• الساعة الآن 06:12 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

تهديدات البحر الأحمر تضاعف الأخطار على واردات المصافي

news-details

بدأت أسعار النفط تعاملات الأسبوع اليوم الإثنين في الأسواق العالمية على ارتفاع بنسبة نحو واحد في المئة متأثرة بتصاعد التهديدات من جانب الحوثيين المدعومين من إيران للملاحة في مضيق باب المندب وعبر البحر الأحمر وقناة السويس.

إلى ذلك ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف (مزيج غرب تكساس) بنسبة 0.7 في المئة إلى 71.91 دولار للبرميل، بينما استقر ارتفاع خام "برنت القياسي" في التعاملات الصباحية على ارتفاع بنسبة 0.2 في المئة عند 76.72 دولار للبرميل في العقود الآجلة.

إلى جانب قلق الأسواق من التصعيد في البحر الأحمر وتأثيره في شحن النفط عبر الممر الملاحي بسبب الهجمات من اليمن هناك أيضاً المخاوف في شأن الصادرات الروسية، إذ أدى الطقس السيئ في روسيا إلى تعليق تحميل ما يصل إلى نسبة 60 في المئة من خام الأورال من المرافئ الروسية نتيجة عواصف ثلجية وعمليات صيانة.

كذلك أدى إعلان روسيا أنها تدرس زيادة خفض الإنتاج الطوعي من جانبها بمقدار 50 ألف برميل يومياً في وقت أبكر مما هو مقرر إلى دفع أسعار الخام للأعلى قليلاً.

لكن المتوقع مع استمرار تهديدات الملاحة البحرية عبر باب المندب أن تتأثر سوق الطاقة العالمية، إذ أن ممر باب المندب يمر منه نحو نسبة 10 في المئة من تجارة النفط العالمية بالناقلات البحرية، كما أنه ممر مهم أيضاً لعبور ناقلات الغاز الطبيعي المسال.

 

مصافي آسيا

مع استمرار التهديدات الحوثية للملاحة البحرية قبالة سواحل اليمن، وقرار عدد من شركات الشحن البحري الكبرى في العالم تعليق مرور سفنها وناقلاتها من المنطقة تعتزم بعض مصافي النفط في آسيا تحويل مسار وارداتها من خامات المتوسط وشمال أفريقيا إلى طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من البحر الأحمر.

وذكرت شركة "غلوبال" نقلاً عن مصادر في صناعة تكرير النفط في دول آسيوية مختلفة أن تلك المصافي تقرر الآن في شأن إما تغيير مسار واردات تلك الخامات أو تقليل الاعتماد عليها تماماً في أعمالها.

وتستخدم بعض مصافي التكرير في تايلاند وكوريا الجنوبية وإندونيسيا خامات من المنطقة مثل مزيج "سي بي سي" الكازاخي وخام "الشرارة" الليبي ومزيج "الصحراوي" الجزائري والخام الأذري الخفيف.

أما معظم المصافي في آسيا فتعتمد على خامات نفطية من الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وغرب أفريقيا، وهي أصلاً تصل إليها من طريق رأس الرجاء الصالح.

أما بقية المصافي فتعتمد على واردات الخام من منطقة الخليج، وهذه تمر من مضيق هرمز أي لا تستخدم خط البحر الأحمر الملاحي أيضاً.

لكن مصافي التكرير في جنوب شرقي آسيا التي تعتمد على خامات المتوسط وشمال أفريقيا تعمل الآن على نقل مشترياتها من تلك الدول، بخاصة ليبيا والجزائر، غرباً إلى موانئ في غرب أفريقيا مثل نيجيريا وأنجولا، إذ يتم تحميلها على ناقلات وارداتها من الولايات المتحدة.

وبحسب "غلوبال" فإن مصافي تايلاند يمكنها أن تجد مكاناً لوارداتها من الخام الليبي على النقالات التي تحمل مشترياتها المقبلة من الولايات المتحدة.

ففي الأشهر الـ10 الأولى من هذا العام استوردت نفطاً خاماً من الولايات المتحدة بمعدل نحو 108 آلاف برميل يومياً، بزيادة بنسبة 56 في المئة على مشترياتها العام السابق عند 69 ألفاً و360 برميلاً يومياً، بينما تراجعت واردات المصافي التايلاندية من خام "الشرارة" الليبي بنسبة 13 في المئة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول) عند 34 ألفاً و775 برميلاً يومياً بحسب بيانات إدارة الجمارك التايلاندية.

 

زيادة الكلفة

بالتالي يمكن للمصافي التايلاندية تقليل الاعتماد أكثر على الخام الليبي في حال ارتفاع كلفة الشحن نتيجة اضطرابات البحر الأحمر بسبب التهديدات والهجمات الحوثية.

ويمكن أيضاً للمصافي في كوريا الجنوبية خفض الاعتماد على الخامات من كازاخستان والجزائر وأذربيجان أو حتى التخلي عن استيرادها في حال ارتفاع كلفة الشحن.

وبحسب أكبر شركات التكرير في كوريا الجنوبية "أس كيه إنوفيشن" فإن ارتفاع كلفة الاستيراد سيجعلها تعيد النظر في استخدام تلك الخامات لمصافيها.

في غضون ذلك ذكر مصدر في الشركة أنها "تستورد في المتوسط مليوني برميل من مزيج سي بي سي الكازاخي ومن شأن ارتفاع أسعار الشحن أن يجعل الأمر غير اقتصادي لاستخدامه في المصافي، لذا نراقب من كثب تأثير تهديدات الحوثي على كلفة الشحن".

حسب رابطة البترول الكورية فإن سيول "تشتري في المتوسط 600 ألف برميل شهرياً من الخام الجزائري، لكن إذا قارنا ذلك بمشتريات كوريا الجنوبية من الخام الأميركي الخفيف وهي ما بين 10 و12 مليون برميل نرى أن الأمر لا يستحق أخطار الاستمرار في الشراء من الجزائر".

يضاف إلى ذلك أن المصافي في تايوان واليابان يمكنها الاستغناء عن الخام من أوروبا وشمال أفريقيا، بخاصة مع زيادة صادرات الولايات المتحدة من الخام الخفيف، كما ذكرت شركة "غلوبال".

وبدأت بالفعل شركات النقل البحري رفع أسعار الشحن البحري على سفن شحن الحاويات الجافة والمبردة بشكل عام وناقلات الصهاريج.

وبحسب "غلوبال كوموديتي إنسايتس" فإن هناك زيادة في كلفة حاوية وجهتها إلى الشرق الأوسط بمقدار 100 دولار إضافية كأخطار حرب على الشحن الجاف والشحن المبرد لكل حاوية 20 قدماً.

وفي حال زيادة علاوة الحرب وارتفاع كلفة التأمين على ناقلات النفط، سيؤدي ذلك إلى ارتفاع الكلفة للمصافي بصورة عامة.

ولعل الأكثر تأثراً من آسيا هو مسار ناقلات الطاقة من وإلى أوروبا التي يوفر لها ممر قناة السويس - البحر الأحمر - باب المندب مسافة 40 في المئة أقل، فضلاً عن مدة شحن أطول عبر رأس الرجاء الصالح بما يصل إلى أسبوعين.

 

شارك الخبر: