يقول الخبراء النفسيون، إن غياب أحد الوالدين عن المنزل له عواقب خطيرة على نمو الأطفال.
وبحسب تقرير نشره موقع elpais، فإن غياب الأب أو الأم قد يكون لأسباب متعددة أبرزها العمل، أو السفر، أو الطلاق أو الوفاة.
ويؤكد طبيب علم نفس الأطفال، الدكتور "إيسون مينديا"، إن متلازمة غياب الوالدين تؤثر على الطفل بطرق مختلفة، مشددا على أن "نقص المودة له تأثير مباشر على نمو الطفل العاطفي والجسدي والعقلي، ففي جميع الحالات السابقة يبرز شعور التخلي".
ويضيف أن غياب أحد الوالدين جسديا، يؤثر على الطفل عاطفيا؛ حيث يحرمه من العيش في بيئة أسرية لها ضوابط وحدود.
ويوضح الدكتور ميدنيا قائلا: "الآباء الغائبون يتركون أطفالهم يعانون من النقص العاطفي؛ ما يجعلهم يشعرون بالانزعاج والوحدة والفراغ، فيصبح الطفل في حالة بحث مستمر عن دعم الغرباء لملء فراغه العاطفي".
ويقول مينديا، إن افتقاد الطفل لأحد والديه يؤثر على جوانب من شخصيته وارتباطه بالعالم من حوله، مفسرا "هؤلاء الأطفال يشعرون بعدم الأمان أكثر من غيرهم، حيث لديهم مستويات متدنية من احترام الذات، كما يواجهون صعوبات في إدارة عواطفهم".
ويضيف: "طوال حياتهم، يميلون للحزن والاكتئاب، ويواجهون قلة الاهتمام، كما قد يعانون من الضعف في الأداء الأكاديمي".
ويشير الطبيب النفسي إلى أنه من الممكن أن يشعر أولئك الأطفال بعدم الأمان، الذي يظهر إما من خلال الثقة المفرطة أو الغطرسة أو العدوانية أو التمرد، بهدف دفن مشاعرهم السلبية.
تقول الدكتورة أوزسينا دييز، المتخصصة في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، إن الأطفال يحتاجون لقضاء وقت ممتع مع والديهم، كما أنهم بحاجة للاتصال مع الأم أو الأب جسديا دائما.
وتضيف: "عندما تنشأ ظروف تمنع الأطفال والآباء من قضاء الوقت معا، فيجب على الأب أو الأم تعويض الأبناء عن غياب الطرف الآخر، من خلال شرح الظروف وإخبارهم بأن الوضع مؤقت، ومضاعفة الاهتمام بهم وقضاء المزيد من الوقت معهم، والحرص على نقل رسائل الحب لهم بشكل متواصل من خلال الكلمات والمواقف.