خاص - النقار
يحضر أنصار الله عرسا سياسيا. يقدم القيادي علي القحوم التهاني والتبريكات للعريسين كنوع من الوفاق السياسي بين جماعتين دينيتين تتباعدان في المصالح وتلتقيان في المناسبات. يعانقهما بحرارة قائلا: الوالد يبلغكما تحاياه وتبريكاته، ويعتذر عن عدم الحضور لمشاغل خارجة عن إرادته. يستدير لالتقاط صورة مع العريسين وسط دهشتهما: من تراه يقصد بـ"الوالد"؟!
في دعوة الزفاف مكتوب: يتشرف أبناء الأستاذ محمد قحطان (فك الله أسره)... قد تبدو العبارة المقوسة شادة للأنظار كثيرا وتحيل مباشرة إلى عبارة (عجل الله فرجه) التي يستخدمها الشيعة الاثناعشرية في ما يتعلق بالمهدي المنتظر.
لكن أنصار الله ليسوا في وارد الالتفات لمثل هكذا عبارات، فلا (عجل الله فرجه) ولا (فك الله أسره) يمكن أن تستوقفهم. بالتالي سيحضرون العرس وينقلون للعريسين تبريكات والدهما المعتقل لديهم واعتذاره عن عدم قدرته على الحضور ومشاركة ابنيه الفرحة نظرا لظروف قاهرة حالت دون حضوره.
يدرك أولاد قحطان أن العبارة المكتوبة على الدعوة لا جدوى منها عند هؤلاء، حيث إدأنهم ربما اعتبروها مجرد زائدة لغوية، وحضروا بلسان حال مفاده: مثلما ليس هناك مهدي منتظر بالنسبة لنا فليس هناك بطبيعة الحال قحطان منتظر أيضا.
التقط القحوم الصورة وغادر صالة العرس على عجل ليشاركها على منصة إكس كتغريدة لسياسة التوافق التي تم تكليفه بانتهاجها مؤخرا: "جانب من مشاركتنا اليوم في عرس حذيفة محمد قحطان وشهاب محمد قحطان وألف ألف مبروك ودام الله السرور والأفراح".
يرد عليه حسين حازب وزير التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال: "كفو يا أستاذ علي، ألف مبروك لحذيفة ومحمد ودام الله سرورهم وندعو الله أن يجمعهم بوالدهم ويفرج عنه عاجلا غير آجل".
مغرد يرد على حازب بالقول: "تدعو الله كأنه مسجون بالمريخ! إنها صفاقة ما بعدها صفاقة!".
يتحول الأمر إلى استهجان بالغ في الردود يصل حد السباب، فلا يعرف القحوم كيف يتصرف سوى أن يشارك صورا أخرى لـ"جانب من زيارتنا نحن وقيادات الإصلاح الوطنية لمكتب حماس في صنعاء ...".
ولعل عبارة "قيادات الإصلاح الوطنية" جواب من القحوم على أولئك الذين يطالبون بالإفراج عن قحطان، يحمل معنيين: الأول أن قحطان ليس وطنيا، والثاني أن فتحي العزب ومكرم الحلالي وعلي جباري وعبدالله الفرزعي الذين ظهروا في الصور، هم قيادة إخوان صنعاء في المرحلة الحالية.