تدرس دول غربية، توجيه ضربة لمواقع جماعة "أنصار الله" في اليمن، الذين يسيطرون على مداخل البحر الأحمر، "لما يشكلونه من خطر على التجارة الدولية"، حسب ما ذكر موقع "الخليج الجديد" القطري.
وتطرح الهجمات المتكررة التي ينفذها أنصار الله قبالة سواحل اليمن وسيطرتهم على مداخل البحر الأحمر، قلقا بالغًا للغرب، الذي يخشى تضرر الحركة التجارية والمساس بمصالحه هناك.
وينقل تقرير نشرته "إذاعة فرنسا الدولية"، عن الخبير العسكري البحري فينسنت غروزيلو، قوله إن "من بين أكثر الخيارات المطروحة، ضرب مواقع للحوثيين للحدّ من فاعلية تحركاتهم واعتراضهم السفن التجارية في تلك المنطقة الإستراتيجية التي تعبر منها 40% من سفن التجارة الدولية".
ويضيف غروزيلو، أنّ "الحل قد يكون في جهاز التشويش عالي التردد أو مدفع الليزر، لكن هذه الخيارات لا تزال قيد الدراسة، وقد تكون الضربات ضد مواقع الحوثيين في نهاية المطاف الطريقة الوحيدة للقضاء على تهديد الطائرات دون طيار".
ويتابع أنّ "الدفاع مكلف، ومن الصعب إيجاد حلّ".
ويلفت غروزيلو، إلى أنه "على مدى الأسبوعين الماضيين، وقعت العديد من الهجمات ضد السفن التابعة مباشرة للمصالح الإسرائيلية، لكن ثمة بُعدًا آخر، وهو مهاجمة القوارب التي ستؤمن الإمدادات لإسرائيل لأن كل البضائع التي تحتاجها إسرائيل لا تمر عبر الشركات الإسرائيلية فحسب، بل عبر الشركات الدولية أيضًا. لذا فإننا نخطو خطوة أبعد وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى رد فعل الغربيين على هذا التهديد".
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هدد زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، خلال خطاب تلفزيوني باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأعلن أنصار الله، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامنا مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب متحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع.
وتوعدت جماعة "الحوثي" مرارا باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، "تضامنا مع فلسطين"، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
ويقول التقرير الفرنسي، إنّ "أدوات التأثير على حركة التمرد هذه محدودة، لكن الدول الغربية تسعى إلى التعبئة الدولية لتأمين هذا المحور التجاري الرئيسي".
ويشير إلى أنّ "الهجمات على السفن في تلك المنطقة ليست أمرا جديدا وهناك قوة دولية ترقب الوضع منذ أكثر من 20 عاما، لكن الولايات المتحدة ترغب اليوم بشدة في تعزيزها، وتخطط أيضا لحشد دول أخرى مثل الصين لهذه الجهود؛ لأنه ليس من الممكن أن ترافق القوات البحرية كل قارب على طول الساحل الغربي لليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون".
ويشرح التقرير، أنّه "لهذا السبب تثير واشنطن أيضًا ردود فعل دبلوماسية انتقامية، ومن الممكن أن يتم إعادة إدراج الحوثيين على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، وهذا يمكن أن يمنع تحويلات الأموال لفائدتهم".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أعلنت في وقت سابق، أن واشنطن تجري محادثات مع حلفائها بشأن تشكيل قوة مهام بحرية في البحر الأحمر.