لم يعد ثمة من عمل للمجلس الرئاسي لسلطة صنعاء برئاسة مهدي المشاط إلا تشكيل لجان نصب واحتيال، فيما تشكيل حكومة يبدو أنه من الصعوبة بحيث يقتضي المزيد من الجهود والمشاورات والتهرب.
المشاط يدشن، اليوم أنشطة اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، بحسب ما أوردته وكالة الانباء "سبأ" في صنعاء.
كان قد تم تشكيل هذه اللجنة بسرعة فائقة لدرجة أنها بدأت أعمالها وأنشطتها ربما من قبل أن تتشكل، أو ربما منذ قيام عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي بحل ساعته أمام الكاميرات والتبرع بها لصالح الشعب الفلسطيني الذي توقف الزمن بالنسبة له منذ ثلاثة وعشرين يوما من القصف والعدوان البربري الغاشم، وليس بحاجة إلى ساعة معصم وإنما إلى ذلك المعصم، ولا محتاجا إلى لجنة تبرع عليا وإنما إلى أشياء أخرى يعرفها أنصار الله أكثر من غيرهم. لكن هكذا تفعل الحركات عندما تتحول إلى سلطة. فبعد أعوام بأكملها من تسخير كل شيء لدعم ما تسميه القوات الصاروخية، مع ما كان يجري من حملات تبرع غير رسمية في هذا الصدد، اكتفت تلك القوات الصاروخية حد التخمة ولم يعد لديها إلا أن تتنازل بالتبرعات لصالح الشعب الفلسطيني عبر لجنة عليا تم تشكيلها برئاسة هذا أو ذاك.
وطالما هي لجنة عليا فلا بد لها من رئيس وأعضاء ومختصين وفروع ولجان وأقسام وفئات... الخ، كل هذا حتى يتسنى للمواطن والموظف اليمني أن يتبرع لإخوانه الفلسطينيين. فهذا المواطن والموظف هو من الرخاء والدعة بحيث أصبح كل ما يحوزه عبارة عن فائض قابل للتبرع.
في صيغة وكالة "سبأ" التابعة لسطات صنعاء، جاء التدشين "رسميا" من قبل "فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى".
أما رئيس اللجنة فهو العلامة محمد مفتاح، وأما أعضاء اللجنة، فكما يبدو من الصورة هم جم غفير من السمايط البيضاء، حيث الشال الفلسطيني يصلح أن يشكل على رأس المشاط والعلامة مفتاح وأعضاء اللجنة صورة معبرة فعلا عن لجنة تبرعات عليا، بل وعن جلل المهمة التي ألقيت على عاتق تلك اللجنة، خصوصا وأن المشاط استمع من رئيسها وأعضائها "إلى شرح عن النشاطات التي تعتزم تنفيذها بالتعاون مع الجهات الحكومية والفعاليات الشعبية".
لكن وكالة سبأ لم تقل ما طبيعة تلك الأنشطة التي استمع إليها المشاط والتي تعتزم اللجنة تنفيذها، مكتفية بالقول إن "الجهات الحكومية والفعاليات الشعبية" هي المعنية، حيث انتقلت إلى خبر أكثر أهمية كما يبدو، حيث أوردته مرفقا بصورة لرئيسها نصر الدين عامر من قلب الحدث أو من قلب "قافلة مالية بمبلغ 132.5 مليون ريال بما يعادل ربع مليون دولار دعماً وإسنادا للأبطال المجاهدين في غزة الصمود والإباء في فلسطين".
بالنسبة للجهة المتبرعة فهي بحسب وكالة نصر الدين عامر ألوية النصر (المجاهدون في جبهتي حرض وميدي بمحافظة حجة)، والذين تقول شكاواهم المتتابعة إلى صندوق منسي في مكان ما من مقر وزارة الدفاع بصنعاء إن قادة تلك الألوية لا يسلمونهم حتى نصف الراتب الممنوح من حين لآخر من قبل سلطة لا تعرف إلا كيف تبطش وتأخذ وتجبي وتشكل لجان نصب عليا برئاسة "المشير".