• الساعة الآن 09:17 AM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ما هي حظوظ جهاد أزعور للفوز بكرسي الرئاسة في لبنان؟

news-details

 

يرى محللون سياسيون، أن أبرز المفارقات اللبنانية، هي تلك التي تلاحظ ضمن مقاربة الملف الرئاسي، حيث يتم طرح وتداول أسماء مرشحين، بمعزل عن برنامج كل منهم ورؤيته للنهوض ببلاد  تعيش السقوط الحر إلى الهاوية، وفق تقديرهم.

وفي رأس قائمة هذه الأسماء يبرز "جهاد أزعور"، الذي كثر الحديث، خلال الساعات الماضية، عن "تقاطع" القوى المسيحية المعارضة لترشيح سليمان فرنجية، عند اسمه، دون أن يعني ذلك أن توافقًا نهائيًا قد تم حول ترشيح الرجل للمنصب الرئاسي الشاغر.

قد يكون "أزعور" من أكثر المرشحين ذي السيرة الذاتية المناسبة، لا بل المأمولة لأي مرشح رئاسي في لبنان، إذ اختبر تجارب دولية ومحلية عديدة في الاقتصاد والمال وما يتفرع عنهما.

فهو يحمل درجة الدكتوراة في العلوم المالية الدولية، ودرجة علمية عليا في الاقتصاد الدولي والعلوم المالية، من معهد الدراسات السياسية في باريس.

وقام بأبحاث في جامعة هارفرد حول الاقتصادات الصاعدة واندماجها في الاقتصاد العالمي، كما امتهن التدريس لفترة.

ويتبوأ "أزعور"، منذ العام 2017، منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، ومن مهامه الإشراف على عمل الصندوق في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وآسيا الوسطى، والقوقاز.

وفي مهماته المحلية، تولىَّ "أزعور"، وزارة المالية في لبنان، بين عامي 2005 و2008، خلال حكومة فؤاد السنيورة، وعمل، ما بين أعوام 1999 و2005، مديرًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي في وزارة المالية في عهد الوزير جورج قرم.

كما أعد لمؤتمري باريس 1 وباريس 2، وتنقل في مناصب عدة في القطاع الخاص.

ولم يناهز "أزعور" بعد عتبة الستين من عمره، ويتحدّر من "سير الضنية" إحدى مناطق الأطراف الشمالية، وهو ابن شقيقة النائب السابق الراحل جان عبيد، الذي كان مرشحًا دائمًا لرئاسة الجمهورية في مراحل سابقة.

وظهور "أزعور" في الإعلام، نادر في العادة، ويُبقي شؤونه وعمله بعيدًا عن الأضواء،  ويعمل ويعرف أكثر مما يتكلم، لذلك فهو يقف على مسافاة واحدة من جميع الأطياف، وعلى علاقة جيدة بها في آن واحد.

وفي هذا المعنى لم تفصح أية جهة عن مناهضتها بشكل واضح وعلني لترشيح أزعور، ولا تسوق بحقه أية اتهامات جرت عليها العادة في السوق الانتخابي.

وعلى العكس التقى "أزعور" في زياراته الأخيرة للبنان سائر الأطراف المؤثرة في عملية الانتخابات الرئاسية، شملت لقاءاته مسؤولين في حزب الله، وحركة أمل، والبطريرك الماروني، وأطرافًاَ أخرى.

وحرص الرجل على تقديم نفسه بأنه "مرشح توافقي" وليس "مرشح تحد"، وهي الصفة التي يطلقها المعارضون لـ"محور الممانعة"، على المرشح سليمان فرنجية، على أن أقصى ما يؤخذ عليه من هذا المحور، أنه كان من ضمن فريق رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة.

هذه الشخصية غير الصدامية والتكنوقراطية، تشكل إطلالتها على منصة السباق الرئاسي في لبنان تغريدًا من خارج السرب، كونها تقع خارج الاصطفافات الحزبية الحادة التي حالت، ولغاية اليوم، دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

علمًا بأن اسم "أزعور" وضع في التداول، حتى قبل انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، لكن البعص يتساءل: هل للخبرات الدولية والكفاءات والشهادات المختلفة دور بدفع شخصية ما إلى قصر بعبدا؟ وماذا لو كانت تجربة أزعور في الترشح للرئاسة شبيهة بتجربة خاله جان عبيد؟.

يقول مراقبون، إن التجارب اللبنانية ليست مشجعة، ويُخشى معها أن الأقطاب الفاعلة في الملف الرئاسي تعمل على تمرير الوقت، وتحيّن الفرص للدفع بخياراتها.

وجهاد أزعور ليس من خياراتها، لأن التوافق على اسمه لم يصبح نهائيًا بعد، إذ توافقت المعارضة المسيحية على تعبير"التقاطع"، بدلًا من التوافق أو الاتفاق على اسمه، وذلك  في معرض الحديث عن مرشحها الرئاسي، الذي قد يواجه المرشح الخصم، سليمان فرنجية.

 

 

شارك الخبر: