• الساعة الآن 01:30 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ما صحة دخول أنصار الله في معركة غزة؟

news-details

 

 

فرحة تتحول إلى توجس حذر لدى مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي مما ورد، مساء أمس، على لسان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن اعتراض قواتها البحرية صواريخ وطائرات مسيرة انطلقت من اليمن.

وعلى الرغم من أن غالبية اليمنيين أعربوا عن ارتياحهم الكبير مما سمعوه من بيان المتحدث باسم البنتاغون، إلا أن ضبابية البيان نفسه لم يكن لها أن تجعلهم يجزمون بأن هناك تحركا فعليا من قبل سلطة صنعاء لنصرة المقاومة الفلسطينية.

فمتحدث البنتاغون أعلن أن بارجة بلاده التي دخلت البحر الأحمر أمس الأول اعترضت صواريخ ومسيرات يعتقد أنها انطلقت من اليمن، تارة يقول إن مسارها كان صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتارة أخرى يقول إن المعلومات المتوفرة ليست كافية بعد للجزم عن هوية المطلِق ووجهة الانطلاق، لينتقل مباشرة إلى سوريا والعراق وما تعرضت له القواعد الأمريكية من هجمات هناك.

مراسل قناة "المنار" في صنعاء خليل العمري قال في تغريدة حول هذا الموضوع إن "التصريح الأمريكي عن اعتراض 3 صواريخ ومسيرات في البحر الأحمر تصريح مضطرب، مرة يقول إنها كانت تستهدف المدمرة كارني، ومرة يقول لا يعلم وجهة الصواريخ ولم يخبرنا عن نوعها، كروز أم باليستي، وهذه المعلومة مهمة للغاية، لأنها لو كانت باليستية فمن المؤكد أن البارجة هي المستهدفة".

لكن الكثير من الناشطين لم ينتظروا أكثر فاندفعوا إلى التغريد بأن المعركة الكبرى بدأت وأن أنصار الله الآن في الواجهة إلى جانب إخوتهم في محور المقاومة.

 أخذوا يتحدثون، وغالبيتهم من ناشطي سلطة صنعاء بطبيعة الحال، عن معادلة واقع جديد يكتبها المحور في المنطقة بأسرها.

بل إن إحدى الصفحات على منصة "إكس" تحمل اسم الأحداث الإيرانية أوردت صورة لانفجار كبير مشيرة إلى أن "البارجة الأمريكية تحترق في البحر الأحمر بفعل الضربات الحيدرية من أيادي أنصارالله الشرفاء في اليمن، نبارك للأمة الإسلامية هذه العمليات الباسلة"، ليسخر كثيرون من الخبر ويكذبوه.

ثم مرت ساعات وأخذت وسائل الإعلام تخوض في بيان البنتاغون، مضيفة إليه تصريحا من هنا وهناك، ليتطور الأمر إلى مسار جديد تلقفه المغردون لوردوه هكذا: ‏"مصادر اسرائيلية لقناة 12: الصواريخ التي اطلقها الحوثيين باتجاه إسرائيل قامت السعودية بإسقاط أحدها".

لم يعد أمام المغردين إلا أن يخوضوا في مهاتراتهم المعتادة حول: من الذي قام باعتراض الصواريخ، هل الأمريكي أم السعودي؟ ولماذا لم يصل أي من تلك الصواريخ إلى هدفه؟

مراسل "المنار" أراد أن يجيب عن السؤال الأخير بإيراده ما سماها "معلومة"، قائلا: مسيّراتنا تحتاج 6 ساعات على الأقل للوصول إلى الكيان، وهذا وقت طويل، يجعل كشفها والتصدي لها أسهل".

ثم أضاف العمري تغريدة أخرى: "تبقت ملاحظة واحدة: إذا كان الكيان هو الوجهة فلن يكون الإستهداف بـ3 أو 5 صواريخ و20 طائرة مسيرة كما يتردد الآن. هذا استهلال لحرب، سيكون العدد كثيفا وعلى موجات متلاحقة"، في إشارة إلى أن الصواريخ ريما كانت تستهدف الحاملة الأمريكية التي تمخر عباب البحر الأحمر.

مغرد أنصاري آخر خرج من كون السعودية هي التي تصدت للصواريخ باستنتاج مفاده: "شفتوا يا عرب يا مسلمين ماذا يفعل صهاينة العرب".

آخرون فضلوا التريث، خصوصا وأن بيان البنتاغون غائم لدرجة أن أحدا لا يستطيع معه الجزم هل فعلا دخل أنصار الله المواجهة ام لا. كما أن القول بأن السعودية قد اعترضت أحد تلك الصواريخ قد لا يكون دقيقا من وجهة نظرهم ولا منطقيا حتى.

وعلى غير المعتاد تفاجأ مغردو أنصار الله بالنائب في برلمان صنعاء عبده بشر يبارك العملية بالقول: "لم نتأكد من الخبر من المصدر اليمني الرسمي اذا صح  هذا الخبر تسلم الايادي وبداية الغيث قطرة".

أما الكاتب والسياسي في الجماعة محمد المقالح فسرد مجموعة أمثال توحي بأنه متشكك من بيان البنتاغون.

إحدى تلك التغريدات تقول: "بعض النظر عن صحة من عدم صحة اطلاق وفشل الصواريخ الى فلسطين المحتلة فان ادعاء امريكا انها اسقطتها جميعا يكشف مكانة اسرائيل مقارنة بالسعودية لدي امريكا، فهي لم تدعِ يوما طوال 8سنوات انها اسقطت صاروخ يمني واحد الى السعودية!".

ثم إذا به يسرد مجموعة من الأمثال مستغربا من فرحة ناشطي الأنصار من نحو: "بدنا صيت ما بدنا مكسب" (مثل مراني)، و"وين اذنك يا دب؟ قال هانا ولوى يده من خلف الرقبة"، و‏"عزب الويل يفرح بالتهم" (مثل خولاني)، ليقول بعدها في تغريدة لاحقة: "‏تصر ايران على  معاملة اليمن كالحشد الشعبي لا كحزب الله".

 

بيان في انتظار بيان

سهر اليمنيون ليلتهم بانتظار البيان الذي لا شك سيصدره الأنصار فيعرفون من خلاله ما الذي حدث. ثم واصلوا صباحهم وظهيرتهم منتظرين، قبل أن يتوجهوا عصرا إلى الساحات للتظاهر دعما للمقاومة الفلسطينية وتنديدا بالجرائم الصهيونية ضد المدنيين. هناك أيضا انتظروا أن تكون الساحة التي احتشدت بمئات الآلاف في صنعاء، ناهيك عن ساحات محافظات أخرى، هي المكان المهيأ لإصدار أنصار الله بيانهم حول العملية. لكن شيئا لم يحدث، لدرجة أن الناشط السياسي الدكتور حمود عبد الله الأهنومي عبر عن ذلك بالقول في تغريدة رصدتها "النقار":

"‏كنا منتظرين للرد وذا الحين منتظرين للعميد سريع. شعب منتظر ومطوبر وخفيف في كل شيء حتى في اليد الخفيفة على الزناد. الله يعيننا علينا".

هو انتظار إذن للعميد يحيى سريع، متحدث قوات صنعاء، لكن العميد سريع بدلا من ذلك بث ‏"صورا جوية من مسيرة التعبئة والاستنفار إسنادا للشعب الفلسطيني وللمجاهدين في غزة من عاصمة الصمود والجهاد صنعاء".

شارك الخبر: