• الساعة الآن 10:01 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

سياسات امريكية مرتبكة حيال الصين الثابتة

news-details

قال تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ توقف عن التواصل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وبالفعل، بحسب التحليل، مرت 6 أشهر منذ تحدث الزعيمان آخر مرة، وفي هذه الأثناء، ألقت بكين باللوم على جداول الأعمال المزدحمة وحتى المناطيد في التوقف الطويل في التواصل بين القائدين.

 

لكن طوال هذا الوقت، وجد الرئيس الصيني وقتا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، واستضافة وفد دبلوماسي رفيع المستوى من فرنسا، وألمانيا، والبرازيل.

 

وبما أن الصين استنفدت كل حجة ممكنة، اعترفت مؤخرا بأنها ربما لا تريد التحدث على الإطلاق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين في مارس/آذار: "لا يجب أن يجرى التواصل (مع الولايات المتحدة) من أجل التواصل".

 

وبعبارة أخرى، بحسب التحليل، "لا تتصلوا بنا، وربما لن نتصل بكم"، مشيرا إلى أن "انقطاع الاتصالات بين واشنطن وبكين لا يجب أن يفاجئ أحدًا؛ إذ مر عامان على الخلاف, وهو بالكاد عرض، وليس السبب في تدهور العلاقات الأمريكية الصينية".

واعتبر تحليل "فورين بوليسي" أن "العلاقات ستتفاقم على الأرجح طالما ظلت سياسات البيت الأبيض مبنية على شعارات السياسة الخارجية مثل التنافس للتعايش مع الصين في حين أن شي يتنافس من أجل الفوز كما هو واضح".

 

وإذا كان لدى واشنطن أي أمل في عكس تدهور الاتصالات، بحسب التحليل، إذا حان الوقت للتفكير في استبدال التصريحات حول التعايش و"حواجز الحماية" باللغة الوحيدة التي تفهمها بكين حقا، وهي المعاملة بالمثل.

 

ورأى التحليل أن "إدارة بايدن ليست لديها سياسة بشأن الصين – وإنما لديها عدة سياسات كثيرا ما تتعارض مع بعضها البعض، لافتا إلى أن إطار المنافسة المعيب للإدارة يخلط الغاية بالوسيلة في بعض الأحيان، متفاديا كليا المهمة الصعبة المتمثلة في تحديد الوضع النهائي المنشود تجاه الصين.

 

ولفت التحليل إلى أن "بايدن لم يلق خطابا واحدا يحدد فيه رؤيته بشأن العلاقات الأمريكية الصينية، وبدلا من ذلك أسند هذه الرسائل إلى مختلف المسؤولين – وزراء الخارجية، والتجارة، والخزانة، من بين آخرين-".

 

وكانت النتيجة، وفقا للتحليل، عملية متصدعة لصنع السياسة التي أنتجت تصريحات متضاربة تساهم في كثير من الأحيان في الشعور بالارتباك بدلا من الوضوح.

 

واستشهد التحليل بمثال على سعي وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تكافؤ الفرص في المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، في حين ناصر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان استخدام القيود على الصادرات للحفاظ على "أكبر قدر ممكن من الصدارة" على بكين.

 

وأوضح التحليل أن "هذين الهدفين يشيران إلى علاقتين مختلفتين تمامًا؛ إذ تتمثل الأولى في المنافسة المفتوحة، فيما تتمثل الثانية في احتواء التكنولوجيا".

 

ومن جانبها، أشارت وزيرة الخزانة جانيت يلين إلى أن "مخاوف الأمن القومي يجب أن تفوق الاعتبارات الاقتصادية في العلاقات الأمريكية الصينية".

 

لكنها تزعم أيضًا أن مثل هذه القيم لا تستهدف منح الولايات المتحدة "ميزة اقتصادية تنافسية"، بالرغم من أن نظراءها، مثل وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو، رجحت خلاف ذلك.

 

 وبالطبع، بحسب التحليل، لا تقتصر الالتفافات التنافسية على أشباه الموصلات وسلاسل الإمدادات، بل وظفت بشكل متزايد ردا على الأزمات المتعلقة بالأمن والسيادة، لا سيما المتعلقة بتايوان.

 

وأشار التحليل في "فورين بوليسي" إلى أنه لا شيء يوضح نهج الإدارة المربك تجاه الصين أفضل من استجابتها المفتعلة على أزمة منطاد التجسس هذا العام؛ إذ تتجاوز هذه التناقضات الافتقار العام لانضباط الرسائل، إذ أدان بلينكن الصين على "انتهاك سيادة (الولايات المتحدة)" حتى في الوقت الذي قلل فيه بايدن من شأن الحادث باعتباره ليس "خرقًا كبيرًا".

 

ورأى التحليل أنه "بمعاملة الصين مثل قوة ساحقة راسخة، تبنت إدارة بايدن موقفا تفاوضيا يستوعب ويطبع، بشكل غير متوقع، سلوك الصين. ويتعارض مثل هذا النهج تماما مع استراتيجية المعاملة بالمثل، التي تظهر فيها واشنطن صرامة، بينما تلوح في الوقت نفسه بالاستعداد للتعاون إذا ومتى ما تصرفت الصين بشكل تعاوني".

 

وفي هذه الأثناء، تبدو حسابات الرئيس الصيني واضحة: التواصل مع واشنطن من أجل التواصل، يخاطر فحسب بتمديد نصف العمر المتبقي للنظام العالمي الليبرالي، بحسب التحليل، مشيرا إلى أن شيئا يبدو على ثقة متزايدة في أن المعركة على الهيمنة الجيوسياسية ستحسم خلال السنوات المقبلة، وليس العقود المقبلة".

 

وبدلا من قبول تعايش تنافسي والمخاطرة بإعادة نفس الأفخاخ التي ألمت بالاتحاد السوفياتي، يتخذ شي خطوات للتأكد من أن الصين تأتي في المقدمة وقريبا.

ورأى التحليل أن شي لا يمكنه تفادي بايدن للأبد، وعاجلا أم آجلا سيتحدث الزعيمان مجددا، لكن طالما ارتبطت هذه الاتصالات المطلقة بسياسة التعايش بدلاً من المعاملة بالمثل، من المرجح أن تؤدي إلى الانهيار ذاته الذي تسعى إدارة بايدن بشدة إ تجنبه.

 

 

شارك الخبر: