• الساعة الآن 01:47 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

حرب غزة: هل تنجح التحركات العربية والدولية في الوصول إلى "هدنة دائمة" في القطاع؟

news-details

مع تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس ليوم إضافي، يجري وسطاء أمريكيون وعرب مباحثات لاستمرار الإفراج عن المعتقلين والرهائن بين الطرفين ما قد يسمح بتوسيع المفاوضات والوصول إلى "هدنة دائمة".

فقد وصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز إلى قطر الثلاثاء؛ لعقد اجتماعات سرية مع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بهدف التوسط في "صفقة شاملة" بين إسرائيل وحماس.

ويدفع بيرنز من أجل أن توسع حماس وإسرائيل مفاوضات الرهائن الجارية، التي اقتصرت حتى الآن على النساء والأطفال، لتشمل أيضًا إطلاق سراح الرجال والأفراد العسكريين.

هدنة جديدة

يقول المحلل السياسي علي الهيل، لـ "بي بي سي نيوز عربي"، إن قطر تدير ملف الهدنة بسبب علاقاتها "الممتازة" مع الولايات المتحدة وحركة حماس، كما أنها "تقدر حجم المعاناة والكوارث التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة من كل مكان".

وأضاف الهيل أنه "وعن طريق قطر فرضت حماس شروطها على إسرائيل، وهي التي اقترحت الـ4 أيام الأولى من الهدنة، ومن ثم تمديدها في محاولة الوصول إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار".

ويرى الهيل أن "الاجتماع الاستخباراتي الذي جرى في قطر الثلاثاء؛ جاء بعد الفشل الاستخباراتي لإسرائيل وحلفائها في 7 أكتوبر/تشرين الأول".

سيناريوهات متوقعة

وفي ظل الجهود القائمة تظهر سيناريوهات مختلفة، كما يقول الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي، لـ "بي بي سي نيوز عربي"، مشيراً إلى محاولات لاستمرار الهدنة والوصول إلى وقف إطلاق النار من جانب الوسطاء، أو في المقابل قد يكون هناك "ضغط من نتنياهو وغالانت للعودة إلى المعارك العسكرية وعدم الرضوخ للهدنة".

"حجر العثرة في هذه المفاوضات أنها ستتجه إلى الرهائن من الضباط والجنود الإسرائيليين ما يجعل الأمور أكثر تعقيداً، لأن مطالب حماس ستكون كبيرة جداً تجاه إطلاق سراح العسكريين، والموقف الإسرائيلي لن يكون سهلاً حيال هذه المطالب ومن الصعب تقديم تنازلات "، كما يقول عنبتاوي.

"كلما طال أمد الهدن، ستتزايد الضغوط السياسية على إسرائيل والولايات المتحدة لتجنب تجدد العمل العسكري، والوساطة القطرية تعمل بشكل متواصل لتجنب عودة الحرب"، بحسب عنبتاوي.

موقف أميركي "متغير"

ويرى رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، بول سالم، في تصريح لبي بي سي نيوز عربي، أن "الملفت مؤخراً أن إدارة بايدن بدأت تطرح خيار وقف إطلاق النار، وهو ما لم يكن موجوداً قبل أسابيع، لأن موقف بايدن الداعم بشكل كامل لإسرائيل في بداية الحرب قابلته ردود فعل قوية في الولايات المتحدة مما أثر على موقفه الانتخابي".

وأشار سالم إلى أنه وعند تمديد الهدنة أو جعلها دائمة، فإن "نتنياهو قد يواجه خطر الدخول إلى السجن عند مغادرة الحكومة، مما يجعله يصر على مصالحه السياسية المتمثلة في تدمير حماس لتحقيق النصر الذي يريده، مما قد يؤدي إلى تناقض في المصالح بين بايدن ونتنياهو"على حد تعبيره.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم سيواصلون العمل على تمديد الصفقة بين الجانبين حتى استكمال إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة، والإفراج الفوري عن باقي الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى حماس، بعد الإفراج عن رهينتين أمريكيتين في وقت سابق.

ويلفت عنبتاوي إلى أن "التهدئة كانت مرفوضة من قبل القادة الإسرائيليين وقبلوا بها على مضض بسبب الضغوطات في الداخل والخارج، ويعلمون أن التهدئة ستؤدي إلى أخرى وصولاً إلى وقف لإطلاق النار وهدنة شاملة، وهو ما يعتبر بمثابة انتصار لحماس" على حد تعبيره.

العودة إلى الحرب

يرى بول سالم أنه "يجب تقييم وضع الهدنة كل يوم بيومه فقط، وليس لفترة طويلة خلال الأيام المقبلة في ظل موقف إسرائيل الواضح بالعودة للمعركة ولو بعد فترة".

وتسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق وقف إطلاق نار لفترات أطول مع الأخذ في الاعتبار المطالب الإسرائيلية بأن تقوم حماس بإطلاق سراح 10 أشخاص مقابل كل يوم يتم فيه وقف الحرب.

"الولايات المتحدة تحاول ترميم صورتها أمام العالم والخروج من هذا الموقف وتحسين الموقف الانتخابي لبايدن، لذلك تعمل واشنطن على حث قطر للعمل على استمرار مساعي الهدنة"، وفق عنبتاوي.

شارك الخبر: