المشاط يهنئ رئيس الجزائر بمناسبة عيد بلاده الوطني، هذا ما نشره مكتبه رئاسة الجمهورية في صفحته على "إكس".
تهنئة لافتة لا شك، بل وغريبة بعض الشيء، إذ بعثها المشاط على حين غرة بحيث قد تصل وقد لا تصل وذلك وفقا للمعايير الدبلوماسية التي قد تسمح بدورها وقد لا تسمح.
جاء في صدارة الخبر "بعث فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بمناسبة ذكرى العيد الوطني للجزائر".
تعاملت رسالة التهنئة على أن هناك تطبيعا ما للعلاقات بين سلطة صنعاء والجزائر. وهذا قد يطرح تساؤلا لدى الكثيرين ما إذا كانت الجزائر هي الوجهة الثالثة لأنصار الله بعد إيران وسوريا، أم أن رسالة التهنئة هي في النهاية بمثابة ضربة حظ إن أصابت ووجدت لها تجاوبا من قبل الجزائر فهذا المؤمل من قبل أنصار الله، وإلا فإنهم لن يخسروا شيئا.
قد يكون موقف الجزائر من العدوان والحرب الإسرائيلية على غزة ملفتا جدا، خصوصا وقد صوت برلمان البلاد بالإجماع على ضرورة أن تدخل الجزائر الحرب، هو الذي شجع المشاط على أن يبعث رسالته تلك.
فهل جاءت تهنئة المشاط بهذا التوقيت في محلها لخلق علاقة مع هذا البلاد العربي صاحب المواقف التاريخية والمعروفة في مناصرة القضية الفلسطينية؟ وهل تعبر الرسالة عن ذكاء دبلوماسي لدى أنصار الله وسلطة صنعاء؟
قد يكون هذا وذاك معا، لكن سؤالا أكثر إلحاحا يبرز من السؤالين، وهو: هل إذا وافقت الجزائر واعترفت بأنصار الله هي الأخرى مثلما فعلت إيران وسوريا، ستكون سلطة صنعاء على قدر من المسؤولية واحترام الذات بحيث تنتقي بعناية فريقها الدبلوماسي الذي سيمثلها في الجزائر، أم أن آفة المحسوبيات المزمنة في مؤسسات الدولة في الداخل ستنتقل إلى الخارج مثلما فعلت في دمشق وتسببت في فضيحة مدوية مع الحكومة السورية كان أنصار الله في غنى عنها؟!