• الساعة الآن 05:12 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

التانترا فلسفة التحرر و الإتحاد

news-details

التانترا أو التانترام بمعنى "نسيج" وهي كلمة تدل على الإستمرارية و تُكتب في الإنجليزية إما tantricism أو tantrism هي فلسفة دينية عادةً ما يعتقد معتنقوها أن شاكتي هو الإله الرئيسي الذي يعبدونه و يعتبرون الكون لعبة إلهية يمارسها شاكتي وشيفا. و تنطبق كلمة تانترا أيضاً على أي من الكتب المقدسة لهذه الفلسفة و تسمى تانتراس والتي يشيع تحديدها بعبادة شاكتي و تتعامل التانترا في الأساس مع الممارسات الروحية و أشكال طقوس العبادة التي تهدف إلى كل من التحرر من الجهل والتجدد و قد أثرت التانترا في التقاليد الدينية الهندوسية و البونية و البوذية و الجاينية و كانت التانترا بمختلف أشكالها موجودة في الهند ونيبال و الصين و اليابان و التبت و كوريا و كمبوديا و بورما و إندونيسيا و منغوليا. و على الرغم من التردد في دعم وضع تعريف دقيق للتانترا يقدم ديفيد جوردون وايت التعريف التالي، التانترا هي مجموعة المعتقدات والممارسات الآسيوية المبنية على المبدأ القائل بأن الكون الذي نعيش فيه ليس سوى المظهر الملموس للطاقة الإلهية للربوبية التي تخلق هذا الكون و تحافظ عليه، و أن تجاربنا الروحية تسعى إلى توجيه تلك الطاقة عن طريق الطقوس و ذلك داخل العالم الصغير داخل الإنسان بطرق خلاقة وتحررية. هناك عدد من التعاريف المختلفة للتانترا من مختلف وجهات النظر، ولا تتسق كلها بالضرورة و قد لاحظ روبرت براون أن مصطلح tantrism أخترع من قبل اللاهوت الغربي و أن التانترا ليست مفهوماً يأتي من داخل المنظومة الدينية نفسها، رغم أنها مسلم بها عموماً في الداخل باعتبارها تختلف عن التقاليد الفيدية. و هذا على الفور يجعل التانترا و كأنها فئة مستقلة.وليست التانترا نظاماً واحداً متماسكاً، بل هي تراكم ممارسات و أفكار تتسم بإستخدام الطقوس كإستخدامات مادية للوصول إلى ما فوق المادية و تشبيه العالم الصغير بـالعالم الكبير المعبر عنه بالكون و يسعى ممارس التانترا إلى إستخدام البرانا أو السلطة الإلهية التي تتدفق عبر الكون بما في ذلك جسد الشخص نفسه لتحقيق أهداف مقصودة و قد تكون هذه الأهداف روحية أو مادية أو كليهما و يعتبر معظم ممارسي التانترا أنها مجرد تجربة صوفية لابد منها و تتطلب بعض الممارسات من التانترا التوجيه من المعلم و في عملية التعامل مع الطاقة تكون مختلف الأدوات في متناول يد التانتريكا أو ممارس التانترا و تشمل هذه الأدوات اليوجا من أجل تفعيل العمليات التي من شأنها أن تجتذب الممارس للإله من المهم أيضا في التانترا تصور الإله و التعبير عنه لفظياً أو إستحضاره من خلال التعاويذ و التي قد تفسر على أنها رؤية القوة و الإستماع إليها داخلياً و غنائها لتصبح حالة أقوى داخل الفرد مما يؤدي إلى زيادة مطردة في الوعي بالتردد الكوني من خلال الممارسة اليومية و يتم تفعيل التوحد و التداخل مع الإله من خلال الاتحاد الكلي مع الإله، على أن يصبح المريد الإشتا-ديفا أو الإله التأملي و التانترا مذهب يسعى لتحقيق الكمال الروحي و القوة السحرية و الغرض منه هو تحقيق السيطرة الكاملة على النفس و جميع قوى الطبيعة من أجل تحقيق الإتحاد مع الكون و مع الإله و التدريب الطويل أمر مطلوب عموماً لإتقان أساليب التانترا التي عادةً ما يتعلمها التلاميذ بمبادرة من