في حالة لا شعورية من الوهن، تقع النساء المُصابات بسرطان الثدي، ضحية الصوت الداخلي لأجسادهن، والذي يوهمهن بالضعف وقلة الحيلة، وتتراجع حالتهن الجسدية، ومن خلال هذا التقرير نركّز على أهمية التأهيل النفسي للسيدات في رحلة التعافي من المرض.
رئيس جمعية الأطباء النفسيين الأردنية علاء ضامن الفروخ، يتحدث عن أهمية تخلص المجتمع من مسمياته التي يطلقها على مرض السرطان.
بحسب الفروخ بعض الناس تقول "ذاك المرض أو المرض الخبيث" كناية عن الإصابة بالسرطان، ويصفه بنوع من عدم الاعتراف بالإصابة، وصورة انطباعية مُتعلقة بتضخيم أسماء الأمراض في مخيلة المصابين.
ويلفت الفروخ إلى أهمية الدعم النفسي للسيدات المُصابات بسرطان الثدي، "العلاج النفسي يجب أن يبدأ مباشرة بعد التشخيص"، وتنقسم مراحل العلاج بحسب الفروخ إلى 3 مراحل، ويضيف "علينا تمكين نفسية المرأة وإعطائها المجال لتعبر عن مشاعرها ومخاوفها"، هذه المرحلة الأولى كما يوضحها الفروخ.
والجانب الثاني "يتركز في الدعم الاجتماعي للمرأة ممن هم حول دائرتها الاجتماعية"، أما الجانب الأخير فهو "الدعم الدوائي البيولوجي"، الذي يتمثل في تلقي أدوية ضد القلق والاكتئاب، وفي بعض الحالات يشكل الدعم الدوائي "العلاج المتكامل للمرأة"، وفقاً للفروخ.
وبحسب رئيس جمعية الأطباء النفسيين الأردنية "عند المرأة لا تتوقف مشاعر الإصابة عند الألم المُصاحب للمرض"، يفسر الفروخ لـ 24 "أن قلق المرأة يتمثل في توقعاتها بما بعد المرض، كالحد من فرصتها بالزواج إن لم تكن مرتبطة"، وإن كانت متزوجة في عدم قدرتها على الإنجاب.
إصابة المرأة في سهام تساؤلاتها
أما في حال أنها أم لأطفال فإنها تفكر في مصير أولادها، ورحلتها مع العلاج الإشعاعي أو الكيماوي، إذ يصف الفروخ قائلاً "في النهاية كثيرة التساؤلات التي تدور برأسها كامرأة".
ويقول الفروخ: "علمياً نُدرك كأطباء أن الآثار النفسية للسرطان، تحدث نوع من الاكتئاب أو القلق، وتشتد حدة المرض في حال تلقي جرعات كيماوية أو إشعاعية".
وفي حالة تعيشها بعض السيدات، يفقدن شعرهن جراء الجرعات الكيماوية أو بعض الأدوية، وفي الحالة الجراحية قد تتم إزالة الثدي، ما يترك جوانب سلبية وخيمة على المرأة، ما لم تجد نوعاً من الدعم الأسري والمجتمعي لها في هذه المرحلة من حياتها.