• الساعة الآن 05:27 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

واشنطن بوست: قضاء إسرائيل على حماس لا يزال هدفا بعيد المنال

news-details

 

 

سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الضوء على تطورات الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول المنصرم، موضحة أن مصادر أمنية ومعطيات ميدانية على الأرض تفيد أن تحقيق دولة الاحتلال لهدفها المعلن بالقضاء على حركة حماس لا يزال بعيد المنال حتى الآن.

وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الذي لم يستكمل عملياته في شمال غزة، فتح جبهة جديدة في جنوب القطاع، ورغم تسوية الغارات الجوية الإسرائيلية معظم مدينة غزة بالأرض، إلا أن قوات الاحتلال البرية لم تدخل بعد إلى بعض معاقل حماس الرئيسية هناك.

ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن الجيش الإسرائيلي قتل مالا يقل عن 5 آلاف من مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ما يعني أن غالبية عناصر الحركة الفلسطينية المقدرة بنحو 30 ألف جندي لم تمس.

وبالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية، فمن المرجح أن تؤثر الضغوط الدولية على إسرائيل لتقليل عدد القتلى من المدنيين على وتيرة العمليات في الجنوب.

وتحاول إسرائيل الحفاظ على دعم الولايات المتحدة، وذلك بالتزامن مع التكلفة الباهظة بالفعل للحرب على غزة والتي أودت بحياة نحو 16 ألف فلسطيني حتى الآن، بينهم أكثر من 5 آلاف طفل.

والإثنين قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "أعتقد أننا وصلنا إلى لحظة يتعين فيها على السلطات الإسرائيلية أن تحدد بشكل أكثر وضوحا هدفها النهائي".

وأضاف أن "ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟ … إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر 10 سنوات".

 

السيطرة على القطاع

وبحسب مايكل ميلشتين الرئيس السابق لقسم فلسطين بشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فإن نحو ثلث مدينة غزة لا يزال خارج سيطرة القوات الإسرائيلية، بما في ذلك بعض المناطق التي من المتوقع أن تكون شديدة التحصين.

وخلال هدنة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ظهر العشرات من عناصر الحركة الفلسطينية مرتدين الأقنعة في ساحة فلسطين في قلب غزة لتسليم الأسرى الإسرائيليين، في إشارة إلى استمرار سيطرة الكتائب.

فيما يتعلق بالمعركة المحتملة بالمنطقة، قال ميلشتين: "سيكون الأمر صعبا للغاية (على الجيش الإسرائيلي)”، مضيفا أن حماس "جهزت بالفعل كل بنيتها التحتية".

وفي غضون ذلك، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة بلانت لابس في نهاية نوفمبر/تشرين أول قبيل نهاية الهدنة إشارات قليلة على وجود عسكري إسرائيلي حول حي الشجاعية (شرق) أو حي جباليا (شمال)، وكليهما تعرض لقصف عنيف وغارات منذ عودة القتال أواخر الأسبوع الماضي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بشن غارة في جباليا الإثنين بعد “استكمال تطويق” مخيم اللاجئين المحلي.

ويرى مايكل أ. هورويتز، رئيس قسم الاستخبارات في شركة استشارات المخاطر لو بيك إنترناشيونال أن المعركة الأكثر دموية بين إسرائيل وحماس تقترب.

وأضاف "يبدو أن حماس تجنبت المواجهات المباشرة حتى الآن، لكنها ستكون محاصرة وسيتعين عليها القتال".

وعلى الرغم من أن إسرائيل تقصف الجنوب حاليًا بغارات جوية وتزايد عدد الضحايا، إلا أن الضغط الدولي سيجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي تكرار استراتيجيته الشمالية على المدى الطويل.

وفي هذا الصدد علق مسؤول أمني إسرائيلي قائلاً: "ستكون عملياتنا مختلفة تماماً (في الجنوب) عن الطريقة التي عملنا بها في مدينة غزة، لأنها أكثر اكتظاظاً بكثير".

 

مقاتلو القسام

ويعترف مسؤولو الأمن الإسرائيليون بأن تقديم إسرائيل رقم 5 آلاف قتيل من مقاتلي حماس (الذي يعتقد أن لديها ما بين 27 ألفاً إلى 40 مقاتلاً) هو مجرد تقدير، وفي هذا الصدد قال أحد المسؤولين الإسرائيليين: "نعمل على المعلومات الاستخباراتية، ونحللها ونفهم عدد القتلى وأين قتلوا".

