مجموعة حسابات لإعلاميي وناشطي أنصار الله على منصة إكس بمجرد أن يقوم المرء بمتابعتها حتى تظهر له شخصيات من الطراز الثقيل عالميا وإقليميا، رؤساء، قادة، مشاهير ... الخ.
خامنئي، أبو عبيدة، يحيى السنوار، إسماعيل هنية... الخ، فضلا عن عشرات الصفحات التي تحمل أسماء جماعات أو تشكيلات مسلحة هنا وهناك. حتى رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون يراه المرء وقد ترك كل انشغالات دولته مع جارتها اللدود ومن ورائها الولايات المتحدة وراح يتفرغ للتغريد هو وأخته، وباللغة العربية. بل وربما تعثر له عن تغريدة يشيد فيها بمواقف اليمنيين بقيادة السيد عبد الملك الحوثي المناصرة للفلسطينيين.
قد يحدث لخامنئي أن يقول ما يقوله هنية، فيكتبان معا بيان إدانة للخطوة التي أقدمت عليها منصة إكس بحظر صفحة وكالة سبأ للأنباء بقيادة الإعلامي المجاهد نصر الدين عامر، ويعتبران ذلك إرهابا غربيا يريد إسكات صوت المقاومة في اليمن.
وقد يحدث لأبو عبيدة أن يكتب سلسلة تغريدات عن نوعية وعدد الصواريخ التي انطلقت من اليمن واستقرت في إيلات، دون أن ينسى التذكير بأن اسمها العربي أم الرشراش وأن يحيي بطبيعة الحال القوات المسلحة اليمنية ويستثني اليمنيين من خانة "لا سمح الله".
كما قد يحدث ليحيى السنوار أن يخاطر بحياته وينسى تهديدات العدو الصهيوني ليل نهار بقتله أو أسره فيخرج إلى العلن ليشارك تغريدة لضيف الله الشامي أو حميد رزق أو عبد السلام جحاف أو مازن هبة، يدينون فيها إقدام العدو الصهيوني على حظر قناة الميادين اللبنانية.
أما حسابات من مثل "ألوية الوعد الصادق" و"غزة الآن" و"فدائيو غزة" و"أحداث غزة" و"الأحداث الإيرانية" و"أخبار حركة حماس" وغيرها الكثير والكثير، فحدث ولا حرج. إنها من التكاثر بحيث لا يعود المرء معها قادرا على ضبطها ضمن خوارزمية أو ذهن رياضي. والمشكلة أنها نفس اللغة ونفس التعابير يجدها المرء في كل تلك الحسابات، بل وحتى نفس الأخطاء الإملائية والنحوية تجدها على حالها هنا وهناك.
هذا الخيال القادر على إنتاج نفسه بتشظيات وانشطارات متماهية ولا متناهية، ويعيد تفريخها حسابات وحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، هو لا شك خيال مثخن بالخواء، تماما كمن يضع نفسه أمام فضاء من المرايا ويحاول إقناعك أنه ليس أحدا من تلك الوجوه.