصحيفة.
أما بالنسبة للحيوانات، ففئران الخلد تغطي نفسها بالدموع لحماية نفسها من المعتدين. وفقاً للصحيفة.
وأضافت "الغارديان" أنه في الدراسة الأخيرة، قام الدكتور شاني أغرون وآخرون في مختبر سوبيل بجمع الدموع من ست نساء تم اختيارهن للدراسة، أثناء مشاهدتهن أفلاماً ذات طابع حزين.
ووقع الاختيار على 31 رجلاً من أجل استكمال الدراسة، إذ وضعت مسحات من محلول ملحي أو دموع نساء على شفاههم العليا، ثم اختبروا في لعبة على جهاز الحاسوب تقوم بخصم نقاط على اللاعبين بشكل غير عادل لإثارة غضبهم وعدوانيتهم.
وكتب الباحثون في صحيفة "بلوس بيولوجي" أن السلوك العدواني انخفض بنسبة 43.7% للرجال الذين استنشقوا دموع النساء وليس المحلول الملحي.
ووجد فريق علماء جامعة ديوك أن الدموع البشرية قامت بتنشيط أربعة أنواع من المستقبلات الموجودة على الخلايا العصبية الحساسة للرائحة، مما يشير إلى أنها قد تستجيب للمادة المخففة للعدوان.
وقال آد فينجرهويتس، أحد الأساتذة في جامعة تيلبورج، والذي لم يشارك في الدراسة: "من المنطقي أن تمنع الدموع العدوان بطريقة ما لأنه من المعروف أن الرضع الذين يبكون كثيرًا معرضون لخطر الإيذاء الجسدي، وقد يساعدهم البكاء في البقاء على قيد الحياة".
وذكرت الدكتورة مينا ليونز، عالمة النفس في جامعة ليفربول جون موريس، أن الانخفاض في العدوانية كان "ملحوظا" لكنها أوصت بتكرار الدراسة قبل وضع استنتاجات قوية.