(سأخبرُكم أيها الناسُ أمرا
وأرجو بأن تَدَعوا الأمرَ سِرَّا
فذاتَ نهارٍ رأيتُ خطيبًا
على منبر يعظ الناس جهرا)
هذا مطلع قصيدة طويلة لشاعر أنصار الله عبد السلام المتميز استحق على إثرها تعيينه مستشارا ثقافيا لجامعة صنعاء. ومن ذا الذي يا ترى قد رأى خطيبا وعلى منبر ويعظ الناس وجهرا؟! كل ذلك لم يحدث إلا لعبد السلام المتميز، فهو من الإيمان بحيث تتنزل عليه الكرامات كما يتنزل الغيث على الأرض وهذه واحدة من تلك الكرامات. فالخطباء لا يعظون إلا سرا، لكن حدث مع المتميز أن سمع واحدا يعظ جهرا، ولذا أيها الناس لا بد أن تدعوا الأمر سرا.
بعيدا عن القصيدة التي لم يترك الشاعر كلمة في العربية إلا واستخدمها للروي، يبدو تعيين المتميز مستشارا لرئاسة أهم وأكبر جامعة حكومية في اليمن -وهي جامعة صنعاء- لا شك حدثا متميزا. صحيح أن الرجل ليس لديه سوى شهادة الثانوية العامة، لكن ثانوية المتميز عامة وخاصة وجهادية وتعادل كل الشهائد العلمية. كما أنه مجاهد صعداوي لا يشق له غبار. وجامعة صنعاء وهبت ومازالت تهب شهاداتها الأكاديمية، وبسخاء كبير، لأغلب قيادات أنصار الله، حيث سيأتي وقت قريب نجد فيه لقب الدكتوراه قد حازه محمد علي الحوثي والمشاط وأحمد حامد وربما أيضا أبو علي الحاكم. وبالتالي ما الذي يمنع المتميز أن يكون متميزا في هذا الصرح؟!
وإذا كان رئيس الجامعة نفسه قد غير اسمه إلى "القاسم العباس" بدلا عن قاسم عباس، كامتياز فريد ومرتبة أكاديمية ما بعد الأستاذية، فكيف لا يكون المتميز مستشارا ثقافيا لرئيس جامعة بهكذا امتيازات؟!
كمستشار ثقافي، لا بد أن تكون إجراءات الفصل بين الجنسين داخل كليات جامعة صنعاء من بنات أفكار المتميز، وربما من بنين أفكاره باعتبار الذكورة عنصرا طافحا لديه يقررها ويمليها تماما كما يكتب قصائده.