 ومما يزيد تعقيد حصر إسرائيل لعدد قتلى القسام أنه يعتقد أن العديد من المسلحين قتلوا تحت الأرض في الأنفاق، فيما لم يعلن مسؤولو حماس عن أرقام قتلاهم في الحرب.

وقال إيال هولاتا، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي حتى وقت سابق من هذا العام: "إن رموز حماس، هم الذين لديهم سلطة حكم القطاع.. لذلك فإن استهداف تلك الرموز هو الهدف العملياتي الرئيس في الوقت الحالي، وقد فروا جميعًا إلى الجنوب، وهذا واضح جدًا".

وقد خصص الجيش الإسرائيلي أعداد كبيرة من رجال المخابرات لتحديد مكان وجود قائد حماس في غزة يحي السنوار، بالإضافة إلى قادة رئيسيين آخرين مثل محمد ضيف، رئيس الجناح العسكري لحماس.

 

شبكة الأنفاق

ويعتقد أن لدى حماس مئات الأميال من الأنفاق التي تمتد تحت غزة، وهي من بين أصولها العسكرية الأكثر أهمية، مما يسمح للجماعة بنقل الأسلحة والمقاتلين دون أن يتم اكتشافهم.

وقال هورويتز: "أحد الأهداف هو الوصول إلى مكان وجود الأنفاق"، مشيراً إلى أنه لا يمكن إصلاح شبكة الأنفاق أو استبدالها بسهولة خلال القتال.

وقدر المسؤولون العسكريون عدد فتحات الأنفاق التي تم اكتشافها حتى الآن بـ 800، مع تدمير 500 منها بالفعل. وقد رفضوا التعليق على التقارير التي تفيد بأنه يتم النظر في خطة لاستخدام المضخات لإغراق الأنفاق بمياه البحر.

وقال هورويتز إنه من الصعب قياس مدى التأثير الذي تمكنت إسرائيل من إحداثه على نظام الأنفاق ككل.

وفي حين أن بعض الأنفاق قد يكون صغيرًا، ومخصصًا لهجمات لمرة واحدة، يُعتقد أن البعض الآخر يبلغ عمقه عشرات الأمتار ومتصلًا بشبكات أكبر.

وتقدر شركة هوروفيتز أن حوالي ثلث شبكة الأنفاق في غزة لا تزال سليمة.

 

ترسانة الصواريخ

وعلى الرغم من مرور شهرين من القتال العنيف، لا تزال حماس قادرة على إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وأطلقت الثلاثاء عدة قذائف باتجاه جنوب إسرائيل، أصاب أحدها مبنى سكنيا في مدينة عسقلان.

لكن في الأسابيع الأخيرة، كان من النادر انطلاق صفارات الإنذار في المدن البعيدة مثل تل أبيب، وانخفض عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة من الآلاف في الساعات الأولى من الحرب إلى العشرات يوميا.

وقال هورويتز: "كان هناك انخفاضا حقيقيا للصواريخ التي تطلقها حماس.. والسؤال هو ما السبب " .

وأضاف "من المحتمل أن إسرائيل تضرب حماس بقوة شديدة وأن ترسانة حماس الصاروخية تتناقص بشكل كبير للغاية. لكن من الممكن أن حماس هي الأخرى تسير بخطى ثابتة”.

قبل الحرب، قدرت المخابرات الإسرائيلية أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة لديها ترسانة تبلغ حوالي 30 ألف صاروخ.

وتقول السلطات الإسرائيلية إن المسلحين أطلقوا أكثر من 11500 صاروخ باتجاه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال هورويتز إنه سيكون من الصعب على إسرائيل تدمير قدرات حماس الصاروخية بشكل كامل، حيث يتم إنتاج الكثير منها محليا.

وتابع: "عليك أن تذهب فعليًا وتجد مصانع تصنيع الصواريخ وتعطل تدفق المواد. وسوف يستغرق تحقيق ذلك وقتا طويلا.

وأضاف: "أن يكون هناك حقًا يوم لا تستطيع فيه حماس إطلاق أي صواريخ على إسرائيل، فهذا يوم يصعب تحقيقه".

شارك الخبر: