أفصحت ساعات مساء الأربعاء، بعد خروج اليمنيين إلى الشوارع يطلقون الرصاص الحي في الهواء ليرتد على رؤوس عشرات الضحايا، عن مآس لا يستطيع محوها ألف فرح وابتهاج.
ساعات الانتشاء تلك حصدت ما يقارب خمسين ضحية بين قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال، براجع الرصاص الكثيف الذي أطلق مساء الأربعاء بعد انتصار المنتخب اليمني للناشئين وفوزه بلقب كأس غرب آسيا للمرة الثانية.
فرحة كان لها أن تشعر اليمنيين كم هم بائسون حتى في فرحهم وهم يعبرون عنه بشكل خاطئ.
يدفع الأطفال ضريبة أناس شرهين إلى الدماء يطلقون رصاصهم بلا اكتراث لا لشيء إلا ليقولوا إنهم مبتهجون بنصر ما. إنه البحث عن زهو يرتسم احمرارا في السماء تراه أعين الأطفال فيرتد ليخزق تلك الأعين. يحتفون بانتصارات ويحصدون مآسي وراء كل احتفاء.
في سماء كل محافظة اشتعل الرصاص، وفي مستشفيات تلك المحافظات توالت الفجائع، حيث كانت الإصابات بالعشرات مع وجود وفيات لأطفال.
في تعز على سبيل، أصيب عشرات الأشخاص بينهم نساء وأطفال جراء إطلاق النار الكثيف في سماء المدينة ، بعد فوز المنتخب، ليستقبل مستشفى الثورة وحده ثمان حالات من بينها امرأتان، ناهيك عن الإصابات التي تلقتها مستشفيات العاصمة صنعاء ومدينة إب حيث سقط أكثر من 33 بين قتيل ومصاب.
وفي عدن، أبلغ مستشفى أطباء بلا حدود عن 4 حالات إصابة بالرصاص الراجع.
وفي مستشفى الغيضة المركزي في المهرة أبلغ عن إصابة امرأة بطلق ناري راجع، ليصل الإجمالي قي مناطق حكومة العليمي إلى 14 ضحية، وفي كامل الأراضي اليمنية إلى 47 ومازال العدد مرشحا للازدياد.
كل هذا وإطلاق الرصاص لم يتوقف حتى مساء الخميس، تعبيرا عن ابتهاج بائس أفسد فرحة البطولة وترك ندبة في قلوب أسر الضحايا دون أن يشعر القتلة المحتفون بأدنى خجل أو شعور بالذنب.