يلتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ القيادات الفيتنامية، اليوم الأربعاء، وهو اليوم الثاني من زيارة رسمية إلى هانوي تم خلالها الإعلان عن عشرات الاتفاقات، منها اتفاقات تخص العلاقات الدبلوماسية والسكك الحديد والاتصالات. وجاءت رحلته الأولى إلى فيتنام منذ ست سنوات بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن في سبتمبر (أيلول)، وهي إشارة إلى تنامي أهمية مركز التصنيع في جنوب شرقي آسيا وسط توتر تجاري بين القوتين العالميتين.
ويشير جدول زمني من وزارة الخارجية الفيتنامية إلى أنه من المقرر أن يزور شي اليوم الأربعاء ضريح الزعيم المؤسس لفيتنام الشيوعية هو تشي مينه. وسيجتمع بعد ذلك مع رئيس البرلمان الفيتنامي فونج دينه هيو ورئيس الوزراء فام مينه تشينه والرئيس فو فإن ثونج.
وخلال اليوم، من المتوقع التوقيع رسمياً على بيان مشترك بين الصين وفيتنام حول العلاقات الدبلوماسية بعد عرض نصه على صحافيين أمس الثلاثاء.
وسيلتقي شي طلاباً قبل مغادرته بعد الظهر من العاصمة الفيتنامية التي زينت طرقاتها الرئيسة بالأعلام الحمراء للصين وفيتنام بمناسبة زيارته.
وتتبع فيتنام منذ فترة طويلة "دبلوماسية الخيزران"، وهي سياسة مرنة تسعى من خلالها إلى الحفاظ على علاقة جيدة مع كلتا القوتين.
وعلى غرار واشنطن، تشعر هانوي بالقلق إزاء نزعة التشدد المتنامية لبكين في بحر الصين الجنوبي، لكنها ترتبط مع الصين بحدود مشتركة وعلاقات اقتصادية، إضافة إلى أن حزبين شيوعيين يحكمان البلدين.
وتجمع بين هانوي وبكين شراكة استراتيجية شاملة، وهي المكانة الدبلوماسية الأعلى في فيتنام. ووصلت فيتنام والولايات المتحدة إلى المستوى ذاته في سبتمبر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين إن الزيارة ستفتح الباب أمام مناقشات في شأن "تطوير العلاقات بين الصين وفيتنام".
وقد يضغط شي لكي تنضم فيتنام إلى "رابطة المصير المشترك"، وهو مصطلح غامض يشير إلى رؤية للتعاون المستقبلي في الاقتصاد والأمن والسياسة. وأضاف أن بنود جدول الأعمال تتضمن "السياسة والأمن والتعاون العملي والقضايا المتعددة الأطراف و(القضايا) البحرية".
في مقال نشر أمس الثلاثاء في صحيفة "نان دان" الفيتنامية، أكد الرئيس الصيني أن "مستقبل آسيا ليس في أيدي أحد سوى الآسيويين".
وتأتي هذه الزيارة في سياق توترات شديدة بين الصين والفيليبين في بحر الصين الجنوبي بعد مواجهات جرت بين عدد من سفن البلدين في الأيام الأخيرة.
وأعلنت الفيليبين أول من أمس الإثنين أنها استدعت السفير الصيني وتحدثت عن احتمال طرده. وكذلك تطالب فيتنام وبروناي وماليزيا وتايوان بالسيادة على أجزاء منه، قد يكون بعضها غنياً بالاحتياطات النفطية.
وعلى امتداد العقد الماضي كثفت الصين عمليات الردم في بحر الصين الجنوبي، وأنشأت جزراً عسكرية مزودة مهابط طائرات وموانئ وأنظمة رادار.
وحذرت واشنطن وهانوي في بيان مشترك خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى فيتنام من "التهديد أو استخدام القوة" في بحر الصين الجنوبي.
وأعربت هانوي عن استيائها بعدما نشرت بكين في الأول من سبتمبر خريطة رسمية جديدة تشير إلى سيادتها شبه الكاملة على هذه المنطقة الملاحية الشاسعة الغنية بالموارد.
وعلى غرار ما فعل جو بايدن في سبتمبر قد يسعى شي إلى تعاون أوثق في مجال المعادن النادرة المستخدمة في صناعة التكنولوجيا المتطورة، وفقاً لمحللين.
وتريد شركة "إنفيديا" الأميركية العملاقة للرقائق إنشاء مركز لها في فيتنام لتطوير صناعة أشباه الموصلات، بحسب ما نقلت الحكومة الفيتنامية عن الرئيس التنفيذي للشركة مساء الأحد.