افتتحت مراكز الاقتراع في تركيا لإجراء عمليات التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي يخوضها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو.
واختتم المرشح الرئاسي عن "تحالف الشعب" الحاكم، الرئيس رجب طيب أردوغان، والمرشح الرئاسي لـ"تحالف الأمة" المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو مساء السبت الحملات الانتخابية، وبدأ الصمت الانتخابي الذي يستمر حتى مساء اليوم الأحد.
وقد تم تجهيز أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع، في 973 منطقة و1094 مجلسا انتخابيا في جميع أنحاء البلاد.
ويحق التصويت داخل البلاد، لنحو 61 مليون ناخب، وفي خارج البلاد حوالي 3 ملايين و500 ألف ناخب.
وفيما يلي دليل لجولة الإعادة الحاسمة حول المرشحين والقضايا الرئيسية وتفاصيل حول الجولة الأولى التي جرت في 14 مايو:
انتخابات الرئاسة
ينتخب الأتراك رئيسا يتولى المنصب لولاية مدتها خمس سنوات.
وفي جولة الانتخابات الأولى يوم 14 مايو، حصل أردوغان على 49.5 بالمئة من الأصوات، وهي تقل قليلا عن الأغلبية اللازمة لتجنب جولة إعادة لانتخابات يُنظر لها باعتبارها استفتاء على حكمه.
وحصل كليتشدار أوغلو، وهو مرشح تحالف للمعارضة يضم ستة أحزاب، على تأييد 44.9 بالمئة من الناخبين.
وحل المرشح القومي، سنان أوغان، ثالثا بحصوله على نسبة 5.2 بالمئة من الأصوات ليتم استبعاده.
وأربكت تلك النتائج توقعات منظمي استطلاعات الرأي الذين وضعوا كليتشدار أوغلو في المقدمة.
وأيد استفتاء أُجري عام 2017، بفارق ضئيل، تحرك إردوغان لتوسيع سلطات الرئاسة وجعل رئيس الدولة رئيسا للحكومة وألغى منصب رئيس الوزراء.
وبصفته رئيسا للبلاد، يحدد إردوغان السياسات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والشؤون الداخلية والدولية.
إردوغان في مواجهة كليتشدار أوغلو
يأمل إردوغان، بعد أكثر من 20 عاما من وصوله وحزب العدالة والتنمية للسلطة، في تمديد فترة حكمه كأطول الحكام بقاء في السلطة في تركيا الحديثة.
وخالف أداؤه القوي في 14 مايو، عندما تمكن من حشد الناخبين المحافظين، توقعات بأفول نجمه السياسي.
ومن شأن فوزه أن يرسخ حكم زعيم غير وجه تركيا وأعاد تشكيل الدولة العلمانية التي تأسست قبل 100 عام لتناسب رؤيته المحافظة ويعزز قبضته على السلطة فيما يعتبره معارضوه توجها نحو السلطوية.
والأسبوع الماضي، حصل إردوغان على دعم المرشح القومي المتشدد، سنان أوغان، مما عزز موقفه وزاد من التحديات التي يواجهها كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة.
وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت أيضا في 14 مايو، تراجع تأييد حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان سبع نقاط من 42.6 بالمئة فاز بها في انتخابات 2018.
لكن مع تمتع تحالفه بأغلبية برلمانية، دعا إردوغان الناخبين إلى دعمه من أجل ضمان الاستقرار السياسي.
على جانب آخر، فإن كمال كليتشدار أوغلو، هو مرشح المعارضة الرئيسي ورئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه، مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة.
وطرح على الناخبين برنامجا شاملا وتعهد بتحسين النظام الديمقراطي، بما في ذلك العودة إلى النظام البرلماني لإدارة البلاد واستقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن إردوغان استغله لقمع المعارضة.
لكنه بدأ منذ 14 مايو، في تشديد لهجة خطاباته في محاولة لاستمالة الناخبين القوميين من أجل هزيمة إردوغان، متعهدا بإعادة ملايين اللاجئين إلى بلادهم.
وأكدت الأحزاب الموالية للأكراد في تركيا، الخميس، استمرار دعم كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة دون ذكر اسمه، وذلك بعد يوم من إبداء غضبها من اتفاق توصل له مع حزب الظفر اليميني المتطرف المناهض للمهاجرين.
والأربعاء، أعلن أوميت أوزداغ، زعيم حزب الظفر، تأييده لكليتشدار أوغلو، مما قد يمنحه دفعة في مواجهة تأثير دعم أوغان لإردوغان.
وحصل حزب الظفر على تأييد 2.2 بالمئة من الناخبين في الانتخابات البرلمانية.
ما هي القضايا التي ستحسمها الانتخابات؟
تحدد الانتخابات ليس فقط من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي يبلغ عدد سكانها نحو 85 مليون نسمة، بل أسلوب حكمها وإلى أين يتجه اقتصادها وسط أزمة غلاء المعيشة المتفاقمة كما ستحدد مسار سياساتها الخارجية.
ويقول منتقدو إردوغان إن حكومته عملت على تكميم أفواه المعارضة وقوضت الحقوق وأخضعت النظام القضائي لنفوذها، وهو ما نفاه مسؤولون.
الاقتصاد التركي أيضا في بؤرة التركيز، ويقول خبراء اقتصاديون إن سياسة إردوغان غير التقليدية المتمثلة في خفض أسعار الفائدة على الرغم من قفزة الأسعار هي التي أدت إلى زيادة التضخم إلى 85 بالمئة العام الماضي وإلى هبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدى العقد المنصرم.
وتعهد كليتشدار أوغلو بالعودة إلى تنفيذ سياسات اقتصادية تقليدية واستعادة استقلال البنك المركزي التركي.
وفيما يتعلق بالشؤون الخارجية، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها في ظل حكم إردوغان، وأقامت علاقات أوثق مع روسيا، بينما شهدت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توترا على نحو متزايد.
كما توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية وأعلن إردوغان في 17 مايو، تمديد الاتفاق لمدة شهرين.
حقائق عن التصويت
يحق لأكثر من 64 مليون تركي التصويت فيما يقرب من 192 ألف مركز اقتراع.
ويشمل العدد أكثر من ستة ملايين مارسوا هذا الحق للمرة الأولى يوم 14 مايو.
وهناك 3.4 مليون ناخب في الخارج صوتوا في الفترة من 20 إلى 24 مايو.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت غرينتش) وتغلق في الخامسة مساء (1400 بتوقيت غرينتش).
وتسجل تركيا نسبة مشاركة مرتفعة في الانتخابات بشكل عام.
وفي 14 مايو، وصلت نسبة الإقبال الإجمالية إلى 87.04 بالمئة إذ بلغت 88.9 بالمئة داخل تركيا و49.4 بالمئة في الخارج.
كيف يتم إعلان النتائج؟
بموجب قواعد الانتخابات، تُحظر الأخبار والتكهنات والتعليقات حول التصويت حتى الساعة السادسة مساء (1500 بتوقيت غرينتش)، ولدى وسائل الإعلام الحرية في نشر نتائج الانتخابات من التاسعة مساء (1800 بتوقيت غرينتش) فقط.
ومع ذلك، قد يسمح المجلس الأعلى للانتخابات لوسائل الإعلام بتقديم تقارير عن النتائج في وقت مبكر عن هذا وعادة ما يفعل ذلك.
ومن المرجح أن تصدر النتائج، مساء الأحد، في وقت مبكر مقارنة بتوقيت إعلانها بعد التصويت في الجولة الأولى نظرا لأن بطاقات الاقتراع أبسط ولا تضم سوى أردوغان و كليتشدار أوغلو.