• الساعة الآن 02:20 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

دراسة: هل ارتفاع ضغط الدم لدى أحد الزوجين يصيب الآخر؟

news-details

 تشير دراسة جديدة إلى أنّ حوالي نصف عدد حالات ارتفاع ضغط الدم لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن تكون مشتركة أو "متوافقة" بين الأزواج، بمعنى أنه إذا كان أحد الزوجين يعاني من ارتفاع ضغط الدم، فإن شريكه سيعاني منه أيضًا.

وجاء في تقرير الدراسة المنشورة في مجلة جمعية القلب الأمريكية، أنه بين الأزواج من جنسين مختلفين في أربعة دول هي: الصين، وإنجلترا، والهند، والولايات المتحدة، كانت النساء المتزوجات من رجال يعانون من ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بمن لم يُصب أحد الأزواج بينهم بارتفاع ضغط الدم.

وكان الرجال الذين لديهم زوجات مصابات بارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مقارنة بالرجال الذين لم تعانِ زوجاتهنّ من ارتفاع ضغط الدم.

وقال تشيهوا لي، زميل ما بعد الدكتوراه في جامعة ميشيغان ومؤلف الدراسة، لـCNN: "يعرف الكثير من الناس أن ارتفاع ضغط الدم أمر شائع لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن في الولايات المتحدة، وإنجلترا، والصين، والهند. لكننا فوجئنا عندما اكتشفنا أن العديد من الأزواج الأكبر سنًا في هذه الدول يعانون من ارتفاع ضغط الدم".

واستعان بمثال في الولايات المتحدة، حيث أكثر من 35٪ من الأزواج الذين يبلغون من العمر 50 عامًا وما فوق يعانون من ارتفاع ضغط الدم. ولفت لي إلى أنّ "دراستنا هي الأولى من نوعها التي تدرس ارتفاع ضغط الدم المتوافق بين الأزواج في البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط، من خلال استخدام بيانات تمثيلية على المستوى الوطني، ما يوفّر بالتالي منظور مقارنة عبر الحدود الوطنية". وأشار إلى أن هذه الدراسة "هي الأكبر التي تناولت هذا الموضوع حتى الآن". 

وقام الباحثون، الذين يأخذون من جامعات ميشيغان، وإيموري، وكولومبيا مقرًا لهم، بفحص بيانات 1086 من الأزواج في إنجلترا، و3,989 زوجًا في الولايات المتحدة، و6514 زوجًا في الصين، و22389 زوجًا في الهند. وتم جمع البيانات التي استحوذت على نقطة زمنية واحدة، في دراسات ومسوحات أُجريت بين عامي 2015 و2019. وشملت البيانات الواردة من الولايات المتحدة وإنجلترا البالغين الذين يبلغون من العمر 50 عامًا وما فوق وأزواجهم، مهما كان عمرهم. وشملت البيانات الواردة من الصين والهند البالغين في عمر الـ45 عامًا وما فوق وأزواجهم.

بالنسبة لكل زوج، استُخدمت ​​ثلاثة قياسات لضغط الدم كمعدل وسطي لتقدير ضغط الدم الانقباضي الإجمالي، أي الرقم العلوي في القياس، وضغط الدم الانبساطي، أي الرقم السفلي. واعتبرت الدراسة أن الشخص الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم إذا سجّل ضغط الدم الانقباضي لديه 140 وما فوق، وضغط الدم الانبساطي 90 وما فوق، أو كان لديه تاريخ من ارتفاع ضغط الدم تم تشخيصه من قبل مقدم الرعاية الصحية.

وتحقّق الباحثون تحديدًا من عدد الأزواج في الدراسة الذين يعانون من "ارتفاع ضغط الدم المتوافق" وقارنوا بينهم، ما يعني أنّ كلًا من الزوج والزوجة يعانيان من ارتفاع ضغط الدم.

ووجد الباحثون "انتشارًا واسعًا" لارتفاع ضغط الدم "المتوافق" في البلدان الأربعة. وأظهرت البيانات أن 47.1% من الأزواج في إنجلترا أُصيبوا بارتفاع ضغط الدم المتوافق، و37.9% في الولايات المتحدة، و20.8% في الصين، و19.8% في الهند. وكتب الباحثون: "تشير هذه النتائج إلى أن حوالي نصف حالات ارتفاع ضغط الدم في هذه البلدان المكتظة بالسكان تكون متوافقة بين الأزواج".

ووجد الباحثون أن معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم بين الزوجات كان أقل منه بين الأزواج في الدول الأربع، لكن إذا كان شخص يعيش في الصين أو الهند ويعاني من ارتفاع ضغط الدم، فمن المرجح أن يكون شريكه مصابًا أيضًا، مقارنة بالأزواج الذين يعيشون في الولايات المتحدة و إنكلترا.

وكتب الباحثون أنّ هذه "الاختلافات تتطلب مزيدًا من التحقيق، ويُرجح أن تكون متعددة العوامل. ولفتوا إلى أنها "قد تُعزى إلى الاختلافات الثقافية بين البلدان"، وأضافوا أنه في السياقات الثقافية الآسيوية، قد يكون الأزواج أكثر عرضة لتقاسم عادات الأكل ذاتها، وممارسة الرياضة، ونمط الحياة، مقارنة بالثقافات الغربية، حيث يتم التركيز على الفردية".

يُعد ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا في الولايات المتحدة وإنجلترا منه في الصين والهند، ومع ذلك، كان الارتباط بين حالة ضغط الدم لدى الأزواج أقوى في الصين والهند منه في الولايات المتحدة وإنجلترا.

وأفادت بييه لو، المؤلفة الرئيسية المشاركة في الدراسة، وزميلة ما بعد الدكتوراه في علم الأوبئة بكلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا، ببيان صحفي أنه "في الصين والهند، هناك اعتقاد قوي في البقاء معًا كعائلة، لذلك قد يؤثر الأزواج على صحة بعضهم البعض بشكل أكبر".

وأضافت لو: "في المجتمعات الجماعية في الصين والهند، يُتوقّع أن يعتمد الأزواج على بعضهم ويدعم واحدهم الآخر، عاطفيا ومن حيث التأثير، لذلك قد تكون الصحة متشابكة بشكل أوثق".

وفي المجمل، كتب الباحثون أن تزايد معدل ارتفاع ضغط الدم المتوافق بين الأزواج في مختلف الدول يمثل "فرصة واعدة" لتصميم طرق للأزواج لإدارة المرض معًا، مثل فحص ارتفاع ضغط الدم، أو حضور دروس التمارين الرياضية، أو الطهي الصحي. وإعداد وجبات الطعام.

شارك الخبر: