يُعرّف تشنج القولون (بالإنجليزية: Colon Spasms) على أنّه انقباض مُفاجئ وتلقائي لعضلات القولون، وفي الحقيقة تنقبض عضلات القولون في الوضع الطبيعي لتُساعد على إخراج البُراز من الجزء السُفلي من الجهاز الهضمي، ولكن ما يحدُث في حالة تشنج القولون هو أنّ عضلات القولون تنقبض بشكل غير مُنظم ويشعُر بها الشخص وتكون مؤلمة بخلاف الانقباضات الطبيعية التي لا يشعُر بها الإنسان مُطلقاً، وعادةً ما يكون تشنج القولون مُرتبط بالإصابة بمتلازمة القولون المُتهيج (بالإنجليزية: (irritable bowel syndrome (IBS)، حيث يكون تشنج عضلات القولون عرضاً من أعراض متلازمة القولون المُتهيج التي تُعرف أيضاً بالقولون العصبي، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ ليس جميع المُصابين بمتلازمة القولون المُتهيج يُعانون من تشنج في الأمعاء، حيث يُمكن أن يكون تشنج القولون نتيجة مشاكل صحيّة أُخرى، كما يُمكن أن يُصاب الشخص بتشنج القولون دون سبب مُعين معروف.
أعراض تشنج القولون
تختلف شدَّة أعراض تشنج القولون من شخص إلى آخر، وفيما يأتي بيان بعض أعراض تشنج القولون:
ألم مُفاجئ في البطن: وخاصةً آلام في الجزء السفلي الأيسر من البطن، و من الجدير بالذكر أنَّ الألم يختلف في شدته في كل تشنج يحدث للقولون.
انتفاخ البطن: حيث تحدث الغازات والنفخة في أيّ وقت في اليوم وبغض النظر عن الوجبات الغذائية.
حاجة مُفاجئة لاستخدام دورة المياه: يٌؤدي انقباض عضلات القولون إلى زيادة سرعة حركة الأمعاء، وعندما يتعرض الشخص لتشنج في القولون قد يحتاج لاستخدام دورة المياه على وجه السرعة، وبشكل متكرر.
لين البُراز: قد تمنع الحركة غير المُنظمة جسم الإنسان من تشكيل البُراز بالكامل، ولذلك يكون البُراز ليناً ورخواً.
مُخاط في البُراز: يظهر في البُراز لدى الأشخاص الذين يُعانون من تشنج القولون، والمُصابين بمتلازمة القولون المُتهيج مُخاط شفاف أو أبيض.
حدوث تغيرات في الإخراج: تتغير حركة الأمعاء بين إسهال وإمساك عند الأشخاص الذين يُعانون من تشنج القولون.
الصداع: وقد يكون ذلك نتيجة التوتر الناجم عن الإصابة بتشنج القولون.
علاج تشنج القولون
في الواقع لا يوجد علاج واحد للتخلص من الإصابة بتشنج القولون، بل إنّ العلاج يتمثل بمجموعة متكاملة من الطرق التي يوصي بها الأطباء، وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة تشنج القولون مثل: بعض الأطعمة، وبعض الأدوية، ووجود غازات أو براز، والتوتر والمشاكل العاطفية، لذا يجب على المريض معرفة العامل الذي يُحفز تشنج القولون ويُعالجه، وقد يحتاج المريض لإجراء بعض التعديلات على نظام حياتهِ واستخدام الأدوية المناسبة، وفيما يأتي بيان لبعض الطرق التي تُساعد المريض على السيطرة على تشنج القولون والتخلص من أعراضهِ:
تغيير نمط الحياة
يشمل العلاج غير الدوائي تغيير نمط الحياة وتعديل النظام الغذائي المُتبع، إذ يجب أن يُؤخذ النظام الغذائي المُتبع لدى الأشخاص الذين يُعانون من تشنج القولون بعين الاعتبار، وفيما يأتي بعض النصائح الغذائية المفيدة:
الإكثار من استهلاك الألياف الموجودة في الفواكه، والخُضار، والحبوب الكاملة، والمُكسرات.
الإكثار من شرب الماء.
التقليل من استهلاك الدهون في النظام الغذائي.
التقليل من استهلاك الكافيين، والموجود في الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية، وغير ذلك من المواد الغذائية.
