تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم الـ41، حيث اقتحمت قوات الاحتلال للمرة الثانية مجمع الشفاء الطبي، ولكن هذه المرة من جهة الجنوب، وذلك بعد يوم من اقتحامه ومحاصرته بالدبابات.
وبينما أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة منذ بداية الحرب إلى 11 ألفاً و500، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، وإصابة 29 ألفاً و800، قالت وزارة الصحة أمس، إنها تواجه لليوم الرابع على التوالي تحديات في تحديث أعداد الضحايا بسبب انهيار الخدمات والاتصالات في مستشفيات الشمال. وأفاد شهود أن الجيش الإسرائيلي عاود أمس دخول مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.
وأفادت إذاعة «صوت فلسطين»، بأن جرافات إسرائيلية دمرت الجزء الجنوبي من مجمع الشفاء.
وذكرت أن الجرافات الإسرائيلية تتقدم «لتجريف الأقسام الأخرى» في المجمع الطبي.وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وفاة 40 مريضاً بمستشفى الشفاء، بينهم 3 أطفال خدج، منذ 11 نوفمبر نتيجة نقص الوقود وحصار القوات الإسرائيلية.
وأفاد شهود بأن الاشتباكات حول المجمع لم تتوقف منذ الصباح، وأن المنطقة المحيطة بالمجمع أشبه بمنطقة عسكرية، ولا أحد يستطيع الوصول إليها. وأكد الدكتور محمد زقوت، مدير عام المستشفيات في قطاع غزة، فقدان الاتصال تماماً مع الطاقم الطبي في مجمع الشفاء الطبي منذ منتصف الليلة قبل الماضية، مؤكداً أن مصير المرضى والطواقم الطبية مجهول.
ومضى قائلاً «في داخل المستشفى 650 مريضاً منهم 36 طفلاً في الحضّانة، ومنهم مرضى غسيل كلى وجرحى، ومنهم 22 حالة بالعناية المركزة، ومصيرهم مجهول». من جانبه، قال مصدر طبي من مجمع الشفاء إن الآليات العسكرية الإسرائيلية تفرض حصاراً شاملاً على المستشفى من جميع الجهات، وتستهدف كل من يتحرك داخل المستشفى أو خارجه.
ونشر الجيش الإسرائيلي أسلحة وقنابل يدوية ومعدّات أخرى قال إنّه عثر عليها في المجمّع الطبّي. ولم تتمكّن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق بشكل مستقلّ من هذه الصور.
في المقابل، أكّدت وزارة الصحة أنّ الجيش «لم يعثر على أيّ عتاد أو سلاح» في مستشفى الشفاء، موضحة أنّها «لا تسمح بالأساس» بأسلحة في المستشفيات التابعة لها.
إلى ذلك، قتل 12 فلسطينياً على الأقل وجرح آخرون أمس بقصف إسرائيلي استهدف محطة وقود تؤوي نازحين في منطقة المغازي، وسط قطاع غزة التي يزعم الجيش الإسرائيلي أنها من المناطق الآمنة لوقوعها جنوب وادي غزة.
في السياق، قالت وزارة الداخلية في غزة في بيان، إن «طائرات إسرائيل المروحية تُطلق النار تجاه منازل المواطنين شرق خان يونس جنوبيّ قطاع غزة».
وأكدت الوزارة أن شرق خان يونس هي أيضاً من المناطق التي طلبت إسرائيل من سكان مدينة غزة وشمال القطاع التوجه إليها لاعتبارها من المناطق «الآمنة». لكن الجيش الإسرائيلي وجه تحذيرات إلى سكان المناطق الشرقية من خان يونس لإخلاء منازلهم.