أكثر من غيره، يؤمن العالم العربي بالتقابل الرقمي في عدد الأيام والشهور والسنوات، ربما أكثر من إيمانه بالوقائع. هو هروب من تلك الوقائع إلى فضاء التكهنات والتنبؤات التي يحتشد لها الناس أملا في حدوث أمر ما.
الحادي عشر من تشرين ثاني نوفمبر، أو كما يسمى 11/11، أهو نبوءة أم توقع أم تفاؤل أم ماذا؟ لقد أصبح هو اليوم المنتظر منذ خطاب رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار ذكر فيه هذا التوقيت، وطالبا التركيز عليه.
بالرغم من كونه خطابا قديما إلا أن البحث عن مفاجأة أصبح هو ديدن الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي تزامنا مع ما يحدث في غزة، لدرجة أن البعض اعتبره موعدا سيشهد فيه العالم حدثا عظيما.
أما ما هو ذلك الحدث الذي سيشهده العالم في ذلك اليوم، والذي سيحل غدا السبت، فالتوقعات تتباين من مخيلة لأخرى.
على الميدان وفي أرض غزة، وقبل يوم واحد من ذلك اليوم المنتظر، قصف همجي متواصل يطال كل شيء وعملية تهجير مغلفة بدواع مدنية من الشمال إلى الجنوب مع قطاع هو من الضيق بحيث لا يتسع لتسمية الجهات.
وبحسب جداول الأعمال التي تم الإعلان عنها في الحادي عشر من نوفمبر: أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله سيظهر للمرة الثانية منذ بدء عملية طوفان الأقصى، وبعد أسبوع من خطاب له كان على عكس التوقعات تماما. ربما لم يعد ثمة من هو مستعد لتعليق آماله مرة أخرى مع الخطاب الجديد.
أما الحدث الثاني ضمن جدول أعمال يوم غد السبت فقمة عربية "طارئة" في الرياض. و"طارئة" هذه تكشف كم أن أولئك القادة من الوهن والتخاذل بحيث تأتي قمتهم بعد أكثر من شهر من عدوان إسرائيل على غزة. بالتالي حدث هو الآخر لا يمكن تعليق أي آمال عليه.
فما الذي سيحدث في هذا اليوم يا ترى وقد أصبح على مقربة ساعات؟! ربما لن يحدث فيه أكثر مما يحدث فيه غيره: المزيد من إيغال آلة القتل الصهيونية في الدم الفلسطيني وتنديدات وشجب سئم العالم من نفسه وهو يطلقها على الساحات أو في قنوات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.