• الساعة الآن 09:56 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

سلطة صنعاء تعري نفسها بنشر فضائح الغذاء العالمي

news-details


تختلف المصالح فيفتضح اللصوص في ما بينهم. في اللحظة التي قرر برنامج الأغذية العالمي وقف مساعداته عن مناطق سيطرة سلطة صنعاء، سارعت الأخيرة إلى مهاجمة البرنامج بكل السبل، من رسائل الإدانة والشجب إلى التشكيك بعمل البرنامج إلى إيراد واحدة من فضائحه ظلت مستورة حتى جاء موعد إشهارها. كأن سلطة صنعاء لم تكن في وارد أن تلجأ إلى ذلك لو لم يبادر البرنامج إلى اتخاذ موقفه.
تسع سنوات من السكوت المتواصل من قبل سلطة صنعاء، يتفاجأ المواطن اليمني بتقرير عن "فضيحة أممية في اليمن بطلها برنامج الأغذية... 40 ألف دولار إيجار يومي لسفينة بلا عمل"!
هكذا عنون موقع "يمن إيكو" التابع لجماعة أنصار الله تقريره، بعد أن قال إنه حصل على معلومات خاصة حول إنفاق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مبالغ طائلة على سفينة شحن كبيرة لا تناسب نشاطه ولا حاجة إلى استئجارها بصورة مستمرة، في الوقت الذي يتحدث فيه عن نقص في التمويل، لتبرير قرار وقف المساعدات عن اليمن.
يقول الموقع إن برنامج الأغذية العالمي قام باستئجار سفينة الحاويات (ELENA EF) لنقل شحنات الغذاء والمواد التابعة له من ميناء جدة إلى ميناء الحديدة بشكل دوري، وذلك مقابل مبلغ (40.000 دولار يوميا).
وتشير المعلومات إلى أن البرنامج قام باستئجار السفينة في العام 2019 بمبلغ 7000 دولار يوميا، قبل أن ينتهي العقد ويتم تجديده في أبريل 2021 بزيادة على المبلغ وصلت نسبتها إلى 82,5%.
ووفقا لهذه المعلومات فإن برنامج الأغذية يدفع للسفينة سنويا مبلغ 14.600.000 دولار (أربعة عشر مليون وستمائة ألف دولار) وهو ما يعني أن البرنامج سيكون قد دفع للسفينة 43,800,000 دولار (ثلاثة وأربعين مليون وثمانمائة ألف دولار) عند نهاية عقد الإيجار في شهر أبريل من العام القادم 2024.
هذه المعلومات لا شك كانت بحوزة سلطة صنعاء طيلة الفترة السابقة ولم يكن لها أن تشعرها للعلن لولا أن علاقتها مع برنامج الأغذية وصلت حدا من القطيعة يحاول الطرفان عدم جعلها مستمرة والبحث عن خط رجعة.
بالنسبة للسفينة المستأجرة من قبل البرنامج، فهي بحسب يمن إيكو التابع لسلطة صنعاء سفينة الحاويات “إيلينا” والتي تم صناعتها عام 2007، من قبل شركة JIANGSU YANGZIJIANG SHIPBUILDING CO. LTD الصينية، ويبلغ طولها 161 مترا، وعرضها 25 مترا، وحمولتها الإجمالية 16,162 طنا، وهو ما يعني أن بإمكانها حمل ما يزيد عن 600 حاوية سعة 20 قدما، أو أكثر من 300 حاوية سعة 40 قدما، وتبحر رافعة علم جزر المارشال.
لكن بيانات نشاط برنامج الأغذية تؤكد أنه لا يحتاج إلى سفينة بهذا الحجم أصلا، حيث تظهر إحصاءات مؤسسة موانئ البحر الأحمر التي تحقق منها “يمن إيكو” أن حمولاتها لصالح البرنامج تتراوح بين 50 و60 حاوية سعة 20 قدما، وهو ما نسبته 30% فقط من قدرتها التي تتسع إلى 600 حاوية من هذا المقاس.
وتوضح المعلومات أيضا أن برنامج الغذاء لم يكن بحاجة استئجار هذه السفينة بصورة مستمرة، وبذلك العقد المكلف، حيث تظهر إحصائيات مؤسسة موانئ البحر الأحمر ومواقع تتبع الملاحة، أن رحلات السفينة إلى ميناء الحديدة خلال عامي 2021 و2023 بلغت 32 رحلة فقط، بالإضافة إلى رحلتين صادرتين.
ووفقا لهذه الأرقام، وبحسب الموقع، فقد كان بإمكان برنامج الغذاء أن يستخدم سفنا ذات حجم أصغر وبكلفة أقل بكثير وبدون الحاجة إلى أي عقود طويلة، الأمر الذي كان سيوفر ملايين الدولارات، لكنه فضَّل الإنفاق على إيجار سفينة كبيرة لا يستخدم سعتها الكاملة، ولا يحتاج استئجارها بصورة مستمرة.
ويؤكد التناقض بين نفقات البرنامج وحديثه عن “نقص التمويل”، المعلومات، والتي كشفت أن اجتماعات البرنامج مع سلطات صنعاء وقتها شهدت إفصاح ممثلي برنامج الغذاء عن كون البرنامج غير قادر على مواصلة تقديم المساعدات دون موافقة من الولايات المتحدة، وتأكيدهم على أن الموقف الأمريكي مرتبط بشكل واضح بالهجمات اليمنية على إسرائيل، وخصوصا بعد الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية، حيث ضغطت واشنطن نحو وقف المساعدات في اليمن كليا وليس تقليصها فقط.
كل هذه المعلومات تخرج إلى العلن فجأة بعد أن سكتت عنها طيلة سنوات، الأمر الذي يكشف بحسب مراقبين مدى تورط هذه السلطة مع البرامج والمنظمات الأممية في استغلال معاناة اليمنيين من قبل الطرفين لمصالحهم الشخصية.

شارك الخبر: