يبدو أن الحرب في غزة ستشهد قريبا هدنة إنسانية جديدة، وصفقة لتبادل المحتجزين والأسرى بين إسرائيل وحماس، في ضوء ما تحدثت به مصادر مصرية مطلعة إلى "سكاي نيوز عربية" حول طلب تل أبيب وساطة القاهرة من أجل إتمام صفقة جديدة للمحتجزين.
ويقول الخبير الأمني والاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، إن مصر تبدو مستعدة للوساطة مجددا من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، فيما تركز جهود القاهرة الدبلوماسية في الوقت الراهن إلى تحقيق وقف شامل للحرب.
وينوه فرج في تصرح لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن مصر تعمل على مشروع لوقف إطلاق النار ستتقدم به إلى مجلس الأمن خلال الساعات المقبلة، وتحشد له دوليا بشكل كبير حتى يتم تمريره.
وتقود مصر التحركات السياسية والدبلوماسية من أجل إقرار التهدئة ووقف إطلاق النار داخل القطاع، وتواجه هذه الجهود الكثير من الصعوبات والتحديات، ربما أبرزها أن حركة حماس هي من بدأت، وكان هناك إصرار من جانب إسرائيل للرد، وحفظ مكانة الجيش التي فقدت خلال هذه الحرب، بحسب فرج.
لكن مصر تبذل كافة الجهود اليوم، بالتواصل مع كافة الجهات الدولية والإقليمية وفي تواصل مستمر مع الإدارة الأميركية فضلا عن الجهود الأمنية والمخابراتية من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
طبيعة التحركات المصرية
ويقول الصحفي المصري المختص بالشؤون العربية أحمد جمعة، إن القاهرة تواصل اتصالاتها وتحركاتها المكثفة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية العاجلة والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمرافق الحكومية الهامة داخل غزة.
الجهود المصرية بحسب جمعة، تتم بالتوازي مع تحركات سياسية ودبلوماسية ترى أن السبيل الوحيد لحل هذا الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتم حله بالقوة، بل على العكس تماما سيكون السبيل الوحيد هو العودة إلى طاولة المفاوضات لمناقشة سبل تفعيل حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967.
صفقة جديدة لتبادل الأسرى
تعمل مصر بوتيرة متسارعة لاقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بضرورة الانخراط في صفقة لتبادل الأسرى بين الطرفين لحسم هذا الملف، وهو ما سيدفع نحو تهدئة بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة.
وتعول القيادة الفلسطينية والمواطنين في قطاع غزة على نجاح الوساطة المصرية في وقف الحرب على غزة في أسرع وقت ممكن، وذلك في ظل الانهيار الكبير في كافة المرافق الحيوية والبنية التحتية مع فرض إسرائيل لسياسة الحصار والتجويع والتعطيش لسكان غزة لإجبارهم على الهجرة والنزوح قسريا خارج أرضهم.
وهناك تخوفات كبيرة من اندلاع حرب إقليمية نتيجة الدعم الأميركي المستمر للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وهو ما يمكن أن يدفع نحو حالة من عدم الاستقرار لفترة طويلة، ولعل التصعيد ضد المنشات والمصالح الامريكية في العراق وسوريا دليل قاطع ومؤشر خطير على إمكانية اندلاع صراع مسلح تقوده اطراف إقليمية ويكون وقوده الفصائل الفلسطينية في غزة أو كيانات مسلحة في سوريا والعراق ولبنان.