فرضت سلطة صنعاء جرعة مفاجئة في المشتقات النفطية بزيادة جديدة قدرها 500 ريال على سعر جالون البنزين والديزل سعة عشرين لترا، في خطوة وصفها مراقبون بغير المبررة.
وقالت شركة النفط التابعة لسلطة صنعاء إنها قررت رفع أسعار الوقود ابتداء من اليوم السبت بمقدار 25 ريالا للتر الواحد و500 ريال للجالون سعة عشرين لترا، ما يرفع سعره من 9 آلاف إلى 9500 ريال.
وأضافت الشركة أن سعر الوقود خاضع لتكاليف النقل والشراء والاستيراد.
وتأتي الجرعة في ظل اتهامات لسلطة صنعاء بالإمعان في نهش لحم المواطن الذي يعاني فاقة غير مسبوقة بفعل انقطاع المرتبات وإكثار الجبايات، فضلا عن احتكار قيادات تلك السلطة في جماعة أنصار الله للقطاع التجاري والاستثماري، ومن بينها تجارة الوقود وفتح أسواق سوداء في شتى المحافظات والمناطق تحت سيطرتها.
إلى ذلك، توالت ردود فعل غاضبة من قبل سياسيين وناشطين أدانوا الجرعة الجديدة التي أقرتها سلطة أنصار الله، وعبروا في تغريداتهم على منصة "إكس" التي رصدتها شبكة النقار، عن رفضهم المطلق لما تقوم به سلطة صنعاء من استغلال للأوضاع في غزة لتكريس المزيد من جباياتها الوقحة وأنه قرار إسرائيلي بامتياز ردا على ما تم توجيهه نحو إسرائيل من ضربات صاروخية.
واعتبر النائب في برلمان صنعاء عبده بشر أن ما أقدمت عليه السلطة في صنعاء هو كارثة جديدة يتجرعها المواطن البسيط، مؤكدا: "وطني يعبث به الأوغاد".
وقال بشر في تغريدته": "قلناها سابقا: من يصلحون للهدم لا يصلحون للبناء، ومن لا يهتمون بما وصل إليه الشعب من معاناة لا يمثلونه. المهم جباية"، مشيرا إلى أن هؤلاء "لا يكترثون للوضع المزري الذي أوصلوا الناس إليه بحماقاتهم".
بدوره، أكد النيابي أحمد سيف حاشد أن "استغلال الانشغال أفضل طريقة لتمرير الجشع والأجندات".
وقال حاشد في تغريدته إن "حماس فاجأت الكيان بعملية طوفان الأقصى، وشركة النفط فاجأت شعبنا بزيادة خمسمائة ريال في دبة البنزين والديزل!".
مراسل قناة "المنار" اللبنانية في صنعاء خليل العمري، دعا القوات المسلحة إلى التعاطي مع أي جهة تثير البلبلة باعتباره إسرائيليا، في إشارة إلى شركة النقط.
وقال العمري في تغريدته: "حين قلنا في منشور سابق إن من سيحاول استغلال الوضع من أجل العبث أو سيتسبب في بلبلة، يحق للقوات المسلحة اليمنية التعاطي معه كإسرائيلي، لم نكن نقصد ذيول الخارج فقط، بل ذيول الفساد ومدمني الخلس أيضا، الذين يبدو أنهم سيكونون السبب الأول في كل بلبلة.
وأضاف مخاطبا سلطة صنعاء: "بعد احتساب نثراتكم يجب نثر بطونكم".
الناشط في جماعة أنصار الله مجدي عقبة أكد من جهته أن ما أقدمت عليه شركة النفط يجعلها شركة إسرائيلية لا يمنية، بحيث لم يكن ينقصها إلا أن تصدر بيانها باللغة العبرية، حسب قوله.
وقال عقبة: "من يتخذ مثل هذه القرارات التافهة التي تخلو من الحسابات والأبعاد الوطنية لاسيما في مثل هذا التوقيت الحساس ونحن نشاهد التفافا شعبيا غير مسبوق حول القيادة، هو بلا شك يكره فلسطين واليمن ويكره أي موقف شريف".
وأورد الناشط طه حسن صورة لبيان شركة النفط معلقا عليه بالقول: "التغيير الجذري بدأ أو كيف الخبر يا أصحابنا؟"
ورأى الناشط فؤاد زيد الكبسي أنه "كلما تبدأ الأمور تهدأ ومشغولة بأحداث غزة، متحملين الجوع والفقر وبورة الأسواق وعدم مسألتكم عن المفاوضات والرواتب وتحسين الأوضاع وموضوع التغيير الجذري ومن هي الحكومة الجديدة و و و، في الأخير تكحلوها بإعلان شركة النفط زيادة سعر النفط 9500 ريال"، مضيفا: "خيرة الله عليكم اتعوذبو من الشيطان".
أما الناشط أحمد السعيدي فاعتبر أن "شركة النفط سع الفار الذي خرب سد مأرب".
وأضاف السعيدي: "كلما عاد للناس الامل على واقع بيانات الجيش التي أعطت دفعة معنوية و ألفت بين قلوبهم، خرجت شركة النفط بقرار غير واقعي أفسد على الناس فرحتهم وأعادهم الى المباينات والانقسام الداخلي".