التقليل من حجم الوجبات الغذائية.
التقليل من استخدام الحليب والجبنة.
الابتعاد عن الأطعمة التي تُسبب غازات في المعدة.
الابتعاد عن التدخين.
تجنب تناول الطعام بسرعة، وتجنب استخدام اللُبان أو العلكة حيث إنّها تزيد من غازات المعدة.
العلاج النفسي
تُشير الدراسات إلى أنَّ العلاج السلوكي المعرفي ذا تأثير فعال في علاج أعراض تشنج القولون، وفيما يأتي بيان لبعض العادات السلوكية التي تُساعد على علاج حالة تشنج القولون:
التقنيات المعرفية
وهي استراتيجيات مُعينة تُساعد الإنسان على التفاعل مع العالم بطريقة صحيّة، وفيما يأتي بيان لبعض التقنيات المعرفية: تحديد وتحدي الأفكار غير العقلانية.
تهدئة النفس عن طريق التحدث للذات.
التعرض التخيلي: وهو تخيل الشخص مواجهة ما يُخيفه.
التوقف عن التفكير الزائد.
التقنيات السلوكية
وهي استراتيجيات مُعينة تساعد الشخص على التحمّل، والتفاعُل مع الأحداث اليومية بطريقة تُقلل وتحدّ من الأعراض غير المرغوب بها، والتي عادةً ما يواجهها الأشخاص عندما يتعرضون للأحداث اليومية التي تُسبب توتر، وفيما يأتي بيان لبعض الاستراتيجيات السلوكية المستخدمة:
تمارين التنفُس بعمق.
استرخاء العضلات التدريجي.
إزالة الحساسية: من خلال التعرض التدريجي للشيء الذي يخافهُ الشخص.
العلاج الدوائي
قد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج الأعراض أو الأسباب، وتجدر الإشارة إلى ضرورة اتباع تعليمات الطبيب قبل تناول أي دواء لأنها قد تتحول إلى عادة إذا لم يتم استخدامها بالشكل الصحيح، وفيما يأتي بيان لأهمّ هذه الأدوية:
الأدوية المُضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Antispasmodic)، تُقلل هذه الأدوية تشنجات القولون، ولكن قد تُسبب الإمساك والدوخة لبعض الأشخاص؛ لذلك قد لا تكون خياراً جيداً لجميع المرضى.
المواد الرافعة لقوام البراز: (بالإنجليزية: Bulking agent)، مثل النخالة (بالإنجليزية: Bran)؛ حيثُ تُقلل من سُرعة حركة الطعام خلال الجهاز الهضمي وقد تُساعد أيضاً على التخلص من الأعراض.
المُضادات الحيوية: مثل ريفاكسيمين (بالإنجليزية: rifaximin) قد تُغير كمية البكتيريا الموجودة في الأمعاء. البروبيوتيك: (بالإنجليزية: Probiotics)، وهى عبارة عن بكتيريا نافعة وخمائر جيدة لصحة الإنسان، وخاصةً للجهاز الهضمي.
أدوية علاج الإمساك: من الممكن استخدام أحد الأدوية الآتية لعلاج الإمساك المرافق لتشنج القولون: بولي إيثيلين جلايكول (بالإنجليزية: Polyethylene glycol)، يُساعد هذا الدواء الأشخاص الذين لا يستطيعون تناول الألياف في نظامهم الغذائي للتخلص من الإمساك.
لينكالوتيد (بالإنجليزية: Linaclotide). لوبيبروستون (بالإنجليزية: Lubiprostone)، يُعالج هذا الدواء النساء اللواتي يُعانين من إمساك بالإضافة لتشنج القولون عند عدم الاستجابة لباقي الأدوية، وهنا نُشير إلى عدم وجود دراسات كافية تبيّن مدى فعاليتهُ على الرجال.
أدوية علاج الإسهال: ونذكر من هذه الأدوية ما يأتي: لوبراميد (بالإنجليزية: Loperamide)، حيثُ يُقلل حركة الأمعاء ويقلل السوائل في البراز.
ألوسيترون (بالإنجليزية: Alosetron)، يُعالج ألم المعدة والإسهال، عن طريق تقليل حركة الأمعاء.
اليوكسادولين (بالإنجليزية: Eluxadoline)، يُصرف للسيطرة على المغص، وألم البطن، والإسهال.