• الساعة الآن 11:45 AM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ضجة القدور الفارغة

news-details

ثمة شيء في غير موضعه الصحيح في التعاطي السياسي عند أنصار الله والإخوان. فالأمر بالنسبة للطرفين أشبه بسياسة مطبخ تتقاسمه ضرتان وتملأ خواءه ضجة القدور الفارغة.
يتساءل كثيرون ماذا لو أن ناطق كتائب القسام نسي أن يوجه كلمة شكر لليمنيين على موقفهم المناصر للقضية الفلسطينية. يتخيلون عندها مدى الانزعاج الذي سيغدو باديا على أنصار الله، حيث سيجزم الأنصار حينها بأن نكران الجميل هو ديدن حماس، ولا غرابة في ذلك، فهي إخوانية تهفو دائما إلى حساباتها الضيقة، وأنها قد طعنت سوريا من قبل، وبالتالي لولا الواجب الديني والأخلاقي الذي يحتم عليهم نصرة الفلسطينيين لتركوها تواجه مصيرها بلا أسف قائلين: خلي تركيا تنفعك. 
لكن الله سلم كما يبدو فألهم أبا عبيدة إلى تخصيص فقرة في بيانه لشكر "يمن العروبة والإسلام".
في المقابل، يتخيلون مدى الشماتة التي ستكون قد تجلت عند الطرف الآخر (الإخوان) من عدم اكتراث حماس لكل ما "تقنفز" به أنصار الله من إطلاق صواريخ واحتجاز سفينة. بل وسيعتبرون ذلك تجليا لمسألة أن حماس لا تعترف بمحور مقاومة "شيعي"، وأن المقاومة دائما "سنية"، بل إخوانية. لكن لم يسلم الله كما يبدو أيضا فيجعل أبا عبيدة يخذل الشيعة ويكبتهم، وبذلك سقطت رواية الإصلاح التي كان قد جهزها للحدث. 
في مقابل الفعل وردة الفعل تتجلى سياسة الطرفين، فطالما أن خطاب أبي عبيدة أثلج قلوب أنصار الله فقد سارعوا للدعوة إلى تظاهرات جمعة عارمة في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتهم نصرة لفلسطين والمقاومة. وطالما أنه أغاظ قلوب الإصلاح فقد سارع إلى التبرؤ من حماس برمتها، ومن أي علاقة تجمعه بها من قريب أو بعيد، ولدرجة أن موقعا للحزب على الإنترنت سيفاجئ الجميع بتصريح على لسان القيادي في صنعاء فتحي العزب يؤكد فيه أن الزيارة التي قام بها إلى مكتب حماس مع وفد من أنصار الله، يوم الأربعاء المنصرم، لا تمثل الحزب على الإطلاق وإنما هي زيارة تمثل شخصه فقط.

شارك الخبر: