أكدت مصادر مصرية أن سلطان عمان هيثم بن طارق الذي زار القاهرة في الأيام الماضية، ثم التقى أمس المرشد الإيراني علي خامنئي، يسعى لرأب الصدع في العلاقات بين مصر وإيران، ويعمل على تحسين التعاون الدبلوماسي بين البلدين.
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية أمس عن خامنئي لدى لقائه سلطان عمان قوله «إن طهران ترحب بتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر».
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران ما يقارب من ثلاثة عقود، لكنها شهدت تحسنا لافتا في الآونة الأخيرة بعد توجه دول الشرق الأوسط إلى خطوات لتخفيف التوتر في المنطقة، في أعقاب علاقة حسن الجوار التي أقامتها السعودية وإيران بوساطة صينية.
ويزور سلطان عمان العاصمة الإيرانية طهران على مدار يومين، حيث عقد اجتماعا مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ناقشا خلاله العلاقات الثنائية والشؤون المتعلقة بالدفاع والأمن والنقل البحري والتبادلات المالية والنقدية» باعتبارها من المجالات التي يمكن أن تتحسن فيها العلاقات الثنائية.
وأكد الرئيس الإيراني أن «طهران ومسقط لديهما وجهات نظر مشتركة حول التعاون الإقليمي وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام والازدهار لدول المنطقة».
وقبل وصول السلطان العماني إلى إيران، أكد وزير خارجية السلطنة، بدر بن حمد البوسعيدي أن الزيارة التاريخية ستنعكس إيجابا على استقرار المنطقة وأمنها، حيث تأتي بعد زهاء عام من زيارة قام بها الرئيس الإيراني إلى مسقط، تخللها توقيع اتفاقات تعاون.
وأضاف البوسعيدي أن توقيت هذه الزيارة يأتي «في خضم مرحلة جديدة وإيجابية للعلاقات الإقليمية»، ما يدعو دول المنطقة «إلى دعمها والتشاور والتعاون لحل العديد من الملفات والقضايا الحالية».
من جانبه أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن تطوير العلاقات بين إيران وسلطنة عمان في جميع المجالات يخدم مصلحة البلدين، مرحبا برغبة مصر في استئناف العلاقات مع الجمهورية الإسلامية.
ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "فارس" خلال استقباله صباح اليوم الاثنين، سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق آل سعيد والوفد المرافق، وصف خامنئي العلاقات بين إيران وسلطنة عمان بأنها عريقة ومتجذرة وطيبة وقال: نحن نؤمن بان تطوير العلاقات بين البلدين، في جميع المجالات يخدم مصلحة الطرفين.
وفي إشارة إلى المحادثات بين الجانبين الإيراني والعماني، قال: المهم أن تتم متابعة هذه المحادثات بجدية حتى الوصول إلى نتائج ملموسة، وبالتالي تطوير العلاقات.
كما أشار إلى خطورة تواجد "الكيان الصهيوني" في المنطقة وأضاف: إن سياسة الكيان الصهيوني وداعميه هي خلق الفتنة وانعدام الاستقرار في المنطقة، لذلك فإنه على جميع دول المنطقة الانتباه إلى هذه القضية.
وسبق لسلطنة عمان أن قامت بوساطة بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لعام 2015 بين طهران وست قوى دولية كبيرة.