المعلم و يتم توظيف اليوجا بما تتضمنه من تقنيات التنفس و الوضعيات "Aana-أسانا" لجعل الجسم في وضع السيطرة على الإرادة و تستخدم "Mudras -حركات الجسم" و التعاويذ "المقاطع والكلمات والعبارات" والمندالا واليانترا "مخططات رمزية للقوات التي تعمل في هذا الكون" كلها كوسائل للتأمل من أجل تحقيق القوى الروحية و السحرية. و خلال التأمل يتوحد المبتديء مع أي من آلهة الهندوس العديدة و التي يعتقد أنها تمثل القوى الكونية، و يتصورهم و يضعهم في ذهنه حتى إنه يتوحد معهم، وهي عملية تُشبَّه بالتودد الجنسي و إتمامه. في الواقع يستعين بعض رهبان التانترا بشركاء من الإناث لتمثيل الآلهة الإناث أيضاً في التانترا اليسارية "Vamachara" يُستعان بطقوس الجماع لا بغرض المتعة وإنما كوسيلة للدخول في العمليات الأساسية المتعلقة بالنشأة الجوهرية التي تحدث دائما في بنية الكون. أما العلاقة مع التقاليد الفيدية يمكن إعتبار تقاليد التانترا إما موازية للتقاليد الفيدية، أو متداخلة فيها و تسمى المصادر الأساسية لتقاليد التانترا المكتوبة (أجاما)، و تتكون عادةً من أربعة أجزاء هي وضع الخطوط العريضة للمعرفة الميتافيزيقية (جنانا) و الإجراءات التأملية (اليوجا) و أنظمة الطقوس (كيريا) و الأوامر الأخلاقية و الدينية (شاريا) و تتبع المدارس و الأنساب تقاليد أجامية محددة. و يشير أندريه بادو إلى أن التانترا في الهند تتميز برفض المعتقدات الفيدية المتعصبة و يشير موريس فينرنيتز في إستعراضه لأدب التانترا إلى أن بينما نصوص التانترا الهندية ليست معادية تماماً للفيدية إلا أنها تعتقد في أن التعاليم الفيدية صعبة جداً بالنسبة لعصرنا و هكذا و لهذا السبب ظهرت منها طائفة دينية أسهل وعقيدة أسهل و يرفض بعض البراهمانيين المتعصبين الذين يقبلون السلطة الفيدية سلطة التانترا، يشرح ن.ن.باتاشاريا قائلا من الجدير بالملاحظة أن على الرغم من رغبة كتاب التانترا الحديثين في إقامة مذاهبهم على الفيدا إلا أن دائماً ما يشير أتباع الفيدية المتعصبين إلى التانترا بروح من التنديد مؤكدين على طبيعتها المناهضة للفيدية وتوجد التانترا في أشكال عدة مثل الشايفا و الفيزنافا و الجاناباتيا و الساوريا و الشاكتا و غيرهم. بالمعنى الدقيق للكلمة و في التقاليد الفردية تصنف نصوص التانترا على أنها مذاهب تانترية تابعة لـشايفا وفايشنافا و شاكتا، و لكن لا يوجد خط فاصل واضح بين هذه الكتب، و على أساس عملي يشمل مصطلح التانترا عموماً جميع هذه الكتب، أما التانترا البوذية وفقاً لمعلم التانترا البوذي التبتي لاما ثوبتين يشي يقول: كل منا إتحاد بين جميع الطاقات الكونية كل ما نحتاج إليه لنصل إلى الكمال موجود بداخلنا في هذه اللحظة بالذات و ما هذا إلا مسألة تتعلق بتمكننا من إدراك هذه الحقيقة، هذا هو نهج التانترا، لغوياً ترتبط الكلمات الثلاث مانترام وتانترام ويانترام ببعضها البعض في التقاليد القديمة للهند و كذلك في علم صوت الكلام و تدل كلمة مانترام على التراتيل أو "المعرفة"و تدل كلمة تانترام على الفلسفة أو الممارسات الشعائرية أما كلمة يانترام فتدل على الوسيلة أو الآلة التي يتوقع أن يعيش الإنسان حياته من خلالها. وفقاً للتانترا تحدث "حالة الصفاء الذهني" أو ساتشيدانادا من خلال إتحاد كل من قوة التطور الذاتي و قوة الإرتقاء الذاتي و يتطور الـبراكريت أو "الواقع" إلى عدد وافر من المخلوقات و الأشياء، و لكنه يظل في نفس الوقت دائماً وعياً صافياً و كينونة نقية و نعيماً خالصاً في عملية التطور هذه يحجب الـمايا (الوهم) الواقع و يفصله إلى أضداد، مثل الوعي و اللاوعي، السار و غير السار، و هكذا دواليك.و إذا لم يتم التعرف على الوهم تكبل هذه الحالات المحددة المتضادة الفرد (جيفا) و تقيده و تحده(باشو).و عموماً ينظر إلى إله و إلهة الهندوس شيفا و شاكتي على أنهما منفصلين و متميزين عن بعضهما. و مع ذلك، في التانترا حتى في عملية التطور يظل الواقع وعياً صافياً و كينونة نقية و نعيماً خالصاً، ولا تنفي التانترا ممارسة هذه العملية ولا حقيقتها.وفي الحقيقة تؤكد التانترا على أن كلاً من العملية العالمية نفسها و الفردية "جيفا" هي في حد ذاتها "واقعية".وفي هذا الصدد تتميز التانترا عن كل من الثنائية الخالصة و عدم الثنائية المؤهلة الموجودة لدى فيدانتا ولا يشكل التطور أو "التيار المتحرر" سوى نصف وظيفة الـمايا (الوهم).و يعيد الإرتقاء أو "تيار العودة" الفرد جيفا إلى المصدر أو جذر الواقع كاشفاً عن اللانهائية. و من المفهوم أن التانترا تعلم أتباعها طريقة لتغيير "التيار المتحرر" ليصبح "تيار العودة" مما يحول الأغلال التي أنشأها الـمايا (الوهم) إلى شيء "يفك القيود" أو "يحرر" الإنسان. و يؤكد هذا الرأي قاعدتين من قواعد التانترا الأساسية هما أن "على المرء أن يرتقي بما يجعله يهوي،" وأن "السم القاتل نفسه يصبح إكسير الحياة عندما يستخدمه الحكماء. تهدف التانترا إلى التسامى لا نفي الحقيقة النسبية. و تتكون عملية التسامي هذه من ثلاث مراحل هي التطهير و الإرتقاء و إعادة تأكيد "الهوية على أساس الوعي الخالص." و تختلف الأساليب التي يستخدمها أتباع الـداكشنشارا (طريق اليمين) بشأن تفسيرات التانترا إختلافاً كبيراً عن الأساليب المستخدمة في السعي نحو الـفاماتشارا (طريق اليسار). ينتمي جمهور عريض من المجتمعات المحلية إلى التانترا، و يمثل ذلك تحدياً وإشكاليةً عند وصف ممارسات التانترا وصفاً تعريفياً. ويقدم أفالون (1918) تقسيماً مفيداً للـ"طقوس العادية" و الـ"طقوس السرية"، الطقوس العادية يمكن أن تشتمل الطقوس العادية أو بوجا على أي من العناصر التالية، مانترا و يانترا كما هو الحال في تقاليد اليوجا البوذية و الهندوسية الأخرى تلعب طقوس كل من مانترا و يانترا دوراً هاماً في التانترا و الـمانترا و يانترا من أدوات أستدعاء بعض آلهة الهندوس مثل شيفا أو شاكتي أو كالي و بالمثل يمكن أن تنطوي الـبوجا على التركيز على طقوس الـيانترا أو الـماندالا المرتبطة بأحد آلهة الهندوس.أما الإتحاد مع الآلهة فقد ضمت التانترا بإعتبارها تطوراً من تطورات أوائل الفكر الهندوسي الفيدي آلهة الهندوس خصوصاً شيفا و شاكتي جنباً إلى جنب مع فلسفة أدفايتا بحيث يمثل كل منها جانباً من جوانب الشكل النهائي لفلسفة البارا شيفا أو البراهما. قد تُعبد هذه الآلهة خارج المعابد في وجود الزهور و البخور و غيرهما من القرابين مثل الغناء و الرقص. و لكن الأهم من ذلك تشترك هذه الآلهة بصفتها من سمات تأملات إشتا ديفاتا، حيث يقوم الممارسون إما بتصور أنفسهم على أنهم آلهة أو بمعايشة الـدارشن (رؤية) الآلهة. وتشكل ممارسات التانترا هذه أساس طقوس الرقص في المعابد في الديفاداسيس، ويتم في هذه الطقوس الحفاظ على أسلوب الـميلاتور المنتمي إلى الـ بهاراتاناتيام وذلك على يد المعلم. أما الطقوس السرية يمكن