خشية وتوجسات تعتري مرتادي منصة إكس (تويتر) من استجابة مالك المنصة إيلون ماسك للضغوط التي تمارس عليه منذ فترة، وتحديدا منذ العدوان الإسرائيلي على غزة، للقيام بفرض رقابة وتقييد حسابات المشتركين، على غرار منصات تواصل اجتماعي أخرى كفيسبوك وإنستغرام.
مؤخرا، حظي ماسك بشعبية هائلة لكونه لم يمارس سلطة رقابية لتقييد الحسابات والنظر في ما إذا كان هذا المنشور يصلح أم لا، بحيث أبقى على مساحة كافية يستطيع المشترك من خلالها التعبير عن رأيه ونشره دون قيود. وقف ماسك متماسكا أمام الإغراءات والضغوطات، وفضل الإبقاء على سمعة جيدة لمنصته خلافا للمنصات الأخرى.
تعرض لانتقادات واسعة لقراره إضعاف الإشراف على المحتوى على شبكة التواصل الاجتماعي X المملوكة له، حيث ارتفع عدد المنشورات المدافعة عن المدنيين في غزة وعن الحقوق الفلسطينية. فمنذ بداية عدوانها على غزة، تطالب إسرائيل منصة X بتقييد المحتوى الذي يظهر جرائمها في غزة على المنصة.
لكن الضغوطات تحولت كما يبدو إلى تهديد، ثم في النهاية إلى تركيع من قبل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، بعد أن تم وصمه بمعادة السامية وانسحاب الشركات الكبرى من الإعلان عن منصته. فالرجل الكندي الحاصل على الجنسية الأمريكية والمولود في جنوب أفريقيا ليس له أن يصمد أمام تهمة كتلك، كسلاح أخير يشهره اللوبي اليهودي المهيمن في الغرب في وجه كل من سيغرد خارج السرب. وسرعان ما استقل طائرته إلى إسرائيل هابطا في مطار بن غوريون ليتم ترتيب لقاء له مع رئيس إسرائيل ثم رئيس الوزراء.
أثارت زيارة ماسك الكثير من التساؤلات خصوصا وقد ظهر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في زيارة إلى مستوطنة كفار عزة، تجول خلالها مستمعا إلى الرواية المعدة سلفا، وهو يرتدي سترة واقية في أجواء ممطرة، والتقط صورا على هاتفه.
وعلى الرغم من أن زيارته للمستوطنة كانت على بعد خطى من قطاع غزة وكان باستطاعته أن يستغل الهدنة الساري مفعولها فيقوم بزيارة إلى غزة. لكن يبدو أن هذه الأخيرة لم تكن في وارد تفكير ماسك، طالما وأنه يريد فقط أن يدفع عن نفسه تهمة معاداة السامية.
وها هو قد قام بزيارة إسرائيل لأغراض دعائية وحتى يمسح عن نفسه التهمة الجاهزة بمعاداة السامية، فماذا بعد؟!
بحسب المراقبين والمهتمين بزيارة ماسك، فإن محادثاته مع نتنياهو التي تم نشرها كانت خطيرة وتوحي بأنه قد يغير سياسة منصة X تجاه المحتوى الفلسطيني. فقد وافق الملياردير الأمريكي على عدم إتاحة خدمات شبكة “ستارلينك” للهواتف المحمولة الخاصة به في قطاع غزة، إلا في حال حصلت الشبكة على إذن من السلطات الإسرائيلية، بحسب ما ذكره وزير الاتصالات شلومو كارهي.
وأن يوافق ماسك على عدم تفعيل خدمات الإنترنت الفضائي (ستارلينك) التابعة له في غزة إلا بموافقة تل أبيب، معناه أن الرجل
انكسر أمام إسرائيل، خلافا لموقف سابق له في سبتمبر أمام واشنطن عندما رفض طلبا لأوكرانيا بتفعيل "ستارلينك" لشن هجمات أوكرانية على القرم، وقال حينها إن شبكته "لا يمكن استخدامها لشن هجمات أوكرانية على القرم، لأنه ينتهك اتفاقية الاستخدام مع الشركة"، حيث أن "ستارلينك"، وفقا لماسك، هي منظومة مدنية، ولا يمكن استخدامها في العمليات العسكرية الهجومية.
ويرى المراقبون أن ماسك قد ذهب إلى إسرائيل "صاغرا"، بسبب ما أسموه "تذكيرا بأن ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة تتطلب اللعب وفقا لقواعد معينة، إذا لم يتم اتباعها، فقد تسوء العاقبة"، وهو ما كسر إرادة رجل الأعمال الأمريكي ودفعه إلى مهادنة تل أبيب، على الرغم من قدرته في وقت سابق على مواجهة البيت الأبيض.
ويبقى التساؤل: هل ستلحق منصة X بركب منصة فيسبوك وانستجرام بعد زيارة ماسك لإسرائيل وانكساره أمامها أم لا؟!