لماذا تتهرب سلطة صنعاء من التزاماتها تجاه الشعب؟! وما الذي تريده من اليمنيين؟ لم تعد مثل هكذا أسئلة آنية ولا من باب المناكفة السياسية، بل غدت أسئلة جوهرية ومصيرية تواجه المواطن العادي وتلازمه على الدوام لدرجة أنه لا يستطيع الفكاك منها.
يرى كل شيء يسير من سيء إلى أسوأ ومن ظلمة إلى ظلمات ومن قنوط إلى يأس مطبق. لم تعد توصيفاته لتلك السلطة كافية على الإطلاق لتشريح ما يحدث له معها. يتوصل من كل ذلك إلى نتيجة مفادها: إنها فعلا سلطة موت لا يمكن أن تنتج حياة، والشعب هو عدوها الأول والأخير.
تنتصر للمواطن الفلسطيني من اضطهاد العدو الصهيوني وانتهاكاته المستمرة، وتمارس ضد شعبها كل أفعال الصهاينة، وتدعو لإطلاق الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وإطلاق المعتقلين السياسيين في سجون السعودية وبلدان أخرى، وسجونها تعج بآلاف الأسرى من بني جلدتها. تدين إغلاق هذه القناة أو تلك ولم تترك قناة ولا وسيلة إعلام إلا وطردتها وأغلقتها وأسكتتها.
مواطنوها يموتون من الجوع، وهي تدشن بين الحين والحين حملات تبرع تجمعها قهرا وغصبا لتزايد بها على حساب جوعهم وعوزهم.
صار أقصى أمل بالنسبة للمواطن اليمني أن يرى حكومة جديدة وأن يعاد إليه مرتبه المنقطع منذ سنوات. لكنها تتعمد تأخير تشكيل الحكومة وتتهرب من العجز في الداخل لتصدير انتصارات لا تسمن ولا تغني من جوع.
اليوم شهد ميدان السبعين استعراضا شعبيا مسلحا، لـ16 ألف مقاتل تلقوا دورات مفتوحة على أيدي مدربين في مجالات عسكرية مختلفة.
استعراض أقامته سلطة صنعاء لتزايد به على الفلسطينيين: "لستم وحدكم ، فنحن إلى جانبكم وجاهزون للقتال معكم".
إنها، بحسب تعبير القيادي والسياسي نائف القانص سلطة تحكم من أجل نفسها وجماعتها وليس من أجل الشعب وتفتقر إلى تجربة النهضة فليس لها وجود في برنامجها ومشروعها الفئوي وتجيد بشكل ممتاز تجربة الأزمة، لأنه في الأساس نتاج أزمة، ولم تصل إلى السلطة في الظروف الطبيعة ضمن برنامج استطاعت من خلاله أن تنال ثقة الشعب.
يأتي صوت القانص من داخل الجماعة نفسها، فهو أحد قيادييها والسفير السابق لها في دمشق، مؤكدا أن تلك السلطة تصطنع الأزمات لكي تغطي على فشلها وتمارس دكتاتوريتها ومصادرة الحقوق والحريات ومبرر الجباية وقطع المستحقات والانصراف عن المشاريع التنموية وعدم الاهتمام بالأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الشعب تحت مبرر الحرب ومواجهة العدو أولوية وطنية، متغلفة بغطاء الثورة، وبمسؤوليتها في تحديد علاقة المواطن بالإرادة الإلهية، وتثبيت الهوية الإيمانية.