أن تشمل الطقوس السرية أي من عناصر الطقوس العادية أو كلها إما مباشرةً أو بالبدائل، جنباً إلى جنب مع الطقوس والأجواء الأخرى التي تعتمد على الإدراك بالحواس مثل الولائم حيث تمثل الطعام أو القوت و الجماع الذي يمثل الحياة الجنسية والإنجاب، و المقابر التي تمثل الموت و الإنتقال إلى الحياة الأخرى، و التغوط و التبول و القيء التي تمثل النفايات و التجديد و الخصوبة. هذا الإدراج للإدرك بالحواس دفع تسيمر نحو مدح موقف التانترا المؤكد للعالم: في التانترا لا يعتمد النهج على لا و لكن على نعم و بذلك يكون موقف العالم إيجابياً و يجب على المرء أن يتبع النهج من خلال وسيلة من وسائل الطبيعة لا رفض الطبيعة. وفي الفصل 27 من كتاب أفالون : The Pañcatattva (الطقوس السرية) في ساكتي وساكتا يذكر الكاتب أن هذه الطقوس السرية التي يسميها Panchatattva Chakrapuja وPanchamakara تتضمن جزء من هذه الممارسات، تتم ممارسة العبادة عامةً في Pañcatattva في تشاكرا أو دائرة من الرجال والنساء يجلسون في دائرة حيث تجلس شاكتي (الممارِسة) على يسار Sadhaka (الممارس الذكر) و بالتالي تسمى هذه الطقوس Cakrapuja و هناك أنواع مختلفة من تشاكرا ينتج عنها كما يُقال ثمار مختلفة يستفيد منها الممارِس. كما يقدم أفالون سلسلة من التغييرات و التبديلات في "عناصر" Panchatattva (Panchamakara) أو تاتفا المتعارف عليها في مختلف تقاليد التانترا، كما يؤكد أن هناك علاقة مباشرة بين العصائر الخمسة المميزة للتانترا Mahābhūta الطقوس الجنسية قد تكون الشعائر الجنسية للفاما مارجا قد ظهرت من خلال التانترا الهندوسية القديمة بوصفها وسيلة عملية لتحفيز التحولات الكيميائية الحيوية في الجسم لتسهيل زيادة حالات الوعي. تشكل هذه الطقوس قرباناً حيوياً لآلهة التانترا و قد تكون الطقوس الجنسية قد تطورت أيضاً من الإحتفالات ببدأ العشائرية التي تنطوي على إنتقال السوائل الجنسية. و فيها يختلط ماء المبادرين الذكور مع ماء قريناتهم الإناث، و أحياناً مع مني المعلم. وهكذا تحول Tantrika إلى ابن العشيرة (kulaputra) من خلال ما أنعمت به قرينته عليه. و من المتصور أن سائل العشيرة (kuladravya) أو رحيق العشيرة (kulamrita) يتدفق بصورة طبيعية من رحمها. و يؤكد ما حدث بعد ذلك من تطورات في الطقوس الجنسية للتانترا أهمية العطاء و الإتحاد مع الآلهة المزعومة، و اللذان يحلان محل الدلالات التي غلب عليها الطابع المادي لأشكال الطقوس السابقة. و على الرغم من تساوي شعبية تلك الطقوس الجنسية في مجملها مع التانترا فقد كانت في الغرب تلك الطقوس تُمارس تاريخياً من قبل أقلية من الطوائف. وقد تطورت ممارسات maithuna هذه عبر الأجيال لتصبح طقوساً رمزية نفسية.وعندما يمارس أتباع التانترا هذه الطقوس تصبح النتيجة خبرة كبيرة من الوعي اللانهائي لكل من الطرفين. و تحدد نصوص التانترا أن للجنس ثلاثة أغراض متميزة و منفصلة هي التناسل و المتعة و التحرر. و يسعى راغبو التحرر إلى تجنب النشوة الجنسية الناشئة عن الإحتكاك من أجل مستوى أعلى من النشوة حيث يتحد الزوجان المشاركان في الطقوس عن طريق الإحتضان الساكن. و في التانترا يُنصح بممارسة العديد من الطقوس الجنسية، التي تشمل الطقوس المدروسة و التحضيرية و المطهرة. و يوازن الفعل الجنسي نفسه الطاقات المتعاقبة داخل قناتيّ pranic ida وpingala في الجسم الخفي لكل من المشاركين. وهنا