أخبار اليمن

لا تكاد تأتي تظاهرة أو احتشاد إلا ورأيت صفحات أنصار الله على مواقع التواصل الاجتماعي تتسابق على الحديث عن تلك التظاهرة.

ليس الحديث عن صفحات الناشطين وجهازها الإعلامي، بل عن مسؤولين وقيادات في الصف الأول في الجماعة يفترض بأنهم لا يؤدون هذا الدور الإعلامي وأن يمثلوا مناصبهم في السلطة التي يمثلونها، ويوكلون تغطية هذه المناسبات والحديث عنها إلى إعلاميي الجماعة كرئيس وكالة "سبأ" نصر الدين عامر مثلا أو رئيس تحرير صحيفة الثورة، عبدالرحمن الاهنومي، أو أي إعلامي من أولئك الذين تضج بهم منصات التواصل.

لا يحدث في أية دولة أو سلطة أن تجد قياداتها يتحدث عن مناسبة جماهيرية ويتسابقون على إنزالها في صفحاتهم إلا سلطة أنصار الله، ولدرجة أنهم لا يفوتون مظاهرة دون أن تجد إشارة إليها من قبلهم، بل ويتسابقون من منهم سيكون هو أول من نشر عن تلك المناسبة.

على سبيل المثال، رصدت شبكة النقار أمس هذه الطائفة من القيادات من الحجم الثقيل في جماعة أنصار الله يتحدثون عن المظاهرة التي شهدتها العاصمة صنعاء عصرا في شارع الستين المتقاطع مع جولة المصباحي في منطقة حدة نصرة للمقاومة الفلسطينية وتنديدا بمجازر الاحتلال الصهيوني.

وطالما أن الحديث عن تظاهرة لا شك أننا سنجد في رأس القائمة عضو المجلس السياسي الأعلى  محمد علي الحوثي، قائلا: منذ أسبوعين يخرج أحرار وحرائر اليمن في تظاهرات حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني المظلوم كما لا يخرج غيرهم في الشعوب الأخرى. تظاهرات تعكس إنسانيتهم العظيمة وقيمهم الأخلاقية العالية.

مدير مكتب رئيس الجمهورية، أحمد حامد، لم يمنعه منصبه الكبير من أن يتحدث عن التظاهرة بالقول: ‏"حشود العاصمة ‎صنعاء في مسيرة جمعة التعبئة والاستنفار للشعب الفلسطيني والمجاهدين في ‎غزة".

رئيس الوفد المفاوض محمد عبد السلام، هو أيضا، لا يستطيع أن تمر هذه المناسبة فلا يتحدث عنها بما يقتضيه موقعه، فيقول: "حشود جماهيرية كبرى وحضور استثنائي في تظاهرة التعبئة والاستنفار إسنادا للشعب الفلسطيني وللمجاهدين في غزة  في العاصمة صنعاء 1445هـ".

أما المتحدث العسكري الرسمي لقوات صنعاء ومدير دائرة التوجيه المعنوي العميد يحيى سريع، فبدلا من أن يجده المتابعون قد أصدر بيانا حول ما تحدث عنه البنتاغون من اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة انطلقت من اليمن باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، آثر هو الآخر أن يتحدث عن المظاهرة المليونية بالقول: "صور جوية من مسيرة التعبئة والاستنفار إسنادا للشعب الفلسطيني وللمجاهدين في غزة من عاصمة الصمود والجهاد صنعاء".

رئيس ملف الأسرى عبد القادر المرتضى، هو أيضا كتب بدوره: "في صنعاء عاصمة الأنصار خرج الشعب اليمني اليوم في مسيرة حاشدة وطوفان بشري مؤكدين موقفهم المبدئي والثابت والدائم إلى جانب إخواننا الفلسطينيين ونصرتهم الفعلية للقدس وللقضية الفلسطينية العادلة".

هذا طبعا نموذج فقط وعينات من تلك القيادات، حيث مازال هناك العشرات تحدثوا وكتبوا عن هذه المناسبة أقلهم وزراء ومحافظون، ليبقى السؤال: ما الذي ابقيتموه يا هؤلاء لضيف الله الشامي ونصر الدين عامر وعبد الرحمن الأهنومي وجيشهم الإعلامي الطويل العريض؟!