وجدت مراجعة شاملة أن استبدال الأطعمة الحيوانية، مثل اللحوم الحمراء والمصنّعة أو البيض، بخيارات نباتية، مثل المكسّرات أو البقوليات، قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
وحللت المراجعة، التي نُشرت في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، بالدورية الطبية BMC Medicine، نتائج 37 دراسة سابقة، ونتائجها "تؤكد على المزايا الصحية المحتملة لدمج المزيد من الأطعمة النباتية في النظام الغذائي"، حسبما ذكرته سابرينا شليزنجر، رئيسة مجموعة أبحاث المراجعات المنهجية بالمركز الألماني للسكري في مدينة دوسلدورف الألمانية.
وتعاونت شليزنجر، المؤلفة الرئيسية للورقة البحثية، مع باحثين من العديد من المؤسسات الألمانية في هذه الورقة. ويقول الباحثون إنها تُعد أول مراجعة منهجية تركّز على مجموعة واسعة من النتائج الصحية المرتبطة باستبدال الأغذية الحيوانية بالأغذية النباتية.
من جانبه، قال اختصاصي التغذية المسجّل دوان ميلور، لـ CNN، إن هذه المراجعة "تتناسب مع نمط مجموعة أكبر من المعلومات التي تشكل إرشاداتنا الغذائية".
وأضاف ميلور الذي لم يشارك في هذا البحث، أن ذلك يضيف إلى "الصورة التي نشعر بالارتياح تجاهها بالفعل".
وقد أشارت الدراسات السابقة بالفعل إلى بعض الفوائد الصحية الناجمة عن اتباع الأنظمة الغذائية النباتية.
ووجدت دراسة أجريت في مايو/ أيار الماضي أن إجمالي مستوى الكوليسترول انخفض بنسبة 7% لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا مقارنة بأولئك الذين يتناولون اللحوم والنباتات، في حين أشارت دراسة أجريت في أغسطس/ آب عام 2019 إلى أن تناول المزيد من النباتات وتقليل اللحوم يرتبط بحياة أطول وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولاحظت هذه المراجعة الأخيرة انخفاضًا بنسبة 27% في إجمالي حالات الإصابة بأمراض القلب عندما تم استبدال 50 غرامًا من اللحوم المصنّعة يوميًا بما يتراوح بين 28 غرامًا و50 غرامًا من المكسّرات يوميًا، وكذلك انخفاضا بنسبة 23% عند استبدال اللحوم بالكمية ذاتها من البقوليات.
وارتبط أيضًا انخفاض بنسبة 22% في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني باستبدال 50 غرامًا من اللحوم المصنعة يوميًا بما يتراوح بين 10 و28 غرامًا من المكسّرات يوميًا.
كما وجدت المراجعة أن استبدال الزبدة بزيت الزيتون، والبيض بالمكسرات، يشير أيضًا إلى انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، رغم أن استبدال منتجات الألبان الأخرى أو الأسماك أو المأكولات البحرية أو الدواجن لم يكن له ارتباط واضح بانخفاض معدل الإصابة بأمراض القلب.
وأوضحت شليزنجر أن النتائج التي توصل إليها البحث الجديد "لا تعتمد على نتائج دراسة واحدة بل تلخّص بشكل منهجي جميع الأدلة المتاحة حول هذا الموضوع".
ورغم أن هذا النهج لم يسفر عن نتائج "جديدة تمامًا"، إلا أن شليزنجر لاحظت "توافق" نتائج الدراسات السابقة، ما يشير إلى "مستوى قوي من الثقة في تقدير التأثير".
ويجدر الذكر أن المراجعة تراقب فقط الارتباط ولا تظهر علاقة سببية ولا تتحقق مما إذا كان هناك علاقة سببية، بل تقدم بعض الأسباب المحتملة لهذه الاتجاهات في البيانات.
واللحوم المصنّعة، التي تُعرّفها منظمة الصحة العالمية على أنّها خضعت للتمليح، أو المعالجة، أو التخمير، أو التدخين، أو غيرها من العمليات لصنع منتجات مثل النقانق، أو لحم الخنزير، أو اللحوم المعلّبة، تحتوي على أحماض دهنية مشبّعة، التي من المحتمل أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
وفي الوقت ذاته، تحتوي المكسّرات، والبقوليات، والحبوب الكاملة على مركبات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات والتي يبدو أنها تقلل الالتهاب.
وتفترض الدراسة أيضًا تفسيرًا بديلاً للفوائد الصحية الواضحة، ومفاده أن الأشخاص الذين يفضلون تناول الأطعمة النباتية من المرجح أن يتبعوا أسلوب حياة أكثر صحة بشكل عام، ورغم تعديل الدراسات لتأخذ في الاعتبار ممارسة المشاركين للتمارين الرياضية، والتدخين، واستهلاك المشروبات الكحولية، وعادات الأكل، إلا أنه لا يمكن استبعاد هذا التأثير.
ولا يؤدي مجرد استبدال المنتجات الحيوانية بالمنتجات النباتية تلقائيًا إلى اتباع نظام غذائي صحي، إذ تعتمد النتيجة على المنتجات التي يتم استبدالها.
وقال ميلور: "نحن بحاجة إلى توخي الحذر بشأن كلمات مثل مشتق من النباتات، التي يمكن أن يستخدمها مصنّعو المواد الغذائية. ففي نهاية المطاف، كيس السكر يعتبر نباتيا، وهذا ليس ما تعنيه الدراسة".
وتوصي وزارة الزراعة الأمريكية بجعل نصف طبقك من الفاكهة والخضار، وتنويع مصادر الخضار والبروتين، وجعل نصف الحبوب من الحبوب الكاملة. وتنصح الوكالة الفيدرالية أيضًا باختيار الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة أقل من السكر المضاف، والدهون المشبّعة، والصوديوم.