يستيقظ sushumna nadi ويرتفع kundalini صعوداً داخلها. و في النهاية تصبح النتيجة samadhi، و فيه تذوب شخصية كل فرد من المشاركين و هويته تماماً في وحدة من الوعي الكوني. و يفهم أتباع التانترا هذه الأفعال على مستويات متعددة فالمشاركان الذكر و الأنثى يتصلان بدنياً و يمثلان شيفا و شاكتي الذكر والأنثى الرئيسيين في التانترا. أما على مستوى ما وراء المادية يحدث إنصهار خفي بين طاقتيّ شيفا و شاكتي مما يؤدي إلى مجال طاقة متحد. أما على المستوى الفردي يعايش كل مشارك تجربة إنصهار طاقتي، "الـلشيفا والـشاكتي" الموجودة به. لقد كان السير جون وودروف (1865-1936) أول عالم غربي يأخذ دراسة التانترا على محمل الجد، فكتب عن التانترا بـإسم مستعار هو آرثر أفالون و عادةً ما يعرف أفالون باسم "مؤسس دراسات التانترا." و خلافاً لعلماء الغرب السابقين كان وودروف مدافعاً عن التانترا متحمساً لها، حيث دافع عن التانترا ضد منتقديها العديدين، و قدم التانترا كنظام أخلاقي فلسفي يتفق إلى حد كبير مع الفيدا والفيدانتا. وقد مارس وودروف نفسه التانترا كما رآها وفهمها، و بينما كان يحاول الحفاظ على موضوعيته الدراسية كان يُعتبر دارساً للتانترا الهندوسية خصوصاً تقليد شيفا وشاكتا. أما بعد السير جون وودروف بدأ عدد من العلماء العمل بنشاط لدراسة تعاليم التانترا شملوا عدداً من علماء الدين المقارن و الهنديات مثل أجنهانادا بهاراتي وميرسيا إليادي وجوليوس إيفولاو كارل يونج ووجوزيبي توتشى وهاينريش تسيمر.و وفقاً لهيو إربان نظر تسيمر و إيفولا و إليادي للتانترا على أنها "تتويج للفكر الهندي ككل و أكثر نماذج الروحانية أصولية و قلب الهند الأصلية في الماضي". و إعتبرها الدين المثالي للعصر الحديث و إعتبر العلماء الثلاثة كلهم أن التانترا "أكثر الطرق إثماً وعنفاً نحو المقدسات."بعد هذه الدراسات الأولى للتانترا ساهم كتاب آخرون أكثر شعبية مثل جوزيف كامبل في تقريب التانترا إلى خيال شعوب الغرب و أصبح البعض ينظرون إلى التانترا على أنها عبادة "النشوة" حيث تجمع بين الجنس و الروحانية بشكل يجعلها تعمل كقوة تصحيحية للإتجاهات القمعية الغربية الخاصة بالجنس و بتزايد شعبية التانترا في الغرب شهدت تحولاً رئيسياً فبالنسبة للعديد من القراء المعاصرين أصبحت "التانترا" مرادفاً لكلمة "الجنس الروحي" أو "الجنس المقدس،" وهو الإعتقاد بأن الجنس في حد ذاته ينبغي الإعتراف به كعمل مقدس قادر على رفع ممارسيه إلى مستوى أكثر روحانية و سمو و على الرغم من أن التانترا الجديدة قد تعتمد العديد من المفاهيم و المصطلحات الخاصة بالتانترا الهندية، غالباً ما تغفل واحد أو أكثر من المفاهيم التالية: الإعتماد التقليدي على guruparampara (توجيهات المعلم) و الممارسة التأملية واسعة النطاق و قواعد السلوك التقليدية الأخلاقية والشعائرية على حد سواء. و وفقاً لهيو إربان الكاتب والناقد في مجال الدين و السياسة، على الأقل منذ وقت أجنهاناندا بهاراتي إنتقد معظم علماء الغرب هذه الأشكال الجديدة من التانترا الجديدة بشدة. هذه "التانترا الكاليفورنية" كما يسميها جورج فويرشتاين "مبنية على سوء فهم عميق لمسار التانترا. فالخطأ الرئيسي يكمن في الخلط بين نعيم التانترا و متعة النشوة الجنسية العادية. و يستطرد إربان قائلاً إنه هو نفسه لا يعتقد أن هذا "خطأ" أو "كذب"، بل "مجرد تفسير مختلف لوضع تاريخي محدد."

شارك